الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:49 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأربعاء, 30-ديسمبر-2009
المؤتمر نت -     د . خالد حسن الحريري -
أعـــداء النـجـــاح
سأتحدث في مقالتي اليوم عن نوعين من أعداء النجاح فى بلادنا النوع الأول هم أعداء النجاح والتقدم والتنمية والوحدة والديمقراطية على مستوى الدولة او المجتمع ككل . أو باختصار هم أعداء الوطن الذين يسعون فى الأرض فسادا ويعملون على زعزعة امن واستقرار الوطن وهؤلاء تجمعهم وتحركهم وتغذيهم جهات واياد تحمل حقدا دفينا لهذا الوطن ومنجزاته , وهذه الفئة من اعداء الوطن وان كانت تشكل خطرا على امن ووحدة واستقرار الوطن الا أنها أصبحت اليوم معروفة ومكشوفة وواضحة لكل ابناء الوطن الشرفاء في الداخل والخارج والذين يقفون اليوم صفا واحدا مع قيادتهم السياسية الحكيمة وقوات الأمن والشرطة والقوات المسلحة الشجاعة لمواجهة هذه الفئة الباغية والخارجة عن النظام والقانون ,والتعامل معها بكل حزم وشدة حفاظا على امن ووحدة واستقرارا الوطن .

لكننى اليوم سوف أركز حديثي بشكل خاص على فئة أخري من أعداء النجاح في بلادنا غير معروفين او بارزين ومكشوفين بشكل كبير لكل ابناء الوطن . بل ان الكثير منهم يختفي تحت ستار حب الوطن والحرص على تقدمه وأمنه واستقراره . لكن خطورتهم تكمن في تأثيرهم السلبي على جهود التنمية والإصلاح والتطوير الاقتصادي والإداري في الدولة , ولذلك يمكنني إن اسميهم أعداء التنمية والتطوير والتقدم للوطن , وهم صنف من الأفراد العاملين في مراكز وظيفية مختلفة في العديد من المرافق الحكومية الكبيرة بالذات أو الإيرادية في بلادنا الحبيبة ويشكلون شلة واحدة وتجمعهم مصالح مشتركة ويجتمعون غالبا في مقيل واحد مشترك , يقومون بوضع الخطط المتنوعة ورسم السياسات وتحديد الأساليب والتدابير المختلفة , ليس لتحقيق التقدم والنجاح أو تطوير الأداء في المرافق التي يعملون بها .وإنما للحفاظ على مراكزهم الوظيفية ومصالحهم المشتركة وتحقيق المزيد من المكاسب والأهداف الشخصية الضيقة.

يتصف أفراد هذا الصنف أو الشلة من العاملين غالبا بالنفاق والمجاملة لرؤسائهم وحب الذات ويجيدون فنون التلاعب والتحايل على النظم والقوانين واللوائح , ويقفون صفا واحدا في مواجهة أي تغيير يستهدف تطوير الأداء وتحديث نظم وأساليب العمل في مرافقهم خصوصا إذا ما كان هذا التغيير سيحد من قدراتهم على تحقيق أهدافهم ومصالحهم الشخصية الضيقة . ولذلك نجد معظم هؤلاء الأفراد ممن يقدس البيروقراطية والروتين الممل والأساليب التقليدية في العمل ولا يسعون إلى تنمية مهاراتهم ومواكبة التطورات والمستجدات في مجال عملهم. ويحاربون كل فكرة جديدة أو أسلوب حديث لتطوير الأداء في المرفق الذين يعملون به , ويحيكون المؤامرات ويضعون مختلف العراقيل أمام من يحمل هذه الأفكار والأساليب الجديدة أو جاء بها من الكوادر الوظيفية الجديدة في المرفق الحكومي الذين يعملون فيه , ما لم يذعن لهم وينضم إليهم ويتخلى عن أفكاره وطموحاته ويساير الوضع القائم .

و بالطبع هناك من يستسلم ويذعن لأعداء النجاح والتطوير من الكوادر الوظيفية الجديدة إما لضعف في شخصيتهم أو خوفا على مواقعهم الوظيفية أو طمعا في تحقيق مكاسب ومصالح شخصية.
وشعارهم في ذلك من نوع " ساير الوضع , خليك جنب الحيط , ابعد عن الشر وغني له . خليك في حالك واعرف مصلحتك ...الخ " . وجميع هذه الشعارات تقود إلى الإحباط والاستسلام لواقع الحال والتخلي عن الأفكار والأساليب الحديثة للتطوير وهناك من يتخلى مؤقتا عن تحقيق أفكاره وطموحاته في التغيير والتطوير انتظارا للوقت المناسب أو لأقرب فرصة تمكنه من ذلك , خصوصا في ظل سيطرة أي من أعداء النجاح هؤلاء على مراكز قيادية عالية في المرفق الحكومي الذي يعمل به , وبالتالي يظل وضع المرافق الحكومية التي يعمل بها هؤلاء كما هو عليه من التقليدية والضعف والتخلف عن مواكبة تطورات العصر في أداءها وخدماتها .

ووفقا لما سبق أرى بأن الحد من تنامي هذه الفئة من أعداء النجاح والتنمية وتقليل أثرهم وتقليص نفوذهم وأضرارهم في كافة مرافقنا الحكومية يتطلب في المقام الأول ادارك القيادات الإدارية العليا وزيادة وعيها بأهمية التغييراوالتطويرلمختلف نظم وأساليب الأداء في كافة المرافق الحكومية لمواكبة التطورات والمتغيرات الحديثة في هذا الجانب . وانعكاس ذلك ايجابيا على أداء هذه المرافق وخدماتها ودورها في تحقيق التقدم والنمو في مختلف المجالات التي يحتاجها الوطن والمجتمع . ومن ثم تنفيذ العديد من الخطوات المهمة في هذا الجانب وأبرزها :
- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب
- تعزيز مبدأ الثواب والعقاب وفقا لمعايير موضوعية تتصل بالأداء الوظيفي دون أي اعتبارات شخصية.
- دعم وتشجيع ورعاية المبدعين والمبتكرين لأفكار وأساليب جديدة من شأنها تطوير الأداء وتحسين جودة الخدمات في أي مرفق حكومي .
- تحديث وتطوير القوانين والتشريعات والنظم واللوائح وفقا لمتغيرات وتطورات العصر ومتطلبات المجتمع من الخدمات المختلفة.
- وضع وتطبيق نظم وإجراءات فعالة للترقية ومنح الحوافز والمكافئات تقوم على أساس الجدارة والمساهمة في تطوير الأداء وتحسين جودة الخدمات المقدمة في كل مرفق .
- منح الصلاحيات الكافية لكافة القيادات الإدارية التي تؤمن بالتغيير والتطوير وتسعى لتحقيقه في كافة المرافق الحكومية بما يمكنها من أداء دورها بفاعلية في تحقيق التطوير المنشود في أساليب وإجراءات العمل بهذه المرافق .
- الاهتمام الكامل بالتدريب المستمر وتنمية مهارات كافة العاملين في مختلف المرافق الحكومية على التعامل مع الأساليب والوسائل الحديثة في الأداء وتقديم الخدمات.
- إتباع أساليب فعالة في الرقابة الفعالة على الأداء وفق معايير رقابية موضوعية ودقيقة تركز على النتائج ومعالجة الانحرافات والوقاية منها قبل وقوعها وعدم تصيد الأخطاء وتنمية مبدأ الرقابة الذاتية لدى مختلف العاملين في المرافق الحكومية.
- التنسيق والتعاون الفعال بين الجهات والمرافق الحكومية والجهات المختصة بالرقابة المالية والإدارية ومكافئة الفساد والقضاء من اجل محاربة كل مظاهر وأشكال الفساد المالي والإداري لمختلف المرافق الحكومية واتخاذ الإجراءات العقابية الفعالة لكل من ثبت تورطه في قضايا الفساد الإداري ونهب المال العام مهما كانت شخصيته ومركزه الوظيفي وانتمائه السياسي أو القبلي أو ألمناطقي ..
وأخيرا يمكنني القول أن الشروع في تطبيق كل ما سبق بفاعلية يعني بداية العد التنازلي لتلاشي أعداء النجاح والتنمية من كل مرافقنا الحكومية وبداية التوجه الصحيح نحو أداء متميز في هذه المرافق يواكب تطورات العصر ويحقق التقدم المنشود لمجتمعنا الحبيب ووطننا الغالي على قلوبنا جميعا والله من وراء القصد .

*استاذ التسويق المساعد / جامعة تعز




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر