الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:26 م
ابحث ابحث عن:
علوم وتقنية

بعد الفضائيات التلفزيونية:

الجمعة, 19-مارس-2004
المؤتمر نت - هل تحب أن تتنقّل معك محطتك المفضلة حيثما حللت؟ الراديو الفضائي يطرح نفسه في الأسواق العالمية بعد أن غزتها الفضائيات التلفزيونية...
المؤتمر نت - HiMag -
الراديو الفضائي يغزو المنزل والسيارة
هل أنت مستعد لدفع 10 دولارات في الشهر كي تستمع إلى الراديو؟ رغم وجود طيف واسع من الإذاعات المحلية المجانية يختار أكثر من مليون أميركي اليوم، والعدد يتعاظم، الاشتراك فيما يسمى بالراديو الفضائي Satellite Radio، الذي يستقبل البثّ الإذاعي الرقمي من الأقمار الصناعية، والذي يتوقع الخبراء أن يكون تأثيره على عالم الراديو بقدر ما كان للتلفزيون الفضائي أو الكيبل من تأثير على عالم التلفزيون.

غريغوري آتكنز، المصمم الفني في العاصمة واشنطن، من أمثال هؤلاء، فقد اختار منذ أكثر من سنة أن يشترك في خدمة راديو أكس أم XM، يقول: "أسافر كثيراً بين الولايات سائقاً سيارتي، وكنت أجد نفسي أقلب بين إذاعة وأخرى إذ تضعف الموجة أو ينقطع البث كلما تجاوزتُ مدينة ما، أما باستخدام للراديو الفضائي فأستطيع الاستماع إلى إذاعة واحدة طوال الطريق". ويضيف: "حين أريد متابعة مجريات بعض المباريات أثناء السفر أستطيع ذلك دون تشويش ودون دعايات (أو القليل جداً منها)". مميزات الراديو الرقمي لا تقف عند ذلك بالنسبة لآتكنز، فعلاوة على جودة الصوت الرقمي التي هي بمستوى صوت أقراص السي دي CD في نقائها، يَروق له أن يقرأ اسم الأغنية واسم المغني على الجهاز أثناء الاستماع إليها.

هناك شركتان في الولايات المتحدة توفران البث الإذاعي من أقمارهما الصناعية، أولاهما أكس أم XM (www.xmradio.com) التي تبث من استوديوهاتها في واشنطن العاصمة إلى قمريها الصناعييْن ومن ثم إلى أجهزة الاستقبال في سائر أنحاء أميركا، وقد بدأت البث الرسمي في أيلول/سبتمبر 2001، وتوفر 70 قناة موسيقية، بعضها منوّع وبعضها يختص بنمط موسيقي معين، و30 قناة غير موسيقية (إخبارية ورياضية وكوميدية وقنوات البرامج الحوارية Talk Radio وقنوات الأطفال والكتب المسموعة والمنوعات). وثانيهما شركة سيريوس SIRIUS (www.siriusradio.com) التي تبث من مدينة نيويورك إلى ثلاثة أقمار صناعية (عاملة رسميا منذ تموز/يوليو 2002)، وتوفر 60 قناة موسيقية و40 قناة إخبارية ورياضية وعلمية وترفيهية أخرى. ولكل من هذه الأقمار الصناعية محطات أرضية لتقوية البث repeaters لتضمن وصول البث إلى كل أنحاء أميركا، بما فيها الأماكن النائية التي لا تصلها الإذاعات التقليدية، بحيث يَتبعك البث في كل مكان تذهب إليه فتَضبط القناة مرة واحدة دون حاجة إلى تغييرها. ولأن البثّ رقمي في طبيعته فإنه لا يتعرض للتشويش أو الضعف، فالصوت إما أن يأتي صافياً أو لا يأتي، ويندر أن ينقطع إلا في حالات نادرة مثل دخول السيارة نفقاً لا تصله محطات التقوية الأرضية. ويمكن الاستماع إلى البرامج التي تقدمها الشركتان من خلال مواقعهما على الإنترنت.

وقد حددت هيئة الاتصالات الفدرالية Federal Communications Commission (FCC) طيفاً في نطاق أس S (2.3 غيغاهيرتز) لهاتين الشركتين للبث الإذاعي الرقمي داخل الولايات المتحدة.

وحتى يستطيع المرء الحصول على إحدى الخدمتين، عليه أن يشتري جهاز استقبال Receiver (لاقطاً) متوافقاً مع إحدى الشركتين وهوائياً صغيراً. والأجهزة، سواء تلك المصنّعة للسيارات أو للبيوت، متوفرة في معظم محال بيع الأجهزة الإلكترونية في أميركا. ويبقى الاشتراك في الخدمة (إذ إن القنوات مشفّرة). ولمّا كان الاستماع إلى الراديو أكثر ما يكون في السيارات فإن الراديو الفضائي يركز على هذه الفئة من المستهلكين، وقد بدأت كثير من الشركات المصنِّعة للسيارات التي تباع في الولايات المتحدة بتركيب أجهزة استقبال الراديو الفضائي (اللواقط) في بعض موديلاتها لتكون جاهزة لاستقبال الراديو الفضائي.

الشائع والغريب

ومن أهم مزايا خدمة الراديو الفضائي العدد الكبير من القنوات التي تناسب مختلف الأذواق. يقول رودريغوس رون من شركة سيريوس: "هناك عشرات الأنواع من فنون الموسيقى التي لا تستطيع الاستماع إليها من خلال الإذاعات التقليدية والمحلية كونها لا تتناسب مع النظام الربحي الذي تعتمد عليه هذه الإذاعات، ومع ذلك هناك جماهير لهذه الفنون"، لذا فإن الراديو الفضائي يوفر منبراً لهؤلاء الفنانين للاتصال مع جماهيرهم، مثلما يوفر للمهتمين بجوانب ثقافية معينة أو للناطقين باللغات المختلفة سبلاً للاستماع إلى ما يهمهم أو يستهويهم، كل ذلك بدون دعايات على الإطلاق بالنسبة لسيريوس، وهو أمر بالنسبة لكثير من الناس يستحق المبلغ المدفوع مقابله.

أما الأخبار المحلية وتقارير الطرق مما يحصل عليه الناس من القنوات الراديو المحلية فهي غير متوفرة باستخدام الراديو الفضائي، غير أن الراديو الفضائي لا يمنع الاستماع إلى المحطات المحلية كما يؤكد آتكنز، الذي يحوّل القناة إلى الراديو المحلي في كبسة على الجهاز نفسه للحصول على الأخبار المحلية، يقول: "أعتبر الراديو الفضائي منفذاً آخر للترفيه وللمعلومات ولا يغني عن الراديو التقليدي".

وأما بالنسبة لما يُتوقع من الراديو الفضائي في المستقبل القريب فيشير تشانس باترسون، نائب رئيس شركة أكس أم للعلاقات، إلى استمرار استغلال الوسط الرقمي الذي تقوم عليه هذه التكنولوجيا، فيقول: "لن يقتصر البث على الصوت، بل سيشمل البيانات بأنواعها المختلفة، فمثلاً نحن نقدم الآن خدمة الأرصاد الجوية الآنية للطائرات والسفن والتي يتم قراءتها آلياً، كما نتوقع توفير بث النصوص والبث المرئي أيضاً في المستقبل بالنسبة للمستهلك العادي".

يُعدّ الراديو الفضائي إنجازاً آخر للثورة الرقمية العالمية التي بدأت بالإنترنت والتلفزيون الفضائي والهاتف التلفزيوني ووسائل الاتصال الأخرى، ولا شك أن لهذه الوسائط أثراً على المجتمعات من حيث طرق الحصول على المعلومات وإمكانية التأثير والتأثّر، وتكوين مجتمعات تشترك باهتمامات معينة متجاوزة الحدود الجغرافية، وتشكيل نظرة المرء للعالم الخارجي وعلاقته به، وعلاقته بمجتمعه المحلي. فأين ستوصلنا هذه المستحدثات؟ وما إيجابياتها الأخرى وسلبياتها؟ وكيف يمكن إثراؤها والاستفادة منها الاستفادة القصوى؟ أسئلة أتركها للقارئ. ولعلّ من الممتع استطلاع وجهات النظر بشأنها من خلال موقع المجلة.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر