التقاه في بيروت : نبيل الاسيدي - كفرت بالقطيعة العربية والمثقفون العرب يعيشون وراء قضبان الجوع والإهمال
- على المثقف أن يمنح السلطة شهادات اعتراف لا العكس
- رايات العرب سوف تتساقط الواحدة تلو الأخرى
- اليمن الداعية لاتحاد عربي و أتمنى أن أرى ذلك في الواقع
مثقف وشاعر وباحث وسياسي ودبلوماسي وكاتب وتربوي .. وباجتماع كل ذلك في شخص واحد تكون أمام الدكتور عبد الولي الشميري مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية والشاعر والمثقف ومؤسس منتدى المثقف العربي في القاهرة وصاحب مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون في صنعاء ، بدأت مسيرته مدرسا للغة العربية والبلاغة ومتنقلا بين المناصب الحكومية ومجالس الشورى والنواب المنتخبة ومحافظ لمحافظة اب وصولا إلى السفارة والثقافة ،، وبالتزامن مسيرة في دبلوم العلوم العسكرية وآخر في الإدارة المحلية وليسانس لغة عربية وماجستير الأدب المقارن والدكتوراه في الأدب العربي ،، إضافة إلى ذلك فهو محب للثقافة والأدب والشعر ومنتج له أصدر "درر النحور " بثلاثة أجزاء عبارة عن دراسة نقدية وتحقيق لديوان الشاعر " ابن هتيمل ، وثلاثة دواوين شعرية و جزأين من "خواطر وذكريات" وتراجم لأعلام المغتربين والعديد من الدراسات النقدية ويستعد حاليا لإصدار اكبر موسوعة لأعلام الثقافة والدب في اليمن تزامن مع إعلان صنعاء عاصمة الثقافة العربية ..
" المؤتمر نت " التقى بالدكتور الشميري في بيروت ليناقش معه قضايا المثقف العربي وموقعه من تفاعلات كل ما حوله وكيفية اختراق حاجز القطيعة بين المثقف والسياسي والنتاج الإبداعي للمثقف الممزوج بالتشاؤم وغيرها من القضايا الهامة في هذا اللقاء ..
* إلى متى سيظل المثقف العربي ومنتدياته ونخبه بعيدا عن دائرة التأثير الحقيقي في متغيرات الساحة العربية ؟
أولاً أسمح لي أن أقول لك أن منتدى المثقف العربي هو واحد من ألاف الأندية الموجودة في الوطن العربي ومن ثم فهو لا يبحث في أي قضية بعيدة عن متغيرات الوطن العربي ودائماً ما يبحث في نسق شديد جداً حول متغيرات الواقع العربي ،، أنا أنفي أن يكون قد حصل في موجز المثقف العربي أن ناقشنا قضية بعيدة عن الواقع العربي ،، المنتدى هو أول من طرح قضية حوار الحضارات ، وهو أيضا أول من طرح قضية توحيد الصف الفكري الثقافي أمام التيار الجارف للعولمة الهادف لهدم القيم الثقافية العربية ،، وأول من نادى بالحوار بين الوسط الفني بين الفنانين المعتزلين والفنانين العاملين ونادى لوقف الهجمات و بأن الفن يجب أن يحمل دورا مهما في حمل قضايا الأمة العربية والمجتمع الإسلامي إلى المجتماعات الأخرى ومن ثم فمنتدى المثقف العربي يلامس قضايا الساعة ويتحدث بشجاعة في القضايا التي يجب أن تقال ولديه الكثير من الكتب والتوصيات الصادرة عنه بخصوص هذه القضايا ،لكن عملية تطبيقها في الواقع العربي والأخذ بها فهذا ليس بقضية المنتدى ولا المنظمات ولا الهيئات وإنما قضية الأنظمة العربية التي لا ترى في هذه المنتديات وتوصياتها شي يمكنها الرجوع إليه والاستقاء منه،، وإنما تبحث عن سطور في جرائد تمتدح الأنظمة وأصحابها وتسبح بحمدهم وتفكر بالعقلية القديمة التي كانت عليها أنظمتنا العربية ، وتعتبر أن هذه هي الكلمات التي يجب قراءتها ،،وأن على المثقف أن يهتم بها لتسعد بها الأنظمة وتطبعها وتنشرها ..
* عرفت مثقفا وشاعرا قبل أن تعرف سياسيا ودبلوماسيا .. هل يعني ذلك انك استطعت اختراق حاجز القطيعة بين المثقف والسياسي ؟
الحقيقة أنا اعمل في الوسط السياسي سفيراً للثقافة والأدب وأعمل مع المثقفين سفيراً للسياسة وبالتالي فلا بد لكل إنسان يريد أن يخترع قضايا الواقع في الفكر والثقافية في الأدب لا بد أن يتحلى بشيء من السياسة بمحيطها العربي والعالمي والدولي وكذلك أيضاً العمل في المجال السياسي بحقيبة مليئة بالأدب والثقافة والذوق والجماليات والفن بحيث تضفي على الجانب السياسي المتعة وتحول الجانب السياسي إلى حلقات مرحة وفنية وشيقة بدل الجفاف والكلمات الرتيبة والحذر في النطق بالأحرف كأنما أعده عداً فلا أستطيع أن أقول ما أريد وأظل حذرا فيما قد يكون ممكناً وما قد لا يكون ممكناً وهذا الحذر في الألفاظ يأتي نتيجة لقيود معنية أعتقد أنها تخدم حياة الأدباء والمثقفين والشعراء وأنا أعتقد أيضاً أن الحياة الدبلوماسية تتحول إلى متعة إذا ما اقترنت بشيء من الثقافة والأدب والفكر ،، ولذلك فأنا أريد أن أسيس الحياة الثقافية والفكرية واثقف الحياة السياسية .
* أنشئت منتدى المثقف العربي كيمني في مصر إلا أن البعض يأخذ عليك أن المنتدى أصبح صدى للحراك الثقافي المصري في الوقت الذي كان منتظرا منك نقل صدى الثقافة اليمنية إلى مصر ؟
أولاً أنا أرفض التسميات بحراك ثقافي مصري وحراك ثقافي يمني أنا كفرت بهذه القطعية تماماً وقلت الثقافة هي ثقافة عربية وأنا أدعو إلى اتحاد عربي وأدعو إلى وحدة فكرية روحية، وأنا لا أرى ثقافة مصرية وثقافة يمنية .. هذه الشعوبية وهذه وهذا التشقق يدعيها المرتزقة على موائد السلطات والذين يتقاضون مرتبات من وزارة الثقافة والإعلام والصحافة وموائد الحكام الذين يرون أن هناك ثقافات عربية مختلفة واثنين وعشرين ثقافة داخل الأمة العربية وأنا أرى ثقافة واحدة من المحيط إلى الخليج وهي ثقافتي ما أدعو إليها في صنعاء وفي القاهرة في نواكشوط في البحرين في قطر في مسقط في لبنان في مشارق الأرض ومغاربها الثقافة العربية ثقافة واحدة ،، ولذلك منتدى المثقف العربي جاء معلناً هدفاً رئيسياً وهو يحمل على أساس الثقافة العربية فكراً عربياً قومياً لا قطرياً ولذلك رفضت أن نطلق عليه أي مسمى قٌطري ،،مصري ،،يمني أو حتى اسم علم من أعلام الثقافة حتى لا يقال أنه ينتمي إلى قطر معين ،، أما الذين يزايدون باسم حراك مصري .. حراك يمني يتناسون العالم اليوم أصبح قرية ، وأن هناك من يدعو إلى أن تكون ثقافة عالمية ليست قومية وهؤلاء مازالوا على المستوى القروي و الشللي والشعوبي والمناطقي كما أعتقد أيضا أن الثقافية العربية محتاجة الآن أن نرحلها لان تكون عالمية بدلاً أن تكون قومية وهؤلاء الذين يتحدثون عن القطيعة أعتقد أنهم بحاجة إلى أن يوسعوا خارطة تفكيرهم أكثر لكي يستطيعوا أن يحملوا قضايا الأمة إلى المجتمع العربي أولاً ثم إلى المجتمع العالمي ثانياً .. ومن أجل هذا فقد وجد منتدى المثقف العربي ليكسر هذه الحواجز الضيقة وينطلق إلى أفق موحد من الثقافة العربية الواحدة ..
* النتاج الثقافي للمبدع العربي ممزوج بالتشاؤم .. هل ذلك ضرورة إبداعية ، أم انعكاس للواقع المحيط بالمثقف المبدع ؟
هذا صحيح وهو انعكاس للواقع .. فالمثقف العربي اليوم بين مثقف رسمي مصنوع، سلطوي وهذا صنعته أموال السلطة وكرسيها فإذا نزل من الكرسي أصبح شخصاً عادياً والأضواء التي سلطت عليه هي تصبح لعنة تاريخية على من سلطها عليه ومن نصبه ومن صنعة ،، ويأتي المثقفون الحقيقيون الذين يعيشون وراء قضبان الجوع والفقر وتهمل إبداعاتهم المخطوطة بأقلامهم ولا يجدون طريقا إلى النشر ولا إلى كرسي ترضى بهم ،، هؤلاء يصابون بالإحباط .
وكما هو معروف فالسلطة دائماً ليست على وفاق مع الثقافة والمثقف على مر التاريخ ،ولكن محتمل يكون أيضاً هنالك انسجام مؤقت وهذا ينعكس على طبيعة الحاكم والوالي والأمير ولرئيس ، فجلالة الحاكم إذا جاء من الوسط الثقافي والأدبي سوف ينحاز إلى الصف الثقافي تماماً أو أنه على الأقل ممكن أن يكون المثقف عسكريا أو طبيبا ويمكن أن يكون المثقف من عائلة حاكمة لا علاقة لها بالثقافة ،، وممكن أيضا أن يكون مثقف والأديب ممثلا في شخصية الحاكم ،،و على سبيل المثال سيف الدولة الحمداني استطاع أن يشغل التاريخ ودراسات الباحثين عبر الزمن حتى يوم القيامة على لسان المتنبي لخدمة السلطة بمدائحه وشعره،لأن الحمداني من جاء من الوسط الثقافي والأدبي وبذلك استطاع أن يسخر الثقافة والأدب لصالح تخليد حكمه وشخصه عبر الزمن ،، وقال الشعراء في عصره أن سيف الدولة أعطى المتنبي ثلث الخزائن بينما في التاريخ هو أن المتنبي أعطى لسيف الدولة التاريخ كله ، وما أعطاه سيف الدولة للمتنبي انتهى ولم يعد معروفاً لكن ما أعطاه المتنبي لسيف الدولة أدخله كل بيت وكل دار وكل مكتبة وكل عقل،، على الرغم أن سيف الدولة لم يكن خليفة والخليفة في عصر سيف الدولة لم يسمع به أحد لأنه ليس له متنبي، وفي نفس الوقت تجد أن كافور العظيم الأخشيدي الرجل المحارب الفاتح في مصر والذي كان ملكه يعادل ملك سيف الدولة ومنطقة حكمه ورعاياه وخزائنه وجيوشه أكثر من سيف الدولة عشرين مرة مع ذلك أضاع ملكه وجاهه وسلطانه واستقامته بقصيدة واحدة على لسان المتنبي الذي أدخله دائرة الظلام عبر التاريخ وشوه به وتاريخه لأن كافور الأخشيدي لم يأت من هذا الوسط الثقافي ولم يحسن توظيف الفكر والأدب والثقافة واللسان والبراعة فخلافاته مع المتنبي خلافات مادية بينما كانت إمكانيات كافور الأخشيدي عشرات أضعاف إمكانيات سيف الدولة وإمكانيات الخليفة العباسي أكثر منهما ، لكن لم نسمع إلا أن تاريخ كافور احرق بقصيدة والخليفة لم تصل إلينا أخباره ، بينما سيف الدولة أصبح سيفاً أبدياً في التاريخ فلو وعى القائمون على السلطة بأن الخلود الأبدي هو قلم المثقف وقصيدة الشاعر المبدع لا المصنوع لأن المصنوع ينتهي أصلاً ومازال حياً وقبل أن ينتهي الممدوح ينتهي المدح وينتهي المادح فقضية التشاؤم والروح التشاؤمية الموجودة لدى المثقفين اليوم هي نتيجة للفقر والتهميش والتجهيل وأنا لست مع أكثر المتشائمين إطلاقاً ولا أرى أنهم على حق دائم ولكن لديهم فعل الحق ، خاصة وأنه يعيش وسط شللية أدبية ،، والسلطات أصبحت هي التي تمنح شهادة اعتراف بثقافة المثقف ويفترض أن المثقف هو الذي يمنح السلطة شهادة اعتراف وليس العكس ،، ومن أجل هذا نجد أن لكل نظام كما يتخذ فرقة موسيقية وفرقة غنائية أصبح يتخذ فرقة شعرية وفرقة صحفية وفرقة ثقافية وهكذا .. وشراء الفرق هذه أوجد رد فعل لدى المثقف الحقيقي أو الذي لم يكن قادراً أن يكون ضمن فرق الحاكم في أي قطر من أقطار وطننا العربي .
* نشطت هذه الأيام دعوات سياسية عربية يقودها السياسيون طبعا لتفعيل الدور العربي .. الم يكن الاحرى بالمثقفين أن يكونوا في مقدمة الداعين لوحدة ثقافية خالية من القطرية تمهد لأي تفعيل جمعي للسياسة العربية ؟
حقيقة المثقفون دائماً وأبداً المنادون للاستقرار والى وحدة سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية ، ولكن حصل انفصال بين المحكومون والحاكم وبين الحاكم والثقافة وبين السيف والقلم وبين المال والفكر وهذا الانفصال هو الذي أوجد الشرخ الكبير في جسد هذه الأمة وأصبحت الدعوات اليوم هي عبارة عن بداية يقضه من نائم آلمته صفعات العدو المنهالة على خده ورأسه وكل وقت هو نائم بدأ يتحرك ليستيقظ وجاء على أيدي السلطة ولم يأت على يد المثقفين لأن المثقفين أصيبوا بالإحباط ووجدوا أنه كمن يصرخ في صحراء ليس فيها أحد، ثم بعد ذلك جاءت عملية تقسيم الفكر والثقافة وتقسيم الإبداع و الأدب ،، وأنا حقيقة أمثل الجمهورية اليمنية في الجامعة العربية وأفتخر جداً بأن اليمن صاحبة الدعوة إلى هذا الإتحاد وأكثر من ذلك افتخر أن الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية عبر عن إرادة سياسية ورغبة عند ما قال أنا مستعد أن أمد يدي وأن أبايع الأمير عبد الله والرئيس حسني مبارك على عمل عربي واتحاد عربي أو على حكم عربي أو على وحدة عربية ،، هذا يؤكد أن الإرادة الصادقة الإرادة السياسية موجودة وأن بعضهم يبايع بعض هذا شيء جميل ورائع وأتمنى أن يكون على الساحة الواقعية مستقبلاً لا تبد له أعمال أفعال ولا ترد عليه سلوكيات لكن هناك طرق للسياسيين الذين يتحركون لإصلاح الوضع العربي قد تكون صادقة في كثير من الأحيان ولابد أن تتحقق أولاً أن دعوات إصلاح الوضع العربي ولا بد أن يستيقظ العرب بعد 11سبتمبر خاصة بعد أن عرفوا أنه لا صديق في العالم لأمريكا إلا من خضع لإرادتها وسياساتها ، والذين كانوا يتوهمون أنهم أصدقاء لأمريكا وللغرب جميعهم واهمون وأسمهم كان مكتوباً بالقلم الرصاص القابل للإزالة والمسح والإلغاء في أي وقت ،، بل إن اغلب الثروات العربية في الغرب كلها موضوعه تحت الرقابة والحجز والتأمين والمصادرة وضمن الثروات الموجودة على أرضهم ممنوعة من الخروج وممنوعة من الاستفادة منها تحت أحكام الحصار الرقابة مكافحة الإرهاب شيء من هذا حتى أصبح الرجل في أي دولة لا يستطيع أن يحول بعشرة آلف دولار إلى أسرته في أي قطر عربي آخر تحت مظلة مراقبة الأرصدة
أكتشف العرب أن المطلوب ليس فئة معينة من بنيهم يطلق عليها فصيلة الإرهاب .. الكل على قائمة الإرهاب.. الكل مطلوب ومشكوك فيه .. الحاكم والمحكوم .. الصديق والعدو ،، و اكتشفوا تماماً أنهم أصلاً جميعهم كما يسميهم الحاكم نائب وزير الدفاع الأمريكي جميعهم في نظر أمريكا الشيطان فكلهم مجرم حتى تثبت براءته .. استيقظوا تماماً وقد وضعت في أعناقهم حبال تقودهم إلى تكتم جديد يسمى مجموعة الشرق الأوسطية لدعوة إقليمية بدل قومية المجموعة الشرق أوسطية يراد منها إدخال إسرائيل لتقود هذه المجموعة وتصبح الدول العربية عبارة عن دمى متحركه على كراسي يرأسها شارون الذي يرأس الدولة الأقوى في الشرق الأوسط عسكرياً و اقتصادياً و سياسياً ،، ومن هنا دخلت المنطقة العربية كلها تحت إمرة شارون شاءت أم أبت باسم كتلة الشرق أوسطية واكتشف الزعماء والأنظمة العربية أنهم مدعوون إلى كتلة جديدة فبدءوا ينادون إلى إنجاز صيغة جديدة لعمل عربي مشترك يتمسكون ويتشبثون بالعمل القومي بدل الانجرار إلى العمل الإقليمي،، لكن أنا من خلال قراءتي لهذه الأوراق ومن خلال متابعتي للفكر السياسي أحس أن راياتنا سوف تتساقط واحدة تلو الأخرى ، ونحن متشبثون بالركود والخطب الطنانة والمشاريع المكتوبة .. نتناحر فيما بيننا.. وكل يحاول أن يداري عن الآخر وأن يقلل من شأن الآخر ،والمشكلة تكمن في إرادة سياسية تحتم على القادة العرب أن يتخلوا عن شيء لا من سيادتهم ولا تصرفاتهم المطلوب من الزعماء العرب أن يتخلى كل منهم على جزء من دكتاتورتيه ومن ولايته الشخصية أو نزواته على هذه ،، مثلاً اليوم لم يعد هناك نظام عربي يطمع في أن يسيطر على نظام آخر أو يستطيع أن يحكم شعب آخر فلماذا لا ترفع هذه الحواجز على الطرق الذي تسمى حدود بين الدول .. ماذا سيحدث ؟؟ سيسيح في كل الأحوال في البلدان الرديء والجيد والمستهلك هو الذي سيبقي الجيد ويحكم على الرديء بالنهاية وعدم الإقبال عليه وبالتالي لن تكون أي من هذه الإشكاليات المزعومة .. بل ما الذي تجنيه الدول من الدخل الجمركي؟؟ ،، ولا اعتقد أن التبادل التجاري بين الأقطار العربية بهذه المكاسب الضخمة التي تدعو إلى التمسك بالجمارك وبالنقاط الحدودية العتيقة ،، ويبدو أن كل إنسان لا يحس أنه ملك أو رئيس أو زعيم إلا إذا احتفظ برقعة من الأرض وله عليها جنود يشهرون أسلحتهم في وجوه إخوانهم في بلد الأخر فلو رفعوا هذه الحواجز الوهمية ،وقالوا كل مواطن عربي لديه بطاقة أو جواز سفر يتنقل حيث يشاء.. يتزوج .. يدرس ..يتملك .. يبني .. كل حيث يرغب.. سنجد اللبناني يهوى أن يعيش في نواكشوط وسنجد الموريتاني يهوى أن يعيش في قطر وسنجد المصري يريد أن ينتقل إلى جيبوتي ,و هكذا حينها سيرتاح الزعماء وترتاح الجيوش وترتاح الرقابة الأمنية وستلغى الكثير من الختومات والتأشيرات والرقابة والتفتيش ودائرة الجمرك والسجلات التي لا طائلة منها وسيرتاح الشعب وسيحس فعلا أن القيادة العربية وعت حقوقه ومنحته حريته ،، ونخلص إلى أن المطلوب إنقاذ العرب وليس المطلوب أسلاك شائكة وبراميل حدودية .
|