المؤتمر نت /بقلم-عبدالملك الفهيدي - عفواً.. رئيسة التحرير (ليوم واحد) عبدالله الحضرمي –رئيس تحرير موقع "المؤتمرنت"- سيكون واحداً من بين قليلين جداً من رؤساء التحرير الذين لن يضطروا للتنازل عن مناصبهم في مواقع رؤساء التحرير في هذا اليوم، الذي يحتفل فيه العالم بالمرأة.
الحضرمي.. لن يتنازل عن منصبه لا لكونه يرفض أن تتولى دفة القيادة في الموقع امرأة، ولكن لحسن حظه أنه حين تسلم زمام القيادة للموقع، لم يكن هناك امرأة ضمن طاقم التحرير.. وظل هذا الوضع على ما هو عليه الآن.. رغم أنه يخطط لضم عنصر نسائي إلى الموقع –مستقبلاً.
في اليمن.. وحدهم الصحفيون.. استنوا سنة حسنة للاحتفاء باليوم العالمي للمرأة؛ حيث تتقلد النساء مناصب رؤساء التحرير، ليوم واحد، بدلاً عن الرجال كتعبير عن الاعتراف بأن المرأة نصف المجتمع.
وبرغم أن رؤساء التحرير يتقبلون ذلك إلا أنني أشعر أنهم يتقبلون الأمر على مضض، ويظلون يعدون الساعات، ويحسبون الثواني.. وما إن يدلف المساء حتى يتنفس رؤساء التحرير الصعداء.. فالنساء اللواتي اغتصبن كراسي الرئاسة منهم، منذ الصباح الباكر سيضطررن للعودة إلى منازلهن.. لتعود دفة القيادة إليهم.
وبرغم إن هذا التقليد، وإن كان شكلياً،إلا أنه يعطي الإحساس بإمكانية أن نسلم بحقوق المرأة وقدرتها على تسنم زمام المبادرة والقيادة.
لكن المشكلة لا تكمن في أن الصحفيين وحدهم الذين يرفضون أن تتسلم المرأة دفة القيادة .. إنها مشكلة مجتمعية، لا تقتصر على اليمن فحسب، بل على امتداد الوطن العربي، والإسلامي.
ثقافة الرفض لتولي المرأة الموقع الاول تعود جذورها إلى التفسيرات الثقافية، والدينية الخاطئة التي تولدت، وتراكمت على مر السنوات في صلب ثقافتنا، حتى وصل الأمر بنا إلى حد اعتبار أن المرأة عورة من رأسها حتى أخمص قدميها..
ولأن هذه الثقافة المترسخة عصية على الزوال بمجرد الكلام، والدعوة إلى منح المرأة حقوقها، وإفساح المجال أمامها للمشاركة في عملية البناء، والتنمية ستعود الكثيرات من الصحفيات اللواتي سيتولين رئاسة التحرير –اليوم- مساءً، ولا أظنني أبالغ إذا قلت أن أية امرأة بينهن لن تتردد عند عودتها إلى المنزل عن توبيخ طفلها إذا وجدته يبكي بالقول "عيب .. أنت رجل.. البكاء للنساء".
عفواً.. رئيسة التحرير(ليوم واحد) أنا لا أقصد بالطبع أنكِ غير مؤهلة للقيادة، ولكن الإشكالية تكمن في أن المرأة تساهم بوعي، أو بدونه في تكريس الذكورية واجترار ثقافة الماضي، التي تحث المرأة على الثبات على قاعدة (مكانك تحمدي).
الإشكالية الأخرى –والأكثر ضرراً- هي أن البعض من النساء، أو من الرجال يرون في تأنيث القيادة تشبهاً بالغرب،ولا ينسى هولاء التأكيد على أن نساء الغرب اصبحن موضع شفقة نتيجة لتلك الحقوق.
هكذا! بين غمط حقوق المرأة.. والمطالبة بمنحها الحقوق دون ضوابط ستظل المرأة هي الخاسرة.. وسنظل نحن الرجال نمارس في الوقت نفسه دوراً مزدوجاً في هذه الإشكالية..مع التأكيد أنني لا أزال بلا دور من هذا القبيل أصلا.
وختاماً.. تحية حُب ووفاء، وإجلال للمرأة أينما كانت، وتحية خاصة لأمهاتنا في العراق، وفلسطين..
|