المؤتمرنت - Haley Sweetlands Edwards - تراث اليمن اصبح يصنع في الصين على الرغم من قرون من التقاليد القديمة ، إلا أن الرجال اليمنيين يعيرون اعتبارا للسعر الأقل عند شرائهم الجنبية .
في خطوة للخروج إلى الشوارع الضيقة في العاصمة اليمنية صنعاء التي هي من المرجح أن أول الأشياء التي ستلاحظه فيها هو أن كل رجل منهم يلبس الجنبية "الخنجر المعقوف " ، في الواقع ، مربوط إلى حزام طويل يطوى على الخصر .
الخنجر يسمى (جنبية) ، كان جزءا من اللباس التقليدي اليمني قبل فترة طويلة، تاريخيا من قبل الإسلام ، لقد كان الرجل اليمني يملك جنبية ثمينة ، ثم تنتقل من الأب إلى الابن لعدة أجيال. انه سلاح ، ولكنه رمزا للأصل الإقليمي والوضع الاجتماعي في اليمن، وكان الاتجار بهذه السلعة دائما موضع تقدير مع مرور الوقت.
في أيامنا هذه ، أصبح عددا كبيرا من معارض الجنابي في صنعاء في الواقع تتاجر بالجنابي الصينية،المصنوعة من البلاستيك التي هي تقليد للجنابي اليمنية الأصيلة الأنيقة ، فالجنابي الصينية منقوشة بشكل جميل فأصبحت تباع كالكيك الحار.
يقول عبدالله سويد صاحب متجر جنابي في صنعاء القديمة منذ 15 سنة "لقد بدأت هذه التجارة الزائفة في جميع الأماكن منذ سنة ونصف أو عامين يحبها الناس لأنها غير مكلفة. وبطبيعة الحال ، لمن لا يعرف ، فإنها تبدو مثل الجنبية الحقيقية ".
الجنبية الحقيقية هو عادة ما تكون مصنوعة من عظام زرافة أو بقرة ، أو وحيد القرن الأسود (الذي اشتهر بأنه مهدد بالانقراض)، ويمكن أن تتراوح اسعار هذه الجنبية ما بين 50 دولارا و 15،000 دولار ، ولن نسى ان أن نذكركم بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، يملك جنبية تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.
ينبغي أن تندهش بعد ذلك أنه في بلد مثل اليمن -- من أفقر البلدان في العالم العربي ،أن تري الناس تتهافت نحو بديل أرخص. وهي الجنبية الصينية الصنع المقلدة للجنبية اليمنية الأصل ، والتي عادة ما تكلف مبلغا يتراوح بين 2 و 15 دولارا.
في حين لا يوجد أي تقدير كم الجنابي التي استوردت من الصين إلى اليمن هناك قدر كبير من الجنابي الصينية المستوردة إلى اليمن كل عام ،وهناك دراسة استقصائية تشير إلى أن أكثر من نصف مجموع الجنابي التي تباع في سوق صنعاء القديمة صينية الصنع.
يقول الحرازي احد الباعة الذين يتاجرون بالجنابي في مدينة صنعاء القديمة والذي يقف في متجره المحشو بالجنابي المقلدة "أنا لا أبيع الجنابي الحقيقية الناس لا يريدون دفع كثير من الأموال ، لذلك فهم يأتون لي".
بمجرد أن تعرف ما الذي تبحث عنه ، فانه من السهل أن تتعرف على الجنابي الصينية الصنع ، في المقام الأول لأنها تبدو وكأنها مصنوعة من قرن وحيد القرن الأسود -- وبدقة ملحوظة تظهر المواد التي يمكن أن تتراوح بين داكن اللون و الأخضر والأصفر و الذي ، إذا كان حقيقيا ، يمكن أن تكون قيمتها أكثر من التي يصنعها اليمنيين بأنفسهم.
إن تدفق الجنابي المقلدة على السوق اليمني له تأثير كبير، ربما ليس من المستغرب ، أن أولئك الذين يبيعون الجنابي الأصيلة يتحدثون عن غزو البديل الأرخص.
يقول خالد عبد العزيز الذي يمتلك متجر صغير فيه حوالي 20 جنبية أصلية إن التجارة أصبحت فضيعة ولكنها ليست جيدة كما كانت عليه من قبل إنها بالتأكيد أصبحت متدهورة.
ويقول كمال ، الذي سافر إلى الولايات المتحدة أربع مرات لعرض الحرف اليدوية التقليدية اليمنية ،إن الجنابي الصينية الصنع تعتبر شئ لا يذكر أمام التقليد للتقاليد اليمنية والمجوهرات ، وسجادات الصلاة والهدايا التذكارية وسلاسل المفاتيح إنها "مشكلة حقيقية" لبائعين الأشياء الأصلية في اليمن .
يضيف وهو يضحك "الناس يأتون إلى متجري ، ويقولون : لماذا اشتري أشياء بقيمة 400 دولار بينما استطيع اشتري نفس الشئ بـ 10 دولار أمريكي ؟أقول له أنت تريد جنبية بلاستيكية؟ تريد قلادة الرصاص؟ انتقل لشرائه من هناك. "
يقول بائعوا الجنابي التقليدية الصينية الصنع أن مبيعاتهم في تزايد مستمر.
قال محمد ، الذي يمتلك كشك صغير في سوق مدينة صنعاء القديمة تصطف على رفوفه الصغيرة الجنابي الصينية الصنع المغلف بالبلاستيك الذهبي "ربما كان الناس يريدون حقا جنبية حقيقية ، ولكن هذه هي الأرخص ، لذلك يبتاعون الأرخص ".
يلخص هشام جيلاني وهو أميركي من أصل يمني الذي كان يزور اليمن في الصيف الماضي ، القول وهو يضحك ضحكة خجولة انه عندما سئل عن الجنبية الصينية قلت "اشتريتها لأنها كانت أقل كلفة بكثير من الجنبية الحقيقية وان كان الناس يرون أحيانا إنها وهمية لن يأخذونها ، ولكن في اليمن و أميركا ، الناس هكذا يحبون السؤال ، ما هذا؟ سيف؟ دون الالتفات إن كانت أصلية أم مقلدة "
يقول الشيخ شهلان الحباري ، الذي يدير جزء من سوق صنعاء القديمة والتي تضم جميعها أكشاك جنابي ، تقول إن المشكلة لا تنتهي مع الجنابي الصينية الصنع، فاليمنيين أنفسهم لا يهتم إن كانت الجنبية مقلدة أم لا ما يهمه أنها رخيصة، أما الآن ، فإن سوق الجنابي يكاد يموت. ، ومنذ زمن طويل ما تزال الجنبية اليمنية رائدة .
يضيف انه مع انخفاض الأسعار فان معظم اليمنيين يستطيعون شراء الجنبية ، أو أحيانا جنبيتين أو ثلاث. وبالطبع مازال معظم السياح ، والذين يأتون إلى اليمن من دول عربية أخرى ، لا تزال الجنبية تستهويهم.
وقال "إنهم يأتون إلى هنا بحثا عن هدية تذكارية من اليمن" . "والآن نقول لهم ، إنكم لا تأخذون الهدايا التذكارية من اليمن بل تشترونها من الصين! "
*ترجمة عماد طاهر
|