فيصل الشبيبي -
أيها المُتحاورون : إذا كنتم تُحبّون اليمن .. !!
« الحوار » ، لُغةُ العقلاء ، والأسلوبُ الأرقى والأنجعُ لتسوية وحلحلة أي خلافات قد تنشأ بين طرفين أو أطراف متعددة ، ويكون حليفه النجاح إذا ما توافرت الإرادة الحقيقية لدى الأطراف المعنية باتخاذه مسلكاً يوصل إلى بر الأمان ويجنب البلدَ أيَّ أزمات أو احتقانات مستقبلية . أو بمعنى أدق عندما يكون الحوارُ وسيلةً لتحقيق غاية سامية هي الوطن فإنه مقصدُ النبلاء وأداتُهم الفاعلة في رأب أي تصدعات ويتوّج بنجاحات تضاف إلى أرصدتهم .
لا أريد أن أتحدث بلغة تشاؤمية عن الحوار بسبب بعض المواقف التي أعقبت دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية من قبل بعض الأحزاب أو الكتاب ، ولا أن أقدّمَ قراءةً لذلك ، لأن المرحلة تستدعي التفاؤل لا التأزيم، كما أن الآمال لا تزال متطلعة لمشاركة الجميع في حوارٍ جادٍ وبنّاء ، بل أني وباعتباري مواطناً يمنياً يهمُّه نجاح ذلك ، أدعو الأطراف المعنية كافة في السلطة والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني وأتمنى عليهم النأي بالوطن عن الأخطار التي تتهدده وإفشال كل المشاريع الرامية إلى إشغاله بنفسه ، والتركيز على كل ما من شأنه ترسيخ الأمن والاستقرار والنهوض به اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وأمنياً وسياسياً .
وأن يدركوا أنهم يتحاورون من أجل اليمن ، وليس لتسجيل النقاط على بعضهم البعض ، وأنهم إذا صلحوا صلح باقي الجسد وإذا فشلوا فعليهم تحمل تبعات أي تداعيات سلبية قد تحدث في المستقبل .
أيها المُتحاورون : إذا كنتم تُحبون اليمن – وهذا ما نعتقده طبعاً – فاجعلوه نُصبَ عيونكم وأنتم تناقشون كل صغيرة وكبيرة ، واعلموا أن أي تنازُل لبعضكم البعض ليس عيباً أو ضعفاً أو هزيمة ، فكُلنا منتصرون عندما نحقق لهذا الوطن والشعب أدنى نجاح وفي أي جانب ، وكُلنا – لا سمح الله – خاسرون عندما نساعد على الفشل والفوضى والفساد .
أيها المُتحاورون : إذا كنتم فعلاً تخشون على الوطن فارتقوا بأنفسكم إلى مستوى همومه وتطلعات أبناء شعبه وتحدياته والأخطار التي يواجهها ، ترفعوا عن الصغائر ولا تجعلوها عقبة أمامَ القضايا الحقيقية والجادة ، فليس عيباً أن تستفيدوا من رؤى بعضكم وأن تتفهموا ظروف بعضكم ما دامت تصب في المصلحة العليا للبلد ، فاليمن أغلى وأكبر منا جميعاً ، وقد علمنا التاريخ أن من يتخذ من الحوار الوسيلة الأولى في سلم أولوياته لتجاوز أي عقبات ، لا شك يحظى باحترام وثقة الجميع.
وإلى جانب وهو الأهم أن الأرضية التي نقف عليها صلبة ومتينة ، باعتبار أن كل شيء في اليمن يجمعنا ، ولا وجود لما يفرقنا ، فديننا واحدٌ ولغتنا واحدة ، لا مذهبية ولا عرقية ولا عنصرية على مر الزمن ، وفق الله الجميع وأخذ بيدهم إلى كل خير..
[email protected]