الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:19 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 17-أكتوبر-2009
المؤتمر نت - سيف العسلي د.سيف العسلي -
خداع الحوثية(1)!
يقول المثل الشائع انك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، ومن الملفت للانتباه أن الحوثية قد نجحت في خداع كل الناس ولكنها قد لا تستطيع أن تخدعهم كل الوقت.

الخادع هو اعتقاد ما ليس بحقيقة على انه حقيقة واعتقاد الحقيقة بأنها ليست كذلك ومن يحلل ما يتوفر من محاضرات لمؤسس الحوثية سيلاحظ انه قد وقع في ذلك. لقد أعطى نفسه مرتبة تفوق بكثير ما يستحق، وكذلك فقد اعتبر تصوراته الخاطئة للعالم من حوله على أنها حقيقة لا تقبل النقاش.

ونتيجة لذلك فإنه يعرض اجتهاداته وكأنها وحي من الله على الآخرين فقط تنفيذها وبدون اعتراض وإلا فإنهم كفار ومعذبون في النار ومحرومون من الجنة ومهدوروالدم، وبذلك قد رفع نفسه إلى مرتبة النبوة، ولا نبالغ إذا قلنا إلى مرتبة أعلا من مرتبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من عدم إفصاحه عن ذلك صراحة فقد أعطى عدداً كبيراً من الإيماءات التي تقول ذلك وبدون لبس.
وقد دفعه شعوره هذا إلى اتهامه للأمة الإسلامية بالرد من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها من وجهة نظره رفضت ما بلغها به النبي صلى الله عليه وسلم من أن الإمامة لعلي، انه يعتقد أن من واجبه إخراج الأمة من ردتها هذه.

انه يتصرف كالنبي صلى الله عليه وسلم ويطالب الأمة بأن تعامله كذلك، ولذلك فإنه لا يعترف بأي اجتهاد آخر، فهو الوحيد الذي يفهم القرآن على النحو الذي فهمه الرسول صلى الله عليه وسلم انه بذلك يتقمص خصائص واختصاصات النبي.

بل إنه اعتقد بأن الظروف التي تحيط به هي نفس الظروف التي كانت سائدة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكما أن القرآن قد مكن الرسول من تحريك الأمة في ذلك الوقت فإنه سيمكنه من تحريك الأمة في الوقت الحاضر، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته فردا فإن عليه أن يبدأ دعوته فردا، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستفت أحدا من قريش حول دعوته فإنه لا يحتاج إلى إقناع الأمة بآرائه، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع شعار لا اله إلا الله فإنه قد رفع شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود، وكما كان على العرب أن يقبلوا الشهادة كما هي فإن على الأمة اليوم أن تقبل الشعار كما هو.

إنه هو وحده القادر على إخراج الأمة من الغضب الإلهي وأن يجعلها أمة مهيمنة على العالم كله، ومن أجل ذلك فإن عليها أن تتوحد خلف قيادته فإن لم تقبل فعليه أن يقاتلها، ذلك أن طاعته من طاعة الرسول، فالذين يخالفونه هم غير مسلمين سواء كانوا علماء أو عباد.

وكما ترى فإنه يتجاوز مرتبة رسول الله وخاتم النبيين على الرغم من كونه معصوما ويوحى إليه، وقد خصه الله بأمور لم يخصها غيره، يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين، فالله حسبه دون غيره من المؤمنين والله يعصمك من الناس، يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا، فانزال الملائكة للقتال من خصائصه فقط، فقاتل يا محمد في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ولم يقل فقاتل يا حسين لا تكلف إلا نفسك، ومع ذلك فقد قال الله يا محمد حرض المؤمنين ولم يقل حرضهم على القتال وإنما حرضهم على الدفاع عن النفس فإذا كف الله اعتداء الكافرين فقد كفاك الله القتال، وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما لفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم.

وعلى الرغم من ذلك فإن الرسول كان أكثر تواضعا من مؤسس الحوثية فها هو يخبر الناس بأن ما جاء في القرآن من أنباء الغيب أوحاه الله إليه وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون ويقول إني لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون.

وهاهو صلى الله عليه وسلم يتقبل توجيهات الله له برضا وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الحياة الدنيا، وان كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت ان تبتغي نفقاًَ في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية لو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين.

لم يعلن صلى الله عليه وسلم الحرب على العالم كما فعل مؤسس الحوثية بل كان رحمة للعالمين، فالله تعالى أمر عباده المؤمنين بدفع الظلم ولم يأمرهم بظلم الآخرين، فالله قد حرم الظلم على نفسه وقد حرمه على عباده. فلا يحق للعرب الهيمنة على الأمم الأخرى كما أنه لا يحق للأمم الأخرى الهيمنة لا على العرب ولا على غيرهم ولا يحزنك يا محمد الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة، فما ترتكبه الأمم من إثم فإن إثمها على نفسها، ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين.

وهاهو يتشاور مع المؤمنين في الأمور التي لم يأمره بها الله فبما رحمة من الله يا محمد لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر. لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاًَ من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ولذلك فعندما لم يقبل به قومه لم يقاتلهم بل قال حسبي الله.

أما مؤسس الحوثية فإنه لم يتصرف كما تصرف النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه على الرغم من أنه ليس معصوماً ولا ينزل عليه الوحي. فليس كل من أحسن الحديث أو الخطابة وجذب بعض الناس على حق. ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم.

ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين لكنهم يخدعون أنفسهم وما يشعرون لأن في قلوبهم مرض. ولذلك فإنهم يفسدون ولا يصلحون، وكل من يقع في ذلك يصبح ضمن شر الدواب.

واتل عليهم يا محمد نبأ بلعم بن باعوراء الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين لأنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فلم يمنعه من الهلاك ما أعطاه الله من الكرامات الخاصة. وكل من يتبعون هواهم تتحول قلوبهم إلى قلوب لا يفقهون بها وأعينهم إلى أعين لا يبصرون بها وآذانهم إلى آذان لا يسمعون بها فأولئك هم الغافلون.

كان من حق مؤسس الحوثية أن يعرض آراءه على الأمة لتقبل بها أو ترفضها. فبعد موت النبي وانقطاع الوحي ليس أمام المؤمنين إلا تدبر القرآن أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراًَ وإن جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به لو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً، فالتدبر الفردي قد يخطئ وقد يصيب، التدبر الجماعي هو الأقرب إلى الصواب.

لقد خاطب الله في القرآن جماعة المؤمنين ولم يخاطب الأفراد كائناً ما كانوا يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين. يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين. ابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها. اقطعوا يد السارق والسارقة، وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل.

وقد حدد صلاحية ومسئولية كل جماعة من جماعات المؤمنين ولم يحدد صلاحية أحد من عباده. إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق، فالمؤمنون ليسوا على صفة واحدة فالذين آمنوا أولياء بعض إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.

الذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله إذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس.

فمؤسس الحوثية قد تجاوز حده وجهل وضعه وحمل نفسه وأتباعه مالم يحملهم به الله فأمر بالظلم وأشاع الفساد نتيجة خداعه لنفسه ولأتباعه، ولذلك وجب ردعه واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر