الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:05 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 21-ديسمبر-2009
المؤتمر نت -  عبدالله الصعفاني -
سخريات المدرسة الديمقراطية وبرلمان الأطفال
تصوروا ليس مهماً 4*6 أو 2*3 بالكاميرا القديمة أو الديجيتل بأن المدرسة الديمقراطية وبرلمان الأطفال أنزلوا إلى مدارس البنات هذا التعهد مطالبين أولياء الأمور بكتابته والتوقيع عليه وإرساله إلى المدرسة الديمقراطية وبرلمان الأطفال..
يقول التعهد..
أنا ولي أمر الطالبة (...)
التي تدرس بالصف (...)
بمدرسة (...)
بمحافظة (...)
وبعد اقتناعي بأضرار الزواج المبكر وبالمادة القانونية التي تختص بتحديد سن الزواج.. أتعهد لها بعدم عقد قرانها إلاّ بعد بلوغها سن الثامنة عشرة.
الإسم:...
الصفة:...
التوقيع:...
انتهى التعهد وبقي أن أقول: بالذمة هذا كلام.. هل هذه بداية مشجعة للبرلمانيين "الصغار"؟ إذا كان هناك قانون كما يقول التعهد فلماذا لا تطلب المدرسة الديمقراطية والبرلمانيين الأطفال بتطبيقه حتى لا يكبر البرلمانيون الأطفال متعودين على التعهدات وكأننا أمام شجار أطفال تم حسمه في قسم الشرطة.
أمّا كان الأفضل من هذا التعهد الاستفزازي الغريب عمل استطلاع رأي ودون إلزام بكتابة اسم الأب أو اسم طفلته تلميذة أول إعدادي!.. هل بمثل هذا التعهد نكرس الديمقراطية ونحترم القانون ونعود الصغار على الصح عندما يدخلون برلمان "الكبار".
الزواج المبكر خطأ.. بل وجريمة أخلاقية وإنسانية لكن مواجهتها تتم بالتوعية وتطبيق القانون وليس بذلك التعهد الذي يثير السخرية والتهكم ويؤسس للعبث والهرطقة المبكرة..
أزعم أنني مواطن لا أنتمي إلى مدرسة هؤلاء الذين يزوجون بناتهم القاصرات لفرسان فتاوى النَّيل من الصغيرات كما ينالون من صغير الماشية ومما لم ينضج بعد من الفاكهة استباقاً لعروض سوق الخضرة..
لكنني بالمقابل مصدوم من الجرأة في صياغة هذا التعهد العابث وتوزيعه على بنات الإعدادية.
لقد أخطأ "الأطفال" البرلمانيون ومدرستهم الديمقراطية أكثر من مرة بتوزيع هذا التعهد.. مرة باستبدال الاستبيان في استطلاع الرأي بتعهد لا يستدعي إليه الذوق في شيء ومرة بعدم احترام دورهم في التنشئة على تطبيق القوانين وضبط من يخالفها حتى لو كان القانون متصلا بمنع الزواج المبكر.
على أن من أبجديات مكاشفة القراء هو السؤال.. من صاحب هذه الفكرة البائسة؟ هل هي المدرسة الديمقراطية اليمنية؟ أم أنها من بنات عقول صغيرة تريد أن تقول لنا .. هذا خطأ.. لكن هذا ما وجدنا عليه آباءنا البرلمانيين الكبار.. أما المصيبة فهي أن تكون فكرة التعهد قادمة من منظمة أو معهد من وراء المحيط.. حينها سيكون الأمر أشبه بعام القطران الإمامي لمواجهة تداعيات هروب شياطين "أحمد يا جنّاه".

*عن صحيفة الثورة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر