الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 04:47 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 16-مارس-2004
المؤتمر نت - للشاي في حضرموت مكانةٍ خاصة، وبالذات في مدنه الرئيسية: تريم، وسيئون، وشبام وما حولها فهو المشروب الأول...... المؤتمر نت- صالح بن مهنا -
الشاي.. مكانته وفنونه في حضرموت
للشاي في حضرموت مكانةٍ خاصة، وبالذات في مدنه الرئيسية: تريم، وسيئون، وشبام وما حولها فهو المشروب الأول. لم يستطع أن ينافسه غيره. على أن الشاي لم يظهر هنالك إلا في أوائل القرن الرابع عشر الهجري حين جلبه إلى حضرموت التجار الحضارم من الحجاز في وقت كانت القهوة هي السائدة، كما جلبوا الأواني التي يحضر فيها الشاي من عدد من دول العالم. ومن هذه الأواني "البخاري" نسبة إلى بخاري في آسيا الوسطى؛ وهي من الأواني باهضة الثمن يسخن فيها الماء على حدة ويوضع لشاي على إبريق من الزجاج الصيني مع تميز الحضارم بالخلطة السرية والمزج بين الأجود من أصناف الشاي. كالبريطاني والسيلاني وغيرهما. وقد عبر عميد الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف في إحدى أغنياته التي يصدح بها في المحافل الدكتور أبو بكر سالم بلفقيه.. وقال:
ودي بسمره أن وياه في وسط بستان ولاَّ بانَظليِّ
بيت البخاري على يمناه من كأس شاهيه يسقينا ويسقيه
ويذكر الأستاذ علي أحمد بارجاء -في دراسة عن الشاي في حضرموت لم تنشر بعد- واصفاً أنه كما تفنن الأهالي في القهوة وأوانيها ومجالسها، تفننوا في الشاي وأوانيه ومجالسه وجعلوا له شأناً يفوق كل شأن وأوقات وعادات وقضوا معه أوقات تكاد أن تكون ضرباً من السحر عبر الأدب. شعراً ونثراً بما للشاي من مكانة في وجدان الأهالي. فأكثر الشعر في تصويرها بما ارتبط به من جلسات وأسماء. ووصفوا أوانيه ودنانه وسقاته ،حتى يخيل إليك -وأنت تقرأ هذا التصوير- أنهم إنما يصفون خمرا معتقهً. ويعد الشاعر عمر محمد باكثير هو الوحيد الذي أفاض في وصفه ومن ذلك قوله:
روح فؤادي بكأس شاي مزاجه زانه اعتدال
وليس في الشاي ما ندعي عيب سوى أنُّه حلال
ولطبيعة وادي حضرموت الزراعية ومناخها الشديد البرودة شتاء شديد الحرارة صيفاً جعل القادرين من الأهالي الذين يملكون المزارع والبساتين يبتنون بيوتاً في المدينة وأخرى في سوادها؛ حيث المزارع والبساتين. وكانوا يعيشون في بيوت المدينة عند حلول الشتاء وينتقلون إلى الأخرى في فصل الصيف والخريف للانتجاع والتنزه والتفسح. ففي تلك المزارع والبساتين تطيب أوقاتهم وينعمون بالمكوث في أحضان الطبيعة الخضراء الجميلة بين الماء والخضرة، وفي تلك الربوع يلتقي الشعراء فيما يشبه المنتديات، فيقرضون الشعر بديعاً جميلاً وهم ينهلون من كؤوس الشاي اللذيذ.
وكما أسلفنا سابقاً إن الشاي في حضرموت كان نقله حضارمة غيرت كثير من العادات والتقاليد.، فأصبح هو المشروب الذي تجتمع حوله العائلة في بيتها وفي نزهتها وأصبح لأوانيه رفوفاً خاصة وصوانات توضع فيها حتى أصبحت من ضرورات كل بيت، وأصبحت تلك الأواني تظل محبوسة في صوانيها، لا تكاد تستخدم إلا نادراً وبخاصة إذا انتقلت العروس إلى بيت زوجها الذي يسكن مع كامل أسرته وطهي الشاي تصاحبه المكسرات على معظم المناسبات والولائم للنساء والرجال على حد سواء، بل إن له طاهيات خاصات يقمن بطهيه بأجر في المناسبات والمحافل الكبرى كالأعراس مثلاً.
واهتمام أهالي حضرموت بالشاي هذا الاهتمام الذي لا يحد جعل الشعراء يبدعون في وصفه وجلساته.
فهذا حداد بن حسن يقول شعراً ولحناً وبصوت أبو أصيل يتردد
يا فرحة الخاطر إذا قدنا على جانب مجي باينبسطْ بِهْ قلبَي المحزونْ
باطفيِّ أحزاني ومن شاهيه بتهنابشربي بلتذ بحنَّات الملاعقْ في الفناجين.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر