أحمد الشريفي - المشترك بين الشِرك والشراكة بدلاً من أن يساهم في تنمية وأمن الوطن ويكون شريك فاعل في النهوض باليمن أنتهج تكتل المشترك طريق الانحراف بعد أن تملكه اليأس في استغفال الجماهير اليمنية التي تعرف عن المشترك ما يحاول جهله عن نفسه.
لم يكن أمام المشترك الذي حاول تغيير مبادئه وبلع أيدلوجية أحزابه المتناقضة سوى المجاهرة والكفر بالوطن مشركا بكل ثوابته عله يحظى بمضاجعه سياسية وشهادة مزورة تعترف بوجوده ككيان له فاعليته وشعبيته في الساحة وما كان المشترك يظهر نواياه اللا أخلاقية بهذه السرعة لو لم يستطيع الحزب الحاكم مجاراة شعاراته التي تخفى خلفها طويلاً.
لقد كان يتباكى ويذرف دموع التماسيح لإستمرار حرب صعده ويطالب بضرورة إيقافها لتنقية الأجواء السياسية حسب زعمه وما أن أوقفت الحرب وتم الإذعان لشروط الحكومة حتى جن جنونه فهو يرى بأن استمرارها يمثل ورقة ضغط على الحكومة مغيباً كل الحسابات الوطنية كالوحدة والأمن والاستقرار لكنه كان يؤمل بقضية الحراك ويمنى نفسه بأنها الورقة الأكثر ضغطاً على الحكومة، فعلى استحياء أستهجن مسألة رفع الأعلام التشطيرية وأكثر من النواح على غياب الأمن ووصفه بالانفلات الذي تسبب بقتل الأبرياء وقطع الطرقات وإثارة الشغب وإحراق المنشآت متسائلاً وبحذلقة سياسية عن غياب القانون وهيبة الدولة التي انتهكت مع أنه كان يعرف الإجابة لو وجه تساؤله لبعض أعضاءه ممن يتماهون مع الحراك.
ومع هذا أدركت الحكومة ضرورة تفعيل القانون وما أن شرعت في ذلك أيقن المشترك بأن الوصول إلى السلطة أصبح مستحيلاً وبأن أوراقة تساقطت فبأي وجه يلاقي ربه أقصد فبأي وجه يحاور الحاكم وعلى أي ظهر يستند بعد أن أصبحت شعاراته بلا معنى وأصبح قيادات بلا أنصار فأندفع لمقايضة الأمن والتنمية مقابل مصالحة الشخصية وأنتهج أسلوب الإنتحار حين أقدم على الدعوة لمناصرة الحراك وإقامة المظاهرات والاعتصامات تضامناً مع من يطاردهم القانون فوضع نفسه بموقف لا يحسد عليه كونه كشف عن ما يخفيه وما يؤمن به وكشرعن أهدافه الحقيقية كما كشف بذلك التصرف اللامسؤل والمدرك لعواقبه عن حجمه الحقيقي في الساحة حيث لم يتجاوز عدد أنصاره الثلاثة آلاف شخصاً فضلاً عن انحصارها في أمانة العاصمة ومحافظات تعز والبيضاء والحديدة فيما فضلت المحافظات الأخرى عدم الالتفاف لبيانات المشترك وتشنجاته السياسية التي تنتصر لقياداته وليس للشعب.
الغريب في تصرفات المشترك هي تلك التبريرات لإقامة الإعتصامات ففي محافظة البيضاء التي شهدت بداية شغب المشترك قال عنها بأنها تأتي احتجاجا لما تعانيه البيضاء من إنطفاءات في الكهرباء وغلاء المعيشة ليجعل الجميع يتساءل لماذا لم تطالب بتلك الحقوق طوال الفترة السابقة وإنما الآن بعد أن حدث الطلاق السياسي (القابل للرجوع) بين قيادة المشترك وحزب المؤتمر.
والإجابة لا تعني سوى أن قيادة المشترك تستخدم أنصارها متى ما فقدت مصالحها لا متى ما فقدت المصالح العامة ولله في خلقه شئون..
|