عبدالملك الفهيدي -
دموع التماسيح !!
يشعر الإنسان بالأسف الشديد وهو يتابع كتابات البعض وتصريحاتهم وتحليلاتهم حول القاعدة في اليمن إلى درجة تحول بعضهم إلى مدافعين أشاوس عن عناصر وقيادات القاعدة أكثر من دفاع أعضاء القاعدة عن أنفسهم.
ومما لا شك فيه أن حرية التعبير والبحث عن الحقيقة لم تكن يوماً ما وسيلة لتصفية حسابات سياسية، أو مبرراً لمناكفة الحكومات، أو مدعاة للوقوف في المكان الخطأ والزمان الخطأ لاسيما حين يتعلق الأمر بقضايا الأمن القومي لبلد وشعب بأكمله.
وتأسيساً على ذلك فإن من يدافعون عن القاعدة ويتباكون عليها ويحاولون تحريض الخارج على وطنهم بأساليب وأشكال مختلفة ومتعددة بالزعم حيناً عن علاقة النظام والقاعدة، أو بالادعاء حيناً آخر أن النظام يحاول ابتزاز الخارج للحصول على مساعدات مالية عبر استغلال الحرب على القاعدة أو على تمرد الحوثي، إنما يرتكبون أخطاءً فادحة تجعلهم في صف العداء ليس للسلطة أو الحكومة وإنما للوطن والشعب؛ لسبب بسيط هو أن الحرب التي تخوضها الدولة ضد الإرهاب واجب دستوري ومصلحة يمنية هدفها الحفاظ على أمن واستقرار الوطن والمواطن والحفاظ على مصالح اليمن العليا.
ومن الغريب حقاً أنه كلما وجّهت الأجهزة الأمنية ضربات إلى عناصر القاعدة لا يكتفي أولئك بذرف دموع التماسيح والتباكي على عناصر الإرهاب، بل يعمدون إلى المغالطة وتزييف الحقائق التي يبررون بها (نواحهم) على القاعدة وإرهابييها بشكل لم يعد مؤسفاً ومزعجاً فحسب بل ومثيراً للريبة والشك عن أهداف هؤلاء من ترديد تلك المزاعم، وعن علاقاتهم مع عناصر الإرهاب التي يتباكون عليها.
وليس من المبالغة القول إنه لا فرق بين عناصر القاعدة التي تنفذ عملياتها الإرهابية استناداً على فكر ديني منحرف يكفر الآخر ويبرر قتل النفس التي حرم الله، وبين خطيب مسجد يتباكى على مقتل عناصر القاعدة، ويزعم أن الضربات الموجهة إليهم هي حرب على الإسلام، وبين صحفي أو محلل سياسي يجاهد نفسه للتشكيك بجدية الدولة في الحرب على الإرهاب ويتهم أجهزة الأمن التي تدافع عن أمنه واستقراره بالفشل ويحرض الخارج على بلده، فجميعهم يستندون على الفكر المنحرف أكان ذلك انحرافاً دينياً أو سياسياً.
وما يؤكد انحراف فكر هؤلاء هو تناقضاتهم الواضحة و الفاضحة في أنهم يشككون بجدية الدولة في الحرب على الإرهاب لكنهم يحاولون تصوير وجود القاعدة في اليمن بشكل غير حقيقي .. وتجدهم يظهرون الحرص على السيادة الوطنية، لكنهم يهللون لكل ما ينشره الخارج من أكاذيب عن اليمن.. وهم يدعون الخارج للضغط على السلطة لإشراك الآخرين في الحوار بينما يرفضون الجلوس على طاولته.. وتجدهم يحرضون الخارج على الحكومة لتنفيذ الإصلاحات ويستنكرون عليها حتى مجرد التعاون مع الخارج حين يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب