المؤتمرنت -
السعودية تشترط تخلي طالبان عن ابن لادن للتوسط
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن السعودية لن تقوم بدور قيادي في جهود إحلال السلام في أفغانستان إلا إذا أحجمت طالبان عن توفير ملاذ آمن لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وقطعت علاقاتها مع شبكات المتشددين.
وذكر في حديث على هامش المؤتمر المنعقد الخميس 28-1-2010 في لندن لبحث مستقبل أفغانستان، أن التفاوض مع طالبان سيكون ممكنا ويحقق أهدافه إلا في حال تحقق شروط توضح حسن نيتها.
وأضاف أن هناك شرطان للسعودية أولهما أن يأتي الطلب رسميا من أفغانستان، وثانيهما أن تؤكد طالبان نواياها في حضور المفاوضات، بقطع علاقاتها
مع الإرهابيين، موضحا أن إثبات رغبة طالبان في السلام، والنية الصادقة لتحقيقة يبدأ بقطع طالبان علاقاتها مع المتشددين، والتوقف عن توفير الملاذ لأسامة بن لادن.
وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي دعا السعودية في الخطاب الذي ألقاء في مؤتمر لندن لبحث مستقبل أفغانستان، للتوسط بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان والقبائل لإحلال السلام في بلاده، في الخطاب الذي ألقاه في المؤتمر.
وشكلت الدعوة التي أطلقها الرئيس الأفغاني لدور سعودي في أفغانستان أبرز ما تضمنته كلمته أمام مؤتمر لندن الذي يبحث مستقبل البلاد، ويشارك فيه 60 دولة.
وقال الرئيس كرزاي إنه سيدعو لعقد المجلس الأعلى للقبائل "لويا جيركا" لبحث المصالحة مع طالبان في أفغانستان.
وأضاف كرزاي "نأمل أن يتكرم الملك عبد الله بن عبد العزيز بالقيام بدور بارز في توجيه عملية السلام والمساعدة فيها".
وأوضح أن الاستقرار في أفغانستان لا يعتمد فقط على ما يحدث في الداخل ولكن أيضا على الدول المجاورة لها لا سيما باكستان، ودعم جهودنا من أجل تحقيق السلام والمصالحة.
ويقول دبلوماسيون إن السعودية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع باكستان استضافت في الماضي محادثات غير رسمية مع ممثلين عن طالبان.
وأعلن كرزاي خطة من ست نقاط لتحقيق الاستقرار في البلاد، وحدد الأولويات التي تعمل الحكومة على تحقيقها وعلى رأسها تعزيز الأمن وتقوية دور القوات الأفغانية وتطبيق سيادة القانون والديمقراطية ومكافحة الفساد وتحسين مستويات المعيشة وجذب الاستثمارات. وسيسعى كرزاي خلال المؤتمر للحصول على التمويل اللازم للخطة من مانحين غربيين.
ويشارك في أعمال المؤتمر ممثلون عن أكثر من 60 بلدا وسبع منظمات دولية ومختلف الأطراف الضالعة في الحرب في أفغانستان ما عدا حركة طالبان.
صندوق لتشجيع نزع السلاح
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون إنشاء صندوق دولي لتمويل السلام وبرنامج إعادة تأهيل واندماج المسلحين الذين يتخلون عن العنف في أفغانستان.
وقال براون في افتتاح مؤتمر أفغانستان في لندن إن "المجتمع الدولي وتلبية لنداء الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، يعلن إنشاء صندوق دولي يهدف إلى تمويل عملية السلام التي تديرها أفغانستان، وكذلك برنامح إعادة التأهيل الذي يسعى إلى تقديم بديل اقتصادي لأولئك الذين ليس لهم أي بديل"، مؤكدا أنه لا خيار بعد ذلك سوى الاستمرار بملاحقة الذين يرفضون شروط إعادة الاندماج.
مجرد خدعة
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحفي قبيل توجهه إلى العاصمة البريطانية لحضور المؤتمر، إن الشعب الأفغاني يتطلع إلى ما سيسفر عنه المؤتمر بشأن حجم الدعم الدولي لأفغانستان، من أجل دفع عجلة التنمية فيها على المدى الطويل.
وفي ردها على الخطة ذكرت طالبان في بيان وزع على وسائل الإعلام عبر البريد الالكتروني "أنهم يعتقدون أن المجاهدين في أفغانستان يمكن إغواؤهم بالمال أو مراكز السلطة، مثل هذه الأفكار لا أساس لها ولا طائل من ورائها وتجافي الحقيقة".
وكرر البيان موقف الحركة القديم بأن السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الذي دخل الآن عامه التاسع هو مغادرة القوات الأجنبية للبلاد.
ويوجد أكثر من 110 آلاف جندي أجنبي في أفغانستان بينهم نحو 70 ألف أمريكي يحاربون تمرد مقاتلي طالبان الذين تمكنوا من نقل هجماتهم إلى خارج معاقلهم التقليدية في الجنوب والشرق لتصل إلى مناطق كانت في السابق تتمتع بالهدوء.
بريطانيا تنتقد غياب ايران عن مؤتمر أفغانستان
وفي حديث لوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اليوم انتقد الغياب الإيراني عن المؤتمر، مشدد على أنه لا يمكن تفسير قرار إيران عدم المشاركة في مؤتمر دولي كبير بشأن مستقبل أفغانستان يعقد في لندن.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي في إدانة شديدة اللهجة لقرار إيران: "دعي وزير خارجية ايران لحضور هذا المؤتمر بالطريقة نفسها التي دعي بها وزراء خارجية جميع الدول الاخرى، ولسبب ما لا يمكن تفسيره اختار ألا يحضر".
رويترز