المؤتمرنت – جميل الجعدبي - عبث يطال مسميات المعالم الأثرية في غياب الرقابة كشفت مصادر إعلامية استبدال اسم معلم سياحي شهير في اليمن باسم أخر من قبل متعهدين بالإشراف وإدارة خدمات المعلم السياحي الواقع على الضاحية الشماليةالغربية للعاصمة صنعاء دونما تنسيق مع الجهات الرسمية المختصة .
ونشرت أسبوعية (الميثاق) في عددها الصادر أمس الاثنين صورة لتذكرة دخول زوار التحفة الأثرية والمزار السياحي الشهير " دار الحجر " بمنطقة ضلاع همدان محافظة صنعاء ، وقد طبع عليها بالخط العريض عبارة " قصر الإمام الصيفي ". وهو مااعتبرته الصحيفة عبثا متعمدا بالمباني التاريخية ومحاولة من قبل (بقايا الكهنة لتزيين قبح حكمهم الظالم لليمن) .
وفي اتصال هاتفي بـ(المؤتمرنت) قال مدير مكتب السياحة بالمحافظة عبد الناصر السحارى إنه قدم اعتراضاً على ذلك قبل نحو ثلاثة أشهر إلى قيادة المحافظة ووزارة السياحة التي يعتقد أن المتعهد بخدمات الدار السياحية وضع التسمية المستحدثة على ظهر تذاكر الدخول دونما إشعار الوزارة .
وكشف المسئول الحكومي لـ"المؤتمرنت"ارتفاع قيمة رسوم تذاكر الزوار من 30 ريال إلى 150 ريال للزائر المحلي وإلى 600 ريال للزائر الأجنبي .
وتاريخيا سُمي دار الحجر بهذه التسمية نسبة إلى الصخرة التى شُيّدت عليه الدار.. ويحكى أن الدار بناها في أواخر "القرن الثامن عشر الميلادي" على أنقاض قصر سبئى قديم، كان يعرف بحصن "ذو سيدان"، العالم والشاعر "على بن صالح العماري" والذي كان عالما وأديبا، واسع المعرفة، متعدد المواهب، وقد كان متفردا بعلم الهندسة والفلك وقد أستوزره "المهدى عباس"، ثم عمل مع أبنه "المنصور علي" الذي حكم في الفترة 1189 – 1224 هجرية.
ويعد دار الحجر أعجوبة معمارية تحكي قصة التكيف مع الطبيعة وتحويل عوائقها إلى تحف من صنع البش
وتتكون من سبعة طوابق ويمكن الوصول إليها من باحة مكشوفة تم رصفها بالأحجار وتنتصب إلى اليمين من بوابة السور المحيط بالدار شجرة عملاقة من أشجار "التالوق"، يصل محيط جذعها إلى أكثر من ثلاثة أمتار، ويقدر عمرها بأكثر من سبعة قرون.
وتتكون الدار من 35 غرفة موزعة على مختلف الطوابق وهى عبارة عن دواويين ومناظر وصالات وقد صممت السلالم داخل الدار بشكل فني وإبداعي متميز ومرتبطة ببعضها البعض من فوق الصخرة حتى أسفلها.
وقد اختلفت الروايات حول عمر هذا القصر الشامخ ويحكى أن عمره يعود لما قبل الإسلام غير أن هناك إجماعا على أن "الدار" قد تعرضت لعدة مراحل من الهدم والتشييد.. حيث تهدمت الدار بشكل كامل فى فترة حكم الأتراك في اليمن بسبب الأمطار الشديدة وتم أعادة بنائها على يد الإمام المنصور ليتخذ منها سكنا له وهى عادة دأب عليه الكثير من ملوك اليمن فى الفترات المتأخرة غير أنهم جعلوا من الدار سكنا للنزهة وليس محلا دائما للإقامة كما كان سابقا وكما هو الحال مع الإمام يحيى الذي قام بترميم الدار وإضافة بعض المرافق إليها مثل "المفرج" وهى الغرفة التي توجد في أعلى الدار ويمكن من خلال نوافذها مشاهدة الوادي من مختلف الجهات..
|