الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:46 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 21-ديسمبر-2009
المؤتمر نت - فيصل الشبيبي فيصل الشبيبي -
إلى الذين يُديرون ظهورهم!!
بعد مُراجعةٍ مُتأنية - إلى حدٍ ما - لمواقف اليمن من قضايا أُمتنا العربية والإسلامية على الأقل خلال العقد الأخير ، لم أجدْ موقفاً واحداً خارج إطار التضامن والدعم السياسي والمعنوي والتوفيقي ، مهما كانت تبعات تلك المواقف على الصعيد الاقتصادي للبلد ، وهي المواقف التي لم تتزحزح ، بل إن سياستنا الخارجية في طليعة السياسات الساعية إلى لم شمل الصف العربي والمدافعة عن هذا الكيان الواحد وقضاياه المصيرية ، وهو واجبٌ يُحتمه الترابطُ الأخوي والواقعُ والظروف ،إذا ما أردنا لمنطقتنا وشعوبنا الأمن والسلام والرخاء وليس من باب المنّ على أحد .
نقبتُ كثيراً عن تعاطي حكوماتنا المتعاقبة في سياساتها البينية مع الأشقاء فلم يحصل أن اليمن حاولت التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد أو انحازت لدولة ضد أخرى ، أو دعمت حزباً أو جماعة سياسية لإسقاط أو إزاحة خصومهم ، بل إنها على النقيض من ذلك تماماً تعمل على رأب أية تصدعات تعتريها . وأكبر شاهد على ذلك ما جرى خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو 2006م عندما وقفت اليمن إلى جانب المقاومة اللبنانية على الرغم من أن المتمرد الحوثي يرفع أعلام حزب الله في جبال مران منذ 2004م ..

كل تلك القراءات والمراجعات دفعتني للتساؤل عن التباينات لدى عدد من مواقف البعض في تعاطيهم مع واقعنا السياسي أو بالأصح عن واجباتهم تجاه المؤامرات التي يتعرض لها موطن العرب الأول والتدخلات الفجة في شؤونه من قبل بعض القوى الباحثة عن نفوذ أو التي تصفي حساباتها السياسية والدينية على أراضيه .

ومع أن هذه المواقف تتفاوت حتى الآن بين الدعم الإعلامي المُبطّن والسكوت والتفرج إلا أن السؤال الأكثر إلحاحاً عن الفائدة التي سيكسبها أيٌّ من أشقائنا من أي تدهور للأوضاع ؟ وما هي الثمار التي ستجنيها أيُّ دولة في حال حدوث أي مكروه لبلد تعداد سكانه قرابة خمسة وعشرين مليون نسمة ومساحته تقارب الستمائة ألف كيلو متر مربع ويمتلك أهم موقع استراتيجي في شبه الجزيرة العربية وجنوب غرب آسيا ؟ وهل أن اليمن غضت الطرفَ عن أي مشكلة أو خطر تعرَّض له أيُّ بلدٍ عربيٍ حتى تكافأ بهذه المواقف ؟

وكل ذلك يقودنا إلى التذكير بما جرى ويجري لبعض الأقطار العربية والإسلامية جرّاء التساهل أو التواطؤ ، فعندما أدارَ العربُ ظهورهم للصومال فقدوا بلداً عربياً يمثّلُ عمقاً استراتيجياً في منطقة القرن الأفريقي يُخشى أن يتحول إلى بؤرة للإرهاب والقرصنة ويشكل عاملاً لإقلاق الأمن والاستقرار للعالم أجمع مع تفاوت الضرر بحسب الموقع الجغرافي لكل دولة أو إقليم ، وعندما غضوا الطرف عن العراق وتركوه فريسة لأعدائه خسروا البوابة الشرقية للوطن العربي وعرضوا شعبه الشقيق للموت المجاني وشردوا أكثر من خمسة ملايين مواطن و........إلخ.
لست هنا بصدد التخوين أو التهويل أو الاستجداء ، إلا أن الواقع هو من يفرض حقائقه على الجميع ، حيث إن المصلحة الجمعية لن تتحقق إلا بتضافر كل الأيادي ، وإن فقدان أي عروة من عُرى الأمة هو مقدمة لتفكك باقي العُرى وهو ما من شأنه يؤدي لترهُّل الأمن القومي العربي الذي سيصبحُ لقمةً سائغةً لكل قوى الشر والاستكبار والأطماع ، فإدارةُ الظهور عن أي دولة في مثل هذه المواقف ليس سوى مقدمة لسلسلة طويلة من الانهيار والتفكك ، وحتى لا تتحقق مقولة (أُكلتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض ) ..




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر