المؤتمر نت - محمد القيداني - بين الرنين وأعذار الخسارة .. التمسك بحق التأهل كشفت خسارة منتخب اليمن لناشئي كرة القدم أمام نظيره العراقي في مستهل تصفيات المجموعة الأسيوية الثالثة المؤهلة لنهائيات القارة الصفراء تحت سن 16 سنة عن عدم استفادة الجهاز الفني للأحمر الصغير بقيادة المدرب الوطني عبد الله فضيل الذي سبق له مواجهة المنتخب العراقي في تصفيات غرب أسيا بالأردن قبل قرابة شهرين حيث سبق للمدرب فضيل الخسارة أمام نفس المنتخب العراقي وكذلك من المنتخب السوري بنتيجة إجمالية بلغة تسعة أهداف كاملة .
وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يسعى المدرب فضيل للإستفادة من تلك الأخطاء والعمل على تصويبها قبيل مواجهة العراق في مستهل التصفيات للبداية المبشرة بأن المنتخب قادر على الذهاب في التصفيات إلى أبعد ما يمكن كان الرد بظهور لا يختلف كثيرا عن الخسارة بهدف أو بستة وحتى بدستة من الأهداف لأنها في نهاية المطاف الخسارة واحدة .
ولم يدرك المدرب فضيل في لقاءه بالصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعيد المباراة بأن اسطوانة الأعمار اسطوانة فارغة لا يمكن أن تكون شماعة نعلق عليها أخطائنا ونرمي من على كاهل الجهاز الفني أسباب الخسارة وحسب .
وكل ما كنا نتمناه بأن يدرك المدرب فضيل بأن أي مدرب في العالم يقود حتى فريق حواري وليس منتخبا يحمل اسم بلاد كاملة بأن أولئك المدربين يسعون لتحقيق أسباب الفوز مهما كانت الأساليب وإن على كانت على طريقة شفرات أمواس الحلاقة الحادة .
ولم يدرك المتابع للمباراة بأن المنتخب العراقي يجاري صاحب الأرض والجمهور بالقدر الذي كان فيه منتخبنا يجاري ضيفه العراقي طيلة شوطي المباراة حتى بعد هدف السبق العراقي كان منتخبنا بعيدا عن أسباب الأخذ بزمام المباراة والسير بها نحو ما يريده هو لا ما ما يسعى إليه المنتخب الضيف .
بل إن المدرب اليمني لم يستطع قراءة المباراة قراءة واضحة تكشف له مستور نقاط الضعف للمنتخب المنافس ونقاط السلب التي وقع فيها منتخبنا في القسم الأول من المباراة والعمل على تعديلها بدليل أن التبديلات التي أجراها المدرب فضيل لم تكن على قدر كبير من التوفيق بالقدر الذي كان فيه التراجع أكبر وبشكل عجيب .
وفي الوقت الذي توقع فيه الكثير التغير الكامل في سيناريو المباراة وأن تكون حالة الطرد للحارس العرقي أسامة لؤي نقطة تحول كبيرة وهامة في المباراة التي اضطرت المنتخب العراقي للعب أكثر من نصف ساعة من الشوط الثاني بعشرة لاعبين إلا أن النقص العددي للمنتخب العراقي لم يكن واضحا للعيان وهو يسير المباراة نحو ما يخطط إليه بل على العكس تماما عندما تمكن من تسجيل هدف المباراة الوحيد وهو يلعب بعشرة لاعبين في صورة تؤكد بأن القراءة التكتيكية والفنية للمباراة كانت أكثر وضوحا للمدرب العراقي موفق حسين الذي كان موفقا تماما في اقتناص نقاط المباراة الثلاث .
ولم يدرك المدرب فضيل عندما ساق مبرر صغر سن لاعبينا عقب المباراة عندما ذكر بأن منتخبنا لفئة تحت (16) عاماً بينهم (8) لاعبين لاتقل اعمارهم عن (13) عاماً ومثل ذات العدد اعمارهم (14) عاماً فيما ستة لاعبين آخرين تبلغ اعمارهم (15) عاماً , معترفاً بالصعوبة في التعامل مع هذه المواهب الصغيرة بأن المعني الأول والمسئول الأول والأخير هو كونه تحمل مسئولية قيادة الجهاز الفني للمنتخب واختيار قائمة المنتخب حتى لو كانوا بعمر سبع سنوات لأن المطلوب خوض التصفيات للمنافسة والتأهل وحسب .
ولن أخفيكم القول بأني فوجئت عندما أكد فضيل في المؤتمر الصحفي أن طموحه في المنافسة على البطاقة الثانية للتأهل عن المجموعة في صورة توضح الروح الإنهزامية للمدرب بعد الخسارة الأولى رغم أن البطاقتين مازالتا في الملعب والوقت مبكر حتى يطلق مثل تلك التصريحات وكأن أمر البطاقة الأولى قد حسم تماما
في المقابل ظهرت على السطح للتصفيات إتهامات متبادلة بين مدربي المنتخبات المشاركة مفادها التزوير في الأعمار وكان فيها المنتخبان العراقي والسوري الأكثر نصيبا من تلك الإتهامات في إشارة وضحة لأعمار لاعبي المنتخبين بأنها تجاوزت السن القانونية المحددة لهذه التصفيات ب 16 عاما فما دون .
وفي ظل التشديد الذي يوليه الإتحاد الأسيوي لكرة القدم بضرورة تحديد أعمار اللاعبين وأن أي تجاوز قد يعرض أي منتخب لعقوبات شديدة تصل للإقصاء من التصفيات لا أعلم لماذا لا يسعى فضيل للمنافسة في حجز إحدى بطاقتي التأهل ولو من باب الأعمار بالتمسك بالحقوق حيث يعتبر حقا من حقوق منتخبنا إن كان التزوير واضحا وجليا في أعمار بعض المنتخبات المشاركة في التصفيات ولن ننسى ما حدث في نهائيات أمم آسيا للناشئين العام المنصرم بطشقند وكيف يسعى الآخرون للإبقاء على حقهم في المنافسة بكافة الوسائل المختلفة حتى لو اعتمدت على ضرب المنافس تحت الحزام أو عبر الرنين المغناطيسي وإن كان عبر بوابة المستشفى السعودي الألماني .
خسارة لم تخرج عن كونها رسالة انذار مبكر للإتحاد وللجهاز الفني على السواء بأن طريق المنافسة على بطاقتي المجوعة للتأهل لنهائيات القارة الصفراء لن يكون مفروشا بالورود بالقدر الذي يتطلب فيه اصرارا وعزيمة عالية والتمسك بالحقوق مهما كانت الوسائل والإساليب في سبيل بلوغ هدف المنتخب الأول والأخير من هذه التصفيات وهو بلوغ نهائيات أمم آسيا للناشئين فأي أعذار لن تكون مبررة لأي إخفاق بعد أن قدمت الكرة اليمنية في هذه الفئة تفوقا على مستوى القارة الصفراء وتواجدها المستمر لأربع بطولات على التوالي .
|