المؤتمر نت-متابعات - حرب تحرير الكويت والقات والسكري والشرايين والضغوط النفسية أعاقت القدرات الجنسية
السعودية في مصاف الدول المتقدمة في استهلاك عقاقير العجز الجنسي
تكالبت الظروف - وفي نظر البعض تآمرت- على الرجل العربي في العصر الحديث، فأصبح غذاؤه غير كافٍ وكساؤه غير وافٍ ومأواه في العراء. أصبحت "الخيبات" تعترض طريق الرجل العربي أينما حل وأينما سار، فمن هزائم السياسة، إلى كساد الاقتصاد، إلى شيوع الأمراض المزمنة، ليتوج ذلك كله بالضعف الجنسي، وهو أكثر ماينال من كبرياء العربي الذي ما انفك يردد، ويتغنى بإرث أجداده في ميدان "الفحولة"، وأدوار البطولة، التي عرتها حقائق الطب، وعقاقير الجنس، وهي تكتسح الأسواق العربية معلنةً أرقاماً فلكية من التوزيع والتحصيل والتعاطي.
المبيعات الخرافية والإقبال على عقاقير الضعف الجنسي أصبحت اليوم شاهداً على أمورٍ عديدة في معظم البلاد العربية، قد يكون من بينها، هوس العربي في إقباله على الجنس، حتى ولو تجاوز العمر الطبيعي لممارسة كهذه تحتاج إلى بدن صحيح، وذهن متقد، ورغبة جامحة، وهي أمور ضرورية "لحياة جنسية سعيدة"، لكن المعطيات الموضوعية المتوافرة تشير، وبكل أسف، إلى تدنيها عربياً.
الواقع الصحي يمكن معرفته من خلال إطلالة سريعة على تفشي العديد من الأمراض المزمنة، فمرض السكري يصل متوسط الإصابة به في كثير من البلدان العربية إلى 25%، وأمراض القلب والشرايين شائعة بشكل مخيف، واستهلاك منتجات التبغ أمر مفرط، وتعاطي القات في "اليمن السعيد" يتم من قبل معظم المواطنين. كل تلك الأمور هي من سمات الواقع الصحي العربي وإحدى علائمه وهي في ذات الوقت من الأسباب الرئيسة في الضعف الجنسي لدى الرجال كما تؤكد الأبحاث العلمية.
أما الصفاء الذهني، وهو الأمر الضروري "لعطاء جنسي متطور"، فإن لمحة خاطفة لهموم المواطن العربي وواقعه كفيلة بتبديد أي صفاء، ولو كان في ساعات السحر. فالعصافير لم تعد تزقزق، والحمام توقف عن الهديل، والعشاق تلاشوا في زمن التوتر والخوف والقلق، والأزواج فقدوا روح المحبة في ركضهم ولهاثهم اليومي خلف لقمة العيش، فماتت الرغبة تجاه كل متعة بريئة.
140مليون ريال أنفقها السعوديون على عقاقير الجنس خلال عام
في السعودية أكدت دراسات إحصائية أجريت مؤخراً أن سوق العقاقير الجنسية بلغ حجمها خلال عام واحد نحو140 مليون ريال، وهي أكبر سوق في هذا المجال كما يؤكد لـ"إيلاف" سعيد الدوسري مدير المستحضرات الطبية والإنتاج في الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية وهي الشركة التي تنتج وتسوق عقار "سنافي" سعودياً وخليجياً في الوقت الحالي. يشير الدوسري إلى أن سوق الدواء بشكل عام في المملكة تبلغ 3.5 مليار ريال سنوياً منها 140 مليونا تذهب لعقاقير الضعف الجنسي.
ويعتبر عقار "سنافي" و "سيالس" من نفس المادة العلمية لكن الفرق هو أن "سيالس" تسوقه شركة "إلي ليلي" بينما "سنافي" تسوقه الشركة "الدوائية" من مصنعها في منطقة القصيم وسط السعودية وكلا الماركتين منتج أميركي أعطي حق إنتاجه وتسويقه لهما.
يقول سعيد الدوسري "بدأ تسويق عقاري (سنافي) و(سيالس) سعودياً في شهر نيسان (أبريل) 2003 وبنهاية ذلك العام لم تعد كعكة المستهلكين من حظ عقار (الفياغرا) فقط، الذي دخل السوق السعودية منذ 1998م، إذ تم تقاسم المستهلكين بنسبة 52% للفياغرا، و48% لـ(سيالس) و(سنافي)" ويلفت إلى أن عقار "سنافي" أخذ يغزو باقي البلدان الخليجية منذ شهر.
يكشف الدوسري لـ"إيلاف" أن دراسة بحثية على مستوى عالٍ يجري التحضير لها بالتعاون مع قطاعات صحية حكومية كالجامعات والمستشفيات الكبيرة تمولها الشركة الدوائية تهدف إلى معرفة الحجم الحقيقي لمشكلة الضعف الجنسي وأسبابها في السعودية كما تبحث طرق العلاج المناسبة والعوائق التي تعترضها.
الإعلان التجاري واحترام الذوق العام
الدوسري دافع بقوة عن الإعلان التجاري الذي يُبث لعقار "سنافي" على شاشة بعض القنوات التلفزيونية، وهو ما واجه نقداً حاداً في الصحافة السعودية، واتهم بعض الكتاب والصحافيين القائمين على الإعلان بعدم مراعاة الذوق العام، لكن الدوسري يرى أن مايعرض من خلال ذلك الإعلان أمر لايستأهل كل تلك الضجة والاحتجاج "الإعلان اختير لعرضه تلفزيونياً وقت المساء وهو من الأوقات التي تتدنى خلالها نسبة مشاهدة الأطفال للبرامج التلفزيونية، كما أنه لايوجد مايجذب الطفل في الإعلان".
يضيف "كل مافي الأمر أن هناك خيمة تُنصب بعد أن يتوسطها عمود. وفي ما يتعلق بكأس العصير المغروس فيه أنبوب (المزاز) يمكن تفسيره للطفل على أنه عصير كأي عصير آخر"، ويذهب إلى أن مايثار حول الإيحاءات الجنسية الواردة في الإعلان أمر مبالغ فيه "فالآباء يصطحبون أطفالهم إلى حديقة الحيوان ويشاهدون في أطراف الحديقة مشاهد جنسية حية من قبل بعض الحيوانات، فإذا سأل الطفل والده عن تلك المشاهد ماذا سيكون جوابه؟!". ويتابع الدوسري في حديثه لـ إيلاف "الأب الذي لايملك أن يقنع ابنه بطريقة مهذبة لبقة بمشهد حي أمامه فليس من حقه أن يحتج على أمر غير معروف لمدارك الطفل كما هو حادث في الإعلان التلفزيوني، ثم أن الرسالة التي يتضمنها ذلك الإعلان تصل فقط إلى الناس المعنيين الذين يعيشون المشكلة ولهم حق المعرفة".
المنافسة شرسة جداً بين شركات العقاقير
ويرجع مدير الإنتاج في الشركة "الدوائية" إلى أن اللجوء للإعلان عن مثل هذه المنتجات عبر القنوات الفضائية والتلفزيون ناتج بسبب المنافسة الشرسة جداً- كما يصفها- بين منتجات العجز الجنسي ومصنعيها "والشركة ليست جمعية خيرية وخلفها مساهمون يسألونها عن الأرباح، فإذا لم تسوق المنتج حسب مؤشرات السوق ومعطياته وكيفية الوصول إلى المستهلك فلن تحقق أرباحاً".
ويرى أن القضية التي أثارت الناس ليس شكل الإعلان وطبيعة عرضه، إنما الذي أثارهم ماهية الدواء والنقطة الحساسة التي يعالجها "نحن لدينا مشكلة في الثقافة الجنسية ولابد أن يوجد مفهوم واضح للثقافة الجنسية ونحن أسسناه عبر موقعنا الالكتروني لعقار (سنافي) باعتمادنا على خمسة محاور في تسويق المستحضر الذي شمل المنظور الإسلامي والطبي والنفسي والاجتماعي والدوائي".
وعلى الرغم من عدم وجود دراسات واسعة في السعودية لتحديد الأسباب الحقيقية للضعف الجنسي، الذي يُقدر مرضاه بـ40%، إلا أن شيوع مرض السكري الذي تصل نسبة الإصابة به إلى ربع السكان، فضلاً عن شيوع التدخين بين مختلف الفئات العمرية، وتفشي أمراض الشرايين، يعطي مؤشراً على الأسباب العضوية التي تجعل نسبة كبيرة من الرجال يعانون من الضعف الجنسي وعدم القدرة على انتصاب العضو الذكري. مدير الإنتاج في الشركة "الدوائية" يحيل إلى دراسة أجرتها الشركة توصلت إلى أن الفرق بين الأسباب العضوية والنفسية في السعودية ليس كبيراً، فقد وجد أن نسبة 52% عضوية و48% نفسية من مجمل حالات العجز الجنسي في أوساط السعوديين التي لا تقتصر على كبار السن، إذ يرصد الصيادلة إقبالا ملحوظا من شريحة الشباب على شراء عقاقير الضعف الجنسي، وهو مايفسر بأسباب نفسية.
50% من السعوديين بعد سن الخمسين يعانون الضعف الجنسي
الدكتور كمال حنش (اميركي من أصل لبناني) رئيس قسم المسالك البولية والتناسلية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وأستاذ جراحة المسالك البولية والتناسلية سابقاً في كل من مستشفى مايو كلينيك وجونز هوبكنز في الولايات المتحدة، لم يعط إحصاءات محددة عن حجم العجز الجنسي في السعودية لعدم توافر إحصاءات دقيقة وشاملة، لكنه يلفت إلى أن تطبيق الإحصاءات العالمية يقود إلى القول بوجود نسبة تتراوح بين 40-50% يعانون العجز الجنسي من الذين تجاوزت أعمارهم خمسين عاماً، وتتصاعد النسبة بتقدم العمر. ويشير إلى أن الدراسات الطبية تؤكد أن 60% من المصابين بمرض السكري لديهم عجز جنسي.
السعودية في مصاف الدول المتقدمة في الضعف الجنسي
وأحال الدكتور حنش إلى دراسة أجرتها الشركة المنتجة لعقار "فياغرا" قبل ثلاث سنوات والتي وجد من خلالها أن السعودية تاسع سوق عالمية للعقار في وقت توصلت دراسة أجرتها الشركة المسوقة لعقار "سيالس" قبل أشهر إلى أن السوق السعودية تأتي في المرتبة الرابعة عالمياً، والأولى عربياً في استهلاك هذا العقار، وهو مايؤكد "متانة" السوق السعودية في رواج عقاقير العجز الجنسي.
يرجع الدكتور حنش الأسباب العضوية لدى السعوديين إلى تفشي مرض السكري، وتيبس الشرايين، وفرط الضغط الدموي، وعدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة، والتدخين بشراهة، علاوة على الأسباب النفسية المؤثرة كالقلق والخوف من الفشل، فضلاً عن أن بعض الرجال يحاولون المعاشرة الجنسية بما يفوق طاقتهم الحقيقية. وأشار إلى أن الرجل السعودي يرغب في ممارسة الجنس حتى بعد تجاوزه الستين عاماً، بعكس مايحدث في أوروبا وأميركا، إذ يتوقف الكثيرون هناك عن ممارسة الجنس في هذه المرحلة من العمر.
ويرى أن الرجال العرب يخجلون من الإفصاح عن حقيقة عجزهم الجنسي ويترددون في مواجهة المشكلة الأمر الذي يزيدها تعقيداً، إذ يُقدم أقل من 15% من المرضى فقط على استشارة الطبيب من أجل العلاج وهو رقم ضئيل مقارنة بنظرائهم الأوروبيين والأميركيين.
ويلفت الانتباه إلى أن السعوديين بدأوا يتحدثون وبشكل أكثر وضوحاً وشفافيةً عن المشاكل الجنسية عقب ظهور العقاقير العلاجية خلال السنوات القليلة الماضية "لكن الرجل يظل لديه فزع وقلق في الحديث عن عجزه الجنسي وأن يذهب للطبيب لكي يتلقى العلاج رغم أن العلاجات المتوافرة الآن تحقق نسبة نجاح تتراوح مابين 70-80 في المائة".
وأشار الدكتور كمال حنش إلى أن العجز الجنسي يتنامى بإضطراد عالمياً في ظل إحصاءات تقول إنه بحلول العام 2020 سيكون هناك 300 مليون إنسان يعانون من الضعف الجنسي، في حين أن الأعداد الحالية تبلغ نحو 152 مليونا. ويأتي في مقدمة الدول الأكثر "تضرراً" جنسياً، الولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، دون أن يعني ذلك، بالضرورة، أن أعداد المرضى في الدول الشرقية والعربية قليل، نظراً للتكتم وعدم الشفافية الاجتماعية.
النساء لايستجبن للفياغرا
وفي إطار جهدٍ موازٍ لمساعدة النساء اللاتي يعانين البرود الجنسي، أجرت الشركة المنتجة لعقار "فياغرا" أبحاثاً مستفيضة أنفقت عليها ملايين الدولارات لمعرفة مدى فائدة العقار في جعل المرأة أكثر إقبالاً على الجنس بفعالية لكنها أوقفت تلك الأبحاث والدراسات قبل فترة وجيزة بعد أن تبين عدم جدواها. ويعلق الدكتور حنش قائلاً "السبب أن الرجل عندما يتهيج جنسياً تصبح عنده الرغبة كبيرة لممارسة الجنس، بينما المرأة على العكس من ذلك، فعندما تتهيج جنسياً لايعني بالضرورة زيادة رغبتها في ممارسة الجنس، لأن مشكلة البرود الجنسي عند النساء عملية مركبة ومعقدة".
ويواصل الشرح قائلاً "الرجل ما إن يتناول حبة واحدة تتفتح لديه الشرايين ويحدث عنده الانتصاب، والمرأة ليست كذلك، حتى لو ساعدت حبة العقار في تدفق الدم بشكل أكبر عبر الشرايين لأن المشاكل النفسية تفسد هذا الأمر". ويؤكد أن حدوث الرغبة الجنسية أمر ضروري لعملية الجماع والمعاشرة الجنسية لدى المرأة، كما أن المداعبة من العوامل الضرورية جداً التي تهيئ المرأة لممارسة جنسية فعالة وممتعة.
في مصر: الحال زي بعضه!!
يكاد أن يكون الحال الجنسي العربي "زي بعضه"، فقد أجريت في مصر دراسة بيئية حديثة لتقويم حالات الضعف الجنسي في أوساط المصريين دون الاعتماد على الإحصاءات الأميركية لاختلاف الظروف الاجتماعية والبيئية والصحية بين الشعبين.
الدكتور رؤوف محمد صيام الأستاذ المساعد في قسم المسالك البولية بكلية الطب بجامعة قناة السويس في محافظة الإسماعيلية تحدث لـ"إيلاف" عن تلك الدراسة التي نُفذت العام 1999 قائلاً "حاولنا أن نجري دراسة بيئية كما حدث في أميركا ونزلنا إلى الشارع وبحثنا في المجتمع بكل شرائحه المختلفة وطرحنا أسئلة مباشرة على الرجال المتزوجين وكنا نتوقع سلفاً أن تكون النتائج مختلفة عن النتائج الأميركية لاختلاف العادات الاجتماعية، والحالة الصحية، والفوارق العمرية، إضافة إلى أن من شملتهم الدراسة، كانوا فقط من المتزوجين، في حين أن الدراسة الأميركية لم تميز بين الرجال، سواء كان متزوجاً أو أن لديه رفيقة أو خلافه".
وفي تفاصيل الدراسة المصرية التي شملت 850 رجلاً متزوجاً وهم من أصول مدنية وريفية، اتضح بعد تحليل المعلومات أن 25% من العينة حاصلون على تعليمٍ عالٍ بينما يتفاوت المستوى التعليمي للبقية بين الثانوي والمتوسط. كما وجد أن نسبة المدخنين عالية، بينما كانت الأمراض التي يعانون منها هي السكري وضغط الدم وتصلب الشرايين.
وبحسب الدكتور رؤوف صيام فإن الدراسة توصلت إلى أن 13.6% من العينة يعانون من الضعف الجنسي الكامل. كما كشفت الدراسة المصرية عن وجود ضعف جنسي في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 30- 40 سنة بنسبة 5% ويتجاوزون في هذا الإطار نظراءهم الأميركيين حين المقارنة مع الدراسة الأميركية. وبلغت نسبة الضعف الجنسي للفئة العمرية من 40-50 سنة مابين 15 إلى 20%، في حين عانى نصف المصريين الذين شملتهم الدراسة الذين تتراوح أعمارهم مابين 50 - 60 سنة من الضعف الجنسي الكامل بينما كانت النسبة أميركياً لنفس الفئة العمرية 15% فقط.
ويقول الدكتور صيام "يظهر بوضوح أنه كل ما تقدم الإنسان المصري في العمر تضاعف عجزه الجنسي مقارنة بماهو موجود في الولايات المتحدة الأميركية". لكن اللافت في الدراسة المصرية أن 20% من مرضى العجز الجنسي لديهم رضى بواقعهم الجنسي ولا يسعون إلى تلقي العلاج وهم من الشريحة العمرية فوق الخمسين عاماً، إذ يتملكهم "الزهد الجنسي" ويعبرون عن عدم بحثهم عن علاج بالقول: "العمل عمل ربنا".
ويفسر أستاذ المسالك البولية المساعد في جامعة قناة السويس الأزمة "الجنسية" المصرية قائلاً "الفرق في نتائج الدراستين المصرية والأميركية يرجع إلى عدة عوامل متباينة بين المجتمعين، منها العادات الغذائية، إذ يستهلك المصريون بشكل كبير النشويات، كما أنه لاتوجد عناية كافية بالصحة الفردية ويقل الاهتمام بممارسة الرياضة، إضافة إلى ولع المصريين بعادة التدخين إذ أن 50% من عينة الدراسة مدخنون، فضلاً عن ضعف الرعاية الصحية بشكل عام".
ورغم الإقبال الكبير من جانب المصريين على عقاقير الضعف الجنسي إلا أن الدكتور صيام أشار إلى أن الممارسة الجنسية بالنسبة للرجل تتأثر بعدة عوامل تتمثل في الرغبة، والدافع الجنسي، والثقافة الجنسية، وانتصاب العضو الذكري، والقذف، والاستمتاع، كما أن الزوجة ركن أساسي في إنجاح المهمة الجنسية.
القات يُحرم اليمنيين من قدراتهم الجنسية
يؤكد الدكتور إبراهيم حسين النونو الأستاذ المساعد بجامعة صنعاء واستشاري المسالك البولية لـ"إيلاف" أن استخدامات العقاقير الجنسية في اليمن تشابه استخداماتها في البلدان العربية الأخرى مشيراً إلى "الخصوصية" اليمنية في الإقبال عليها نتيجة تعاطي نبات "القات" المنتشر في أوساط المواطنين مما يسبب زيادة كبيرة في حالات الضعف الجنسي.وقال الدكتور النونو إنه لاتوجد إحصاءات عن عدد اليمنيين الذي يعانون الضعف الجنسي لكن المؤشرات تدل على وجود نسبة عالية تفوق النسب العربية والعالمية الأخرى بسبب تعاطي القات بكثرة كما أن انتشار مرض السكري الذي تماثل نسبة الإصابة به باقي البلدان العربية أمر مؤثر.
وبسبب غلاء عقاقير الضعف الجنسي المصنعة خارجياً فإن اليمنيين يقبلون على شراء العقاقير المصنعة محلياً لكن الدكتور النونو ينصح أن تكون العقاقير الجنسية الطبيعية غير مختلطة "لأننا في تلك الحالة لانعرف ماهي التفاعلات التي تنتج عن اختلاف هذه المواد وبالتالي نفضل العقاقير المنفردة الطبيعية".
حرب تحرير الكويت "قيدت" الكويتيين جنسياً
مازال بعض الأطباء في الكويت التي عالجت جراحها الناجمة عن احتلال صدام حسين لأراضيها العام 1990 يعتقد أن بصمات صدام لم تمح ولن تمح من الذاكرة- وغير الذاكرة- الكويتية، بعد أن تسببت حرب تحرير الكويت بفعل الأسلحة التي استخدمها الأميركيون وحرق القوات العراقية لآبار النفط في تلوثين بيئي وصحي واضحين.ولم يستبعد الدكتور خليل العوضي رئيس الرابطة الكويتية لجراحة المسالك البولية ورئيس قسم جراحة المسالك البولية والتناسلية في مستشفى مبارك الكبير أن يكون لحرب تحرير الكويت دور في ارتفاع أعداد الكويتيين الذين يعانون من الضعف الجنسي خلال السنوات الماضية.
وقدّر الدكتور العوضي في حديثه لـ"إيلاف" نسبة الضعف الجنسي في أوساط الكويتيين بـ 25% رغم عدم توافر إحصاءات دقيقة مشيراً إلى إقبال أعداد من الشباب الكويتي الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عاماً على عقاقير الضعف الجنسي كاشفاً عن عزمه إجراء دراسة قريباً لمعرفة حجم الضعف الجنسي وأسبابه في الكويت.
وطالب بالحذر من استخدام عقاقير الجنس كأدوية كمالية مثل الفيتامينات بسبب المضاعفات الجانبية السيئة التي تنتج عنها وأن لا تصرف إلا من قبل أطباء استشاريين لا من خلال "الدواويين"، أو الأسواق التجارية "هذه العقاقير لمرضى الضعف الجنسي وخاصة المصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم ولا ينصح بها لمن يعانون اضطرابا نفسيا داخليا، وعلى الجميع الحصول عليها بعد استشارة طبية، فماهو مناسب لشخص قد يكون مضرا بآخر".
وناشد الدكتور العوضي الرجال بعدم تكرار العملية الجنسية في اليوم الواحد بعد تعاطي العقاقير المنشطة لأن ذلك استنزاف للطاقة وتلك العقاقير تم تصنيعها لعملية جنسية طبيعية وعقلانية. وأشار إلى أن الممارسة الجنسية "الفعالة" تحتاج إلى تهيئة نفسية "الدواء لكي يعمل بشكل جيد يحتاج إلى وسيط كيميائي دماغي وهذا لايتم إلا عندما يكون الرجل مهيأً لذلك".ويحذر الدكتور العوضي من طغيان التوجه الدعائي في تسويق عقاقير العجز الجنسي، إذ أنها تتشابه جميعها في التركيبة الدوائية تقريباً، ومضاعفاتها الجانبية تتماثل وإن كانت غير خطيرة لافتاً إلى أن أبحاثاً طبية تجرى حالياً لتصنيع عقاقير خالية من أي آثار جانبية وهو ماقد ينتهي في غضون سنوات إلى أن يسير كل رجل "وعقاره في جيبه".
سؤال ينتصب عالياً
والسؤال الذي "ينتصب" عالياً، إذا كان الكويتيون لاحظوا أزدياداً في حالات الضعف الجنسي خلال الأعوام اللاحقة لحرب تحرير الكويت قبل 14 عاماً فإن تساؤلات كثيرة وكبيرة ستظل معلقة حول مدى التأثير الذي طال العراقيين، في هذا الإطار، طوال الأعوام الماضية واللاحقة جرّاء ما استقبلته الأرض العراقية من استخدام مفرط للأسلحة الكثيفة والخطيرة، إشعاعياً وكيميائياً، خلال أعوام طوال سواء من الداخل أو الخارج وقد تكشف الأبحاث الطبية، إن جرت يوماً ما، أن هناك ما الله به عليم.
حمود الزيادي العتيبي-نقلاً عن ايلاف
|