يحيى علي نوري -
البيض ونزيف حاد في مسؤوليته الوطنية
المدعو علي سالم البيض صاحب المشروع الانفصالي الغبي في تاريخ اليمن المعاصر يحاول اليوم عبثاً الاصطياد في المياه العكرة، ويسير بعقليته المريضة وبخطوات واثقة نحو المزيد من الخراب والدمار.
وجديد هذا المريض هذه الأيام هو أنه قد أناط نفسه وشلة ممن يشاطرونه أمراضه النفسية ومن نزيفه الحاد في مسؤوليته الوطنية - برصد التحولات والأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية ومن ثم محاولته القيام باستغلالها اعتقاداً منه أنه سيخدم مشروعه المريض، حيث وجدناه يبتهج مؤخراً بالعملية الأمنية النوعية التي استهدفت أحد معاقل القاعدة التدريبية في أبين ليس حباً منه في مكافحة الارهاب والتطرف والغلو، ولكن لاستغلاله الرخيص لهذا الحادث النوعي من خلال توظيفه في خدمة أجندته التآمرية والادعاء الباطل -بطرق وأساليب ما أنزل الله بها من سلطان - بأن هذه العملية النوعية قد استهدفت مواطنين دون غيرهم، وهو ادعاء يبعث على السخرية والتندر لما آل اليه البعض ومن يقف معه من حالة إفلاس شديدة.
لكنه - أي البيض - وبالرغم مما قام به من جهود تضليلية للرأي العام اليمني بل والعالمي في الاستغلال الرخيص لهذا الحدث ، لم نجده يحصد شيئاً سوى المزيد من الخزي والعار، حيث فضلت الوسائل الاعلامية تسليط أضوائها على جهود اليمن في مكافحة الارهاب وأهمية تطهير الارض اليمنية من بؤر القاعدة وتأثير ذلك على حاضر ومستقبل الأمن والاستقرار على صعيد المنطقة والوطن عموماً بل والعالم.. كما سلطت هذه الوسائل الاعلامية الاضواء ايضاً على طلب القيادة اليمنية تسليم البيض باعتباره داعماً للارهاب وعاملاً من عوامل إقلاق الامن والاستقرار والسكينة العامة في اليمن والمنطقة.
وإزاء هذا الاخفاق الجديد الذي يسجله البيض بدرجة امتياز نجده -للأسف الشديد- لا يدرك من قريب أو بعيد أنه أضحى مثاراً للسخرية السياسية وأضحى يضرب به المثل في الغباء السياسي، فهو يواصل غيه في السير باتجاه المجهول الذي رسم ملامحه بفضل عقليته المريضة.
وحقيقة فإن المدعو البيض يقدم بسلوكه العدائي ضد وطنه وشعبه أفظع صور الارتهان للقوى المعادية لوطنه ارتهان لم يجد سوى المزيد من السخط والاستياء الشعبي العارم، بل والمطالبة بجعل سلوك البيض دروساً تستفيد منها الاجيال في عدم الانزلاق خارج إطار المصالح العليا لوطنها وأن يكون البيض الانموذج الاعظم في الخيانة للوطن والاضرار بمصالحه.
خلاصة ما يعتمل اليوم من تآمر على الساحة اليمنية سواء كان على صعيد المشروع الانفصالي الغبي أو على التمرد الحوثي أو على صعيد المواقف الحزبية المتخاذلة إزاء هذين الخطرين اللذين يهددان حاضر ومستقبل اليمن فإن جميع تلك المخاطر لا تعدو كونها مجرد ضريبة يقدمها شعبنا نظير انتصاره للديمقراطية.. ضريبة لا ريب ان شعبنا سيحصد ثمارها في المزيد من الانتصار لخياره الحضاري والوطني في الديمقراطية والتنمية وتجاوزه لكافة العقليات الشمولية والمتحجرة التي باعت نفسها للشيطان ولأعداء الوطن.