خالد حسان -
إنها باقية وأنتم إلى زوال
كشفت الأحداث التي يشهدها الوطن للجميع عورة بعض الأحزاب السياسية في بلادنا وقادتها الذين لا هدف لهم سوى المتاجرة بهموم وأوجاع الوطن لمصالحهم الشخصية، فتجدوهم يعقدون الاجتماعات تلو الاجتماعات والمؤتمرات تلو المؤتمرات تحت دعاوي إنقاذ الوطن والنهوض به بينما هم في الحقيقة لا يبحثون ويناقشون فيها سوى كيفية تقسيم الكعكة (الوطن) ونصيب كل واحد منهم.
· يقولون أنهم مع الوطن ولكنهم يشجعون كل من أراد بالوطن سوءاً لغاية في نفوسهم، يقولون أنهم مع الديمقراطية لكنهم يتبرأون منها عندما لا تأتي بما لا تشتهي أنفسهم، يقولون أنهم مع قيام الدولة المدنية لكنهم للأسف تجدهم أكثر الناس تمسكاً بالقبيلة ورفضاً للقوانين والأنظمة المدنية، فهم ليسو إلا كما قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: "ويقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم" صدق الله العظيم، فكل ما يقومون به من أفعال ظاهرها مصلحة الوطن وباطنها تدمير الوطن.
· نعم، يستطيع التاجر أن يبيع كل شيء بما في ذلك شرفه الشخصي، إلا أنه لا يستطيع أن يبيع ما لا يملك، الوطن ليس مُلكاً خاصاً لفرد أو مجموعة أفراد ولا مُلكاً لأية هيئة أو جهة تمثيل سياسي بل هو ملك لجميع أفراد الشعب وهو ملكهم المطلق والخاص، وما لم يحصل هؤلاء المتاجرين على ترخيص من كل موطن، فلا يمكنهم الاتجار بالوطن وقضاياه، وما لم يحصلوا على تنازل فردي من كافة أبناء الشعب، فإن لا أحد يملك أن يقدم هذا التنازل بالنيابة عنهم.
· إلى كل الحاقدين والمتواطئين والمتسترين والمدافعين عن المجرمين نقول لهم وصلت رسائلكم، لكنكم لن تنالوا من اليمن، فاليمن لن تموت، ونيرانكم وحقدكم الأعمى لن يطفئ نورها، ومخططاتكم لن تنال من كبرياءها، ومن ألقها الحضاري على مر التاريخ، إنها باقية، وأنتم إلى زوال.
[email protected]