عبدالعزيز الهياجم -
بين طابور.. وطابور
القلق الذي تثيره أزمة الغاز وبيعه بأسعار تصل إلى خمسة أضعاف القيمة العادية لدبة الغاز يفوق القلق الذي يثيره المتمردون والخارجون على النظام والقانون وعناصر القاعدة , كون الجانب الشعبي متوحد مع الجانب الرسمي في ما يتعلق بالتهديدات التي تواجه الوطن , أما فيما يتصل بمعيشة الناس ومستلزماتهم فلا أحد بمقدوره أن يبرر للجهات المعنية عدم الحسم والسكوت إزاء مثل هذه التجاوزات التي تفوح بالفساد والاحتيال والاستغلال دون وازع أو ضمير أخلاقي , وبالتالي ما يطلبه المواطن من الجهات المعنية ليس أكثر من القيام بمسؤولياتها وأن تكون هي الوازع والرادع لمن لا وازع ولا رادع له.
قلة من المنتفعين تستفيد من خلق أزمات كأزمة الغاز مثلا وتجني المبالغ الطائلة وغير المشروعة والخاسر الأكبر إضافة إلى المواطن هي الدولة التي يكبدها الفاسدون هيبتها ويسيئون إلى الثقة القائمة بين المواطن والدولة وإيمانه بأنها من تحميه من تجاوزات التجار الجشعين والمسئولين المنتفعين .. فكم يكون قاسيا على هذا المواطن البسيط عندما يحمل دبة الغاز على ظهره أو فوق عربية ويتشرد من مكان إلى مكان باعتبار محلات بيع الغاز ليست مثل البقالات في انتشارها فهي محدودة في كل حارة , يبحث هنا وهناك ويلاقي إجابة واحدة هي" لا يوجد" وإذا ما وجد في نهاية المطاف يفاجأ بأسعار خيالية .. فماذا نتوقع من المواطن بعد كل هذه المعاناة ورحلة البحث القاسية ؟ هل نتوقع أن رد فعله سيكون إيجابيا تجاه الحكومة وأجهزتها المعنية , هل نتوقع أنه سيرفع يديه إلى السماء بأن يبارك الله في القائمين على شؤون هذه السلعة والقائمين على شؤونه عموما ؟ هل سيستمع إلى رسالة إعلامية تشرح له إنجازات الحكومة ونجاحاتها أم سيصغي لصوت يستغل معاناته وآلامه ليبث فيه شحنة من الكراهية والإحباط والتعامي عن كل شيء جميل في هذا الوطن؟.
كل الرسائل الإعلامية التي تبعث التفاؤل في نفوس الناس وتذهب إلى تعميق حبهم لوطنهم وشحن ثقافة الإنتماء والولاء له وتدعوهم إلى الإصطفاف في مواجهة كل التحديات الماثلة تتفجر على صخرة التجاوزات والعبث الذي يقوم به البعض بدافع الأنانية والمصلحة الذاتية والجشع عبرإختلاق أزمات في سلع وحاجيات أساسية وضرورية, سواء بإخفائها وانعدامها أو رفع أسعارها بشكل غير طبيعي وغير مبرر.
هذا التحدي الذي يتعلق بمسألة وضع حد لأعمال الفاسدين والمخلين بأمانة المسؤولية والذين بأفعالهم يسيئون إلى الدولة والحكومة والنظام السياسي في وقت نحن أحوج فيه إلى كل انضباط وتصحيح وعمل خلاق يمكن من لجم إدعاءات المزايدين والمتاجرين بقضايا معيشية تمس المواطن لتمرير مشاريع تدميرية وتمزيقية وتشطيرية وتخريبية .. ينبغي أن يكون هناك في مواجهته احتشاد وغرفة عمليات تتابع لحظة بلحظة أي حالة غير طبيعية تمس الحياة المعيشية اليومية للناس من أجل العمل على ردع المتجاوزين وتصحيح الاعوجاج والشيء غير الطبيعي وبما يضمن تفرغ أبناء هذا الشعب للعمل والبناء والتنمية والاصطفاف في مواجهة الأعمال التي تضر بوحدة الوطن وأمنه واستقراره وليس الانشغال بالاصطفاف في طوابير أمام محلات بيع الغاز.
منتدى الوطن
مجموعة من الشباب الوطني المتحمس والذين تختلف مواقعهم الوظيفية وتتفق نزعتهم لفكرة واحدة تقوم على تجسيد الولاء للوطن وثقافة حبه والانتماء له عبر سلوكيات وممارسات عملية على أرض الواقع وليس مجرد شعارات وأفكار يستعدون لإشهار منتدى الوطن الثقافي ليضم كوكبة متحفزة من مختلف المحافظات .
الشيء الرائع الذي وقع بين يدي هو بروشور متميز كباكورة أولى لهذا المنتدى المسمى " منتدى الوطن الثقافي" وضعه الباحث عصام عباس العلفي بعنوان( رحلة اليمن عبر التاريخ من 1120 ق .م إلى 1990 وبذل فيه جهدا لخص تاريخ وطن في بروشور.
والشيء الأجمل هو عندما ضمنه الأصل التاريخي لأسماء المدن والمناطق اليمنية لنكتشف أن المهرة وريمة وحضرموت وعمران وشبوة وذمار وأبين والبيضاء ولحج وحجة هي أسماء لملوك من أحفاد حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. بمعنى أن جميعهم من ذرية ملوك الدولتين الحميرية والسبئية.. فأي توحد وانصهار أكثر من هذا.!؟.
[email protected]