المؤتمر نت-أعدها للنشر- توفيق الشرعبي- فيصل الحزمي - - الجوفي :الفصل سيطال كل تربوي تورط مع المتمردين والانفصاليين استضافت »الميثاق« الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم لمناقشة قضية التعليم ضمن الحلقات النقاشية التي تنظمها الصحيفة اسبوعياً.. وقد تطرق وزير التربية للكثير من القضايا التعليمية والتربوية التي تهم الرأي العام.. المساحة التالية فيها من الوضوح والشفافية ما يشبع نهم القارئ وشغف المهتم:
{ »محمد أنعم«: بداية نرحب بك معالي الوزير شاكرين تلبيتكم لدعوتنا للناقش معكم قضايا مهمة تتعلق بالتعليم مثل ظهور الشعارات التشطيرية.. وجود أفكار متطرفة وجود تغرير بالشباب.. هل كان هذا يحصل في ظل غياب وزارة التربية أم أن لديكم إجراءات احترازية إزاء ذلك؟
- الوزير: في البدء أشكركم على دعوتي لحضور هذه الحلقة النقاشية التي تنظمها صحيفة »الميثاق« اسبوعياً والتي خصصتموها لمناقشة أوضاع التعليم.. وحقيقة هذه أول دعوة تأتيني من قبل صحفيين لهم اهتماماتهم في القضايا الوطنية وخصوصاً التعليم.. وهي فرصة انتهزها لتوضيح كثير من القضايا العالقة في هذا المجال، كما أن تلبيتي لدعوتكم هو تقدير لصحيفة »الميثاق« الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام التنظيم الرائد الذي له اسهاماته الكاملة في ترسيخ قيم الولاء الوطني وتحقيق الانجازات التاريخية في ظل قيادته الحكيمة بزعامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام.. ولابد لأي مسؤول أن يأتي الى هذه الصحيفة الناطقة باسم المؤتمر، وأنا أتشرف بدعوتكم وأشكر كل العاملين في الصحيفة الناطقة باسمنا جميعاً.
وبالنسبة لما تساءلتم حوله فإننا نريد أن نقرأه بواقعية للأحداث وبالنظر لأي من يكون »الحوثي« أو »الخبجي«، »المعطري« أو »عناصر القاعدة« أو كل من خرج على القانون والدستور أين درس أولئك ستجد الجميع لم يدرس بمدرسة يمنية .. وأنا شخصياً أجريت دراسة على السجناء اليمنيين في جوانتانامو ولم أجد أياً منهم درس في مدارس يمنية على امتدادها منذ عام 90م على الأقل وهو تاريخ قريب جميعنا عايشه وشهد تحولاته التاريخية العملاقة سواء في مجال الديمقراطية أو التنمية أو التحولات في بنية التربية والتعليم وفي فلسفتها وغيرها من المجالات.. بمعنى أن الخارجين على القانون سواء انفصاليين أو متمردين أو إرهابيين لم يكن لهم علاقة بتعليمنا وبمدارسنا، كل أولئك درسوا في الخارج.. ونأتي الى قضية الذين يخرجون مع أولئك في فعاليات غير وطنية وخاصة في بعض المحافظات الجنوبية كالضالع ولحج وأبين، فلديّ تقارير شبه يومية بخصوص هذه القضية، هناك قيادات انفصالية تأتي لإرغام الطلاب على الخروج في الحبيلين أو طور الباحة أو الملاح وفي بعض مدارس أبين، وتم اتخاذ إجراءات رادعة من قبل الإدارات التعليمية، لكنها أثبتت لنا أن الخروج لم يكن سلوكاً تربوياً إطلاقاً، لأننا لم نجد من التربويين من يتبنى السلوك المنحرف.
وأقول: إن المدارس التي يحصل فيها بعض تلك المظاهر مازالت قادرة على أن تردع كل من يحاول الإساءة للمدرسة فكل من أنزل العلم الجمهوري تم اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة ضده، والمتتبع للمدارس التي حصلت فيها اعتداءات على العلم سيجدها إما مدارس غير مسورة أو غير محمية أمنياً ما جعلها عرضة لتلك الأعمال، وعندما يأتي شخص ويكتب شعارات وألفاظاً وعبارات مسيئة على خارج سور المدرسة لا يعني أن المدرسة بطاقمها معنيون بشكل مباشر، لكننا لا نعفيهم من مسؤوليتهم التربوية ومن قيادتهم للمجتمع، ومن عملية التوعية، ولهذا فالوزارة استجابت للكثير من الدعوات وتتبعاً منها لخطابات الرئيس التربوية منذ توليه الحكم والتي بلغت 40 خطاباً آخرها عام 2008م تكلم فيها عن تنمية قيم الولاء الوطني في المناهج فعملت وزارة التربية والتعليم دراسة علمية عميقة شخصت وحللت قيم الولاء التي يفترض أن تنميه المدرسة وأيضاً الإشكالات ما أنواعها ومعاييرها.. وقسمتها الى خمس مجموعات ثم تم التحكيم من قبل خبراء قاموا بتحليل المناهج ونسبة وجود قيم الولاء وتنميتها وكان التحليل بحيادية على مستوى المادة والصف وتم وضع المقترحات التي ستهتم بها الوزارة.
ما أريد قوله هو أن المدرسة لم تعد العامل الوحيد المؤثر في المجتمع.. فعندما يقارن الناس بين المدرسة بالأمس واليوم ينتصرون لمدرسة الأمس ولجودة التعليم.. لكن أنا أقول إنه ما كان صالحاً للفترة السابقة لم يعد مجدياً اليوم، فأبرز العوامل التي كانت مؤثرة على الفرد المدرسة، فالمدرس كان الفقيه في القرية هو الذي يكتب البصاير والرسائل ويقرأ الجوابات وهو الذي يكتب الاحكام وهو الذي يخطب الجمعة و يكتب عقد الزواج يعني المدرس كان قيمة كبرى له احترامه، والطلاب كانوا يهابونه ولا يمكن أن يجلسوا في مكان هو سيمر منه، أما اليوم لم يعد المدرس كذلك ليس لأنه انهار، بل لأن الحياة تغيرت ودخل التلاميذ أصبح متغيراً والمجتمع أصبح له ثقافة واسعة.. بالأمس كان الطالب يندهش من المدرس وما يتلقاه منه أما اليوم فالطالب أصبح لديه انترنت.. موبايل.. تلفزيون.. MB3 - البلاستشن.. الصحف.. وعنده الكثير من الوسائل المؤثرة التي لاتستطيع المدرسة أن تضاهيها أو أن تتجاوزها.. الطالب يقعد في المدرسة أربع أو خمس ساعات، لكنه لو قعد في الانترنت ساعة سيتعلم أشياء لا يمكن أن يتعلمها من المدرسة إطلاقاً.. هذه كمناهج خفية تعمل على زرع أفكار وقضايا وتنمية ميول واتجاهات لا يعلمها المعلم أساساً لأنه لا يعلم ماذا تعلم الطالب في الانترنت، والاشكالية والخطورة تكمن هنا.. ومن أبرز العوامل أيضاً المسجد والأسرة والاصدقاء والأحزاب وكلها تؤثر على الطالب اليوم في تنمية ميوله، وبهذا أصبحت المدرسة أضعف مما كانت عليه سابقاً بشكل كبير وهي حقيقة لا ينكرها أحد.
المواطنة الصالحة
أنا كنت مع وزراء التربية العرب بداية الشهر الجاري في مسقط ووجدت الجميع يتكلمون بخصوص المواطنة الصالحة وتنمية الميول والاتجاهات، الكل مجمع على أن دور المدرسة لم يعد ذلك الدور الكبير، ما فاجأني أن الدول الخليجية كافة تعاني من المشكلة وبنسب متفاوتة، وربما تكون في اليمن أكثر لأسباب ثلاثة: الحرية الموجودة التي تجعل الكل يكتب عن هذه المشكلة ويعبر عنها بأشكال مختلفة، سواءً بالمظاهرات أو الاعتصامات أو خروج على القوانين، وحتى الكتابة الصحفية لا تكون مشذبة لعدم وجود ميثاق شرف لذلك، وهذا ما جعل الموضوع مفتوحاً للتعبير.. السبب الثاني: نتيجة أعمال المتمردين الحوثيين التي ساعدت وشجعت الآخرين على التجرؤ بالخروج على النظام والقانون وهي للعلم ثقافة أكثر منها عسكرية.
السبب الثالث: الانفتاح الموجود وغير المقنن .. فما يحدث اليوم من طفرة علمية يواجهها في اليمن أول جيل متعلم بعكس بقية الدول، فمصر على سبيل المثال يواجهها الجيل الثالث في التعليم ومثلها العراق ولبنان التي ظهرت الاحزاب في منتصف القرن الماضي، وهذا ما جعل تلك الدول أكثر مقاومة للاختلالات وعملت على تحصين الناس من أي شيء جديد، إذاً نحن أول جيل خريج من الجامعة يتعرض لمثل هذه الطفرة كما ان ودخولنا المفاجئ في مجال الحريات أدى الى خروج كثير منا على قيم الحرية نفسها ومشروع التكنولوجيا أدى الى الاستخدام السيئ للتكنولوجيا.. وهذا عكس بنفسه على أداء أبنائنا الطلاب.
{ محمد أنعم: وماذا عن الإجراءات والمعالجات المتخذة من قبل وزارتكم؟
- الوزير: نحن ندرك هذه التحديات، والسيطرة عليها ليست مسؤولية وزارة التربية وحدها، لكن نحن نستشعر أن دورنا يجب أن يكون أكثر فاعلية وأكثر قدرة ووجوداً.. فعلى المستوى الوطني قمنا بإعادة النظر في جملة القيم التي كانت موجودة في المناهج بحيث نعززها بشكل أكبر، لأن المرحلة تتطلب ذلك في ظل التحديات الراهنة المتمثلة في الخروج على القوانين والثوابت الوطنية والدينية.. وهذه الثوابت تمثل الأساس الذي تبنى عليها التربية والتعليم والخروج عليها يمثل خطورة كبيرة على المنظومة التربوية، وبالتالي بدأنا نعيد النظر في بنية المناهج إجمالاً بحثاً عن مكامن القصور.. فعلى سبيل المثال لا يوجد عندنا تربية وطنية لطلبة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي وقد وجه رئيس الوزراء الاسبوع الماضي اضافة مادة التربية الوطنية إلى مناهج الثانوية، ومن إجراءاتنا العلاجية أيضاً متابعة ما يحدث في المناطق التي تتعرض لاشكالات وذلك من خلال مقترحات مديري مكاتب التربية في المحافظات وقد عملنا بها وفعلّنا دور التربية، فعلى سبيل المثال كان لنا تجربة متميزة في »حبيل جبر« حيث عملنا على تفعيل قطاع التربية لمدة 4 أشهر بشكل يومي من خلال لقاءات مستمرة، مع مجالس الآباء والأمهات ومع الشخصيات الاجتماعية وجعلنا المدرسة عبارة عن مركز للحديث عن الوحدة وقيم الوحدة والحديث على جواز الاختلافات الحزبية تحت سقف الثوابت .. الثورة .. الجمهورية.. الوحدة، وهذه التجربة نعمل على تنفيذها في 70 مديرية، وفي نفس الوقت غيّرنا كثيراً من مديري ومديرات المدارس الذين لم يكن لديهم مواقف إيجابية أو فاعلة، ففي الضالع تم تغيير 157 مدير مدرسة بطريقة علمية مهنية ليس لها أبعاد أساسية فمحافظ الضالع ومدير مكتب التربية عملا معايير مهنية بحتة تشمل قيم الولاء الوطني تم على إثرها تغيير المديرين.. وليس كل من تم تغييره بسبب الولاء فهناك من تم نقله وهناك من تغير بسبب مواقفه السلبية، وحقيقة لم نسمع مشاكل كثيرة في مدارس الضالع.
{ مداخلة أنعم: في لحج سمعنا كثيراً..
- الوزير: في لحج عندنا مشكلة أساسية هي في المجلس المحلي.. هذا المجلس غير فاعل غير منسجم .. كل ذلك لم يمكّن مكتب التربية من اتخاذ قرارات جريئة وقوية كالتي اتخذت من محافظة الضالع.. أنتم تعلمون أن تغيير مديري المدارس والإدارات التعليمية أصبح من اختصاص المجالس المحلية، فوزير التربية لا يستطيع أن يغيّر مدير مدرسة ولا مدير مكتب تربية بالمديريات، لأن الصلاحية أصبحت للمحليات، وبالتالي كانت الإشكالية في لحج كبيرة لعدم انسجام وتجانس المجلس المحلي فيما بينهم، وهذا ما أدى الى خروج الكثير على القوانين وعدم اتخاذ الإجراءات الحازمة ضدهم، أما في أبين فالمشكلة أقل بروزاً.
{ مداخلة توفيق الشرعبي: هل اتخذتم إجراءات بحق المدرسين الخارجين على القوانين؟
- الوزير: كل من ثبت تورطه وخروجه في أعمال تخريبية سواءً مدير مدرسة أو وكيلاً أو مدرساً أو أي تربوي سيتم شطبه من كشوف الوزارة وبالتالي أصدرنا توجيهات لمكاتب التربية في المحافظات موافاتنا بالكشوف لاتخاذ الإجراءات، لأن هذه مؤسسة تربوية، الحرية الشخصية فيها لا تتعدى ما هو مسموح به في الدستور.. فإذا كان المدرس لا يؤمن بالثوابت الوطنية لا يصلح أن يكون مدرساً.. وإذا كان التربوي لا يؤمن بثوابت التربية فلا يمكن أن يستمر تربوياً وبالتالي ألزمنا كل مديري مكاتب التربية في المحافظات وعلى وجه الخصوص التي فيها مشاكل بأن كل من يثبت أنه مارس نشاطاً خارج إطار النظام والقانون لابد أن يتحمل مسؤوليته بشكل كامل، وأتوقع خلال هذا الاسبوع صدور قرارات أكثر جرأة.
{ مداخلة الشرعبي: يقال إن تنظيم القاعدة استغل عدم توافر مدرسين في وادي رفض -محافظة شبوة- لممارسة نشاطه؟
- الوزير هذا تسطيح للقضية.. وشبوة من أكثر المحافظات في عدد المدرسين.
الاشكالية في المحليات
{ الشرعبي: ماذا عن المنقطعين؟
- الوزير: هناك تفويض حكومي من وزراء التربية والمالية والخدمة للمحافظين بأن من انقطع عن عمله يفصل ويوظف بدلاً عنه دون الرجوع لأي وزير.. ولم يقم أي محافظ بفصل المنقطعين سوى محافظي صنعاء وعمران، وبأعداد محدودة وكذلك محافظ المحويت وربما تتبعهم أمانة العاصمة، وللعلم أن التوجيهات لها أكثر من سنة.. إذاً الاشكالية تكمن في معرفة الصلاحيات، الآن لدى السلطات المحلية صلاحية اتخاذ قرارات ليس فقط نقله من وظيفته وإنما فصله بشكل كامل دون الرجوع للمؤسسة المركزية.
{ مداخلة من أنعم: هل هناك تغيير لمديري المراكز أو المدارس؟
- الوزير: بالتأكيد، فهناك مدرسون شاركوا مع المتمردين ولدينا كشوف بأسمائهم وبالتالي هؤلاء لا يمكن أن يكونوا مدرسين ولا يمكن أن ينتسبوا بعدها الى وزارة التربية والتعليم تحت أي مسمى، وسيتم اسقاطهم من كشوف التربية، حيث لا مكان لهم فيها.. التغيير وارد .. فعندما يستقر الوضع لدينا استعدادات وحلول لكل شيء من أجل إنجاح العملية التعليمية بشكلها الصحيح.
{ مداخلة عبدالملك الفهيدي : وماذا عن طلاب الثانوية العامة بصعدة هل ستتأخر امتحاناتهم؟
- الوزير: كل شيء سنعالجه في حينه، فالاستعدادات موجودة، وطلاب الثانوية جزء من مشكلة سنحلها بآليات تحفظ القضية التربوية، وتحفظ للطلاب حقهم، وتأخير الامتحانات قد يكون أحد الخيارات وما ينطبق على صعدة سينطبق على مديرية حرف سفيان.
{ مداخلة أحمد غيلان: هناك قضايا فنية بحتة ترتبط بوزارة التربية ولا يمكن أن تتفق مع الصلاحيات التي أعطيت للمجالس المحلية بخصوص القضية التربوية.. هل لديكم مراجعات بما يتعلق بالصلاحية التي لا تتفق مع الجوانب التربوية؟
- الوزير : الحقيقة نحن في وزارة التربية نعاني من بعض التصرفات غير الناضجة لبعض المجالس المحلية، وأنا اتحدث عن البعض بمعنى أن هناك مجالس محلية ناضجة، لكن في الغالب هناك تصرفات غير ناضجة مثل قضية تعيين مدير مدرسة.. فنحن أصدرنا قراراً نحدد فيه من هو مدير المدرسة ومدير المنطقة التعليمية وما الشروط وأصدرنا تعليمات عن عدد الكوادر في المناطق والمراكز التعليمية وحتى الآن قلة قليلة من المحافظات من سعت لتطبيق هذه السياسة التعليمية والكثير لم يستوعبوا المهمة.. وزارة التربية ستقدم ورقة الى المؤتمر العام للمجالس المحلية تفند فيها كل القضايا التي تسبب اشكالات على العمليات التربوية.
{ مداخلة الشرعبي .. ماذا عن قضية التوجيه؟
- الوزير: قضية التوجيه تم حلها تماماً، لكن لاتزال آثارها وتبعاتها قائمة، حيث لاتزال القضية لدى مجلس النواب والمحكمة أيضاً، ومن يريد أن يكون موجهاً وهو لا يصلح لذلك.. لكن لا يمكن أن نداهن في قضية التوجيه ، المعايير واضحة وعادلة ولم نستهدف فيها لا حزباً ولا منطقة ولا طائفة ولا جهة.. ما استهدفناه هو إصلاح العملية التربوية والتعليمية فقط.. وإذا كانت المعايير فيها بعض العيوب لكنها تظل في نظر الجميع عادلة، قد تكون ظالمة لواحد أو لاثنين لكنها عادلة لمائتين واثنين وستين ألف معلم ومعلمة..
لن نعيد التجربة
{ مداخلة عبدالملك الفهيدي: أخذت منك تصريحاً قبل ثلاث سنوات حول تغيير نظام التعليم الثانوي.. أين وصلتم بهذا الشأن؟
- الوزير: أنا أريد أن أتطرق لقضية قبل أن أجيب على سؤالك.. القضايا في التربية ليست مجرد البدء بإجراءات، فمثلاً بدأنا مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بتطوير مادتي الرياضيات والعلوم عام 2002م، هذا العام بدأ تطبيقه في المملكة العربية السعودية من الصف الأول حتى الثالث يعني أخذ الوقت ثماني سنوات ومازال تجريبياً.. أي أن القضايا التربوية تأخذ مداها في التغييرات الاصلاحية.. إذاً عندما نتكلم عن توجهات وخطط وبرامج لا تتوقع تنفيذها بمجرد استكمالها، لأن لها علاقة بالمستقبل، فبعد أن أخذت مني ذلك التصريح صدرت استراتيجية تطوير التعليم الثانوي بعد إعداد ودراسات وحشد الجهود لتمويلها بعد أن أقرها مجلس الوزراء، وقد تم الحصول على ما يقارب 130 مليون دولار للبدء بتنفيذها، علماً أن الاستراتيجية بحاجة الى 500 مليون دولار، والآن سنبدأ باختيار مدارس أنموذجية في 9 محافظات وأيضاً تدريب المعلمين والمعلمات، ونحن الآن في الخطوات التي سننجز فيها قضية التشعيب.. وقد تقدمت بمقترح لمكتب التربية في دول مجلس التعاون خاص بالتعليم الثانوي وقد تم عقد مؤتمر في دبي مطلع الشهر الجاري.. أساساً عندما تخطو نحو قرار حاسم يتعلق بنمط التعليم فأنت تتحكم بمصير النظام التعليمي كاملاً.. نحن نؤمن بأن الآليات القائمة الآن لم تعد المثلى ولكي لا نعيد التجربة يجب أن ندقق في توجهاتنا وندرس التجارب القائمة لدى الآخرين، فمثلاً الاخوة في مصر لديهم ثلاث تجارب وفي الكويت تجربتان، وفي السعودية لديهم ثلاثة أنظمة تعليمية في نفس الوقت وإمكاناتنا لا تسمح لنا بالتجريب ولسنا متباطئين في توجهاتنا.
{ الفهيدي: يعني أن تغيير نظام التعليم الثانوي سيتطلب تغييراً في مخرجات كليات التربية؟
- الوزير: لن يكون القرار من قبل وزارة التربية فقط كل المؤسسات التعليمية لن تكون غائبة عن اتخاذ هذا القرار.. الطالب وولي الأمر والجامعة والمعلم والموجه والدكتور كل هؤلاء وغيرهم سيشاركون في اتخاذ مثل هذا القرار، والحيثيات سيطلع عليها المجتمع بمختلف شرائحه، فالقرار السليم تنتجه التشاركية وأصحاب المنفعة.
{ مداخلة أنعم: ماذا قدمت الوزارة للمعلمين الذين يحترقون ليل نهار؟
بالنسبة لما تحقق للمعلمين فإن الوزارة كانت أكثر الوزارات حرصاً على تطبيق استراتيجية الأجور والمرتبات، ولو ان جهة ما صرفت في ديسمبر 2005م مبلغ 6 مليارات ريال وفي ليلة العيد لقيل في انجازها ما لا يقال في أي انجاز.. فقد صرفنا بدل طبيعة عمل كأول مؤسسة وبآليات خاصة بالتربويين، ولم يسعَ معنا أحد سوى نقابة المهن التعليمية، ولو كان حزباً قام بهذا العمل لقالوا فيه نفائس الاقوال وأوصلوه الى الفضاء.. كذلك قمنا بإلغاء أكثر من 500 أمين صندوق كأول مؤسسة تقدم على ذلك من أجل ضمان وصول كافة المستحقات للمعلمين دون أن يُستقطع منها شيء، هذا الكلام أيضاً لم يتكلم عنه أحد من الذين يكثرون الانتقادات ولانزال نواصل خطواتنا من أجل ان يستلم كافة المنتسبين لوزارة التربية بدل طبيعة العمل.. فالاخ نائب رئيس الجمهورية المناضل عبدربه منصور هادي والأخ عبدالرحمن الاكوع وزير الدولة أمين العاصمة ونقابة المهن كان لهم الدور الأساسي في هذا الموضوع وهو إنجاز غير عادي وقد صرفنا بدل طبيعة العمل منذ 2007م لا تقل عن 250 مليار ريال.
وما يستلمه المعلم أقل مما يستحق لكننا نتحدث في حدود إمكانات دولة اقتصادها ضعيف ، النمو السكاني فيها متزايد بشكل كبير، فيها عجز موازنة، فيها كم هائل من الموظفين، فيها دعم للنفط، وشحة في استخراجه، وغيرها من المحددات، إضافة الى تعرض البلاد لأكثر من حرب استنزفت الكثير من الموارد.
نحن لا ندافع عن اقتصاد البلد بقدر ما نتفهم المعاناة والمطالب.
{ مداخلة غيلان: ماذا عن محو الأمية؟
- الوزير: بالنسبة لمحو الأمية التقينا بوزير الخدمة المدنية لحل هذه القضية بشكل جذري، لكنه طلب أن تكون عدد الساعات التي يقضيها المدرسون في محو الأمية أكثر مما هي الان ، وهذه سيصدر بها قرار وزاري خلال هذا الاسبوع، ومن ثم سيستلم الجميع بدل طبيعة العمل.
ثلاث مدارس يومياً
{ مداخلة أنعم: لدينا أكثر من مليون وستمائة ألف طفل خارج المدرسة..
- الوزير: أولاً أصحح الأرقام إجمالي المدارس العاملة هي: 16.400 مدرسة مسجلة ولديها ترميز، أما التي فيها مبنى مدرسي بمعنى أنها ليست عشة أو خيمة أو صندقة فعددها 15000 مدرسة والذي ننجزه الآن حوالى ثلاث مدارس ونصف يومياً، وهذا رقم دائماً ما يسأل الناس كيف ننجزه.. أولاً هذا يحدث لتدخل المجالس المحلية ومن السلطة المركزية.. ومن الأشغال العامة.. ومن الصندوق الاجتماعي للتنمية.. هذه التدخلات هي انجاز فعلي ميداني وفق ما نقوله، فلا يعني أن جميع هذه المدارس جديدة ، فبعضها توسعة وبعضها ترميم والآخر هدمناها وأعدنا بناءها.. وبالتالي كل هذه الاعمال تدخل ضمن هذا الرقم، وهذا يعتبر معدل نمو لا يوجد مثله في العالم.. الاشكالية التي نعانيها هي مشكلة النمو السكاني الكبير الذي وصل الى 3.2 في العام، وفي أمانة العاصمة يمكن أن يصل الى 3.8 أو فاصل 9 من عشرة.. بمعنى أن أمانة العاصمة أنجزت وحدها العام الماضي مع المجالس المحلية 600 فصل دراسي .. تخيل أن هذا الرقم الكبير لم يكن له الأثر المطلوب مقارنة بزيادة أعداد الطلاب داخل المدرسة، وهذه المشكلة »النمو السكاني« لا تؤثر فقط على التعليم، بل تؤثر على الصحة والماء ، وتؤثر على الحياة بشكل عام.
بالنسبة لأعداد الطلاب عندما نتكلم عن مليون وخمسمائة فنحن نتكلم عن الطلاب الذين هم خارج المدرسة من الفئات العمرية التي يجب أن تكون في المدرسة من 6 - 18 سنة ولا يعني أن هؤلاء لم يدخلوا المدرسة.. فهناك من درس أول وثاني ثم توقف ومنهم من أنهى التعليم الأساسي ومنهم من درس حتى أول ثانوي.. بمعنى أننا نتكلم عن الذين لم ينهوا التعليم الأساسي، ولو نظرنا لمعدل القبول الأولي الآن في كثير من مناطق الوطن يصل الى 120٪ كيف بمعنى أنه الذي يفترض أن يلتحقوا بالصف الأول الأساسي في محافظة ما هم مثلاً ثلاثون ألف طالب وطالبة، ولكن نجد أن الرقم الفعلي 40 ألفاً، وهذه الزيادة جاءت نتيجة أن بعض الطلاب سجل وعمره خمس سنوات وآخر ست سنوات، وبالتالي يصبح القبول الأولي عندنا في عموم محافظات الجمهورية يصل ما بين 100٪ إلى110٪، ولكن كم يبقى من هذا الرقم في المدرسة، حيث يصل القبول الصافي في المدرسة الى 78٪ بعد ذلك تبدأ عملية التسرب تدريجياً من الصف الثالث والرابع وحتى التاسع وخاصة البنت وعلى وجه الخصوص المناطق الريفية وهذه هي اشكالية التحديات التي تواجه التعليم الاساسي أن البنت في المناطق الريفية عندما يصل عمرها الى إحدى عشرة سنة أي ما يعادل الصف الرابع يعتقد والداها أنها أصبحت في سن الزواج والثقافة المجتمعية تعتقد أن هذا هو سن الزواج، أيضاً عدم وجود مدرسات وغيرها من الامور المتعلقة بتسرب الفتاة من التعليم.. وهناك عوامل متعلقة بالتربية وأخرى بالمجتمع، من هنا تبدأ عملية التسرب، وقد عملنا دراسة على بعض المدارس كم عدد الطلاب والطالبات في الصف الأول الأساسي فوجدنا أن عدد الطالبات يصل الى 70٪ من إجمالي عدد الطلاب، وكلما صعدنا نحو الصفوف المتقدمة أي ثاني وثالث وحتى أول ثانوي نجد أن عدد الطلاب يتوقف ويقل عدد الطالبات ومع الصف التاسع وحتى الصف ثالث ثانوي بعض الاحيان تجد ثلاث طالبات وثلاثين أو خمسة وثلاثين طالباً .. هذا في المناطق الريفية ولاحظوا الفارق، كان عدد الطالبات 80 وتراجع حتى وصل الى 3، وخلاصة هذا فإن عملية التسرب تبدأ تدريجياً، وما يزعجنا في التربية والتعليم هو التسرب في المرحلة الأساسية.. أما إذا تسربت الطالبات في الثانوية فليس هناك مشكلة، لأن التعليم أصبح نوعياً ومن أجل سوق العمل والوظيفة.. وما يهمنا أن كل الطلبة يأخذون التعليم الأساسي.
{ مداخلة فيصل الحزمي: قرار مجلس الوزراء أعفى الطالبات من 1-6 والطلاب من 1-3 من الرسوم المدرسية الا أنه لم يطبق في جميع مدارس الجمهورية، وعندما ناقشنا هذا الموضوع مع الإدارة المدرسية قالوا: إن وزارة التربية هي السبب، حيث لم توفر ميزانية تشغيلية لكل مدرسة تغطي إعفاء الرسوم التي كانت تحصل من الطلاب.
- الوزير: صحيح لأن الرسوم لن تذهب الى المدرسة ونحن أحببنا أن نشجع الطلاب على الالتحاق بالمدرسة عبر التحفيز الايجابي، لأنه إذا أردت أن تفرض قانوناً، فلديك خياران: إما بطريقة سلبية التي تمثل الفرض بالقوة أو عن طريق التحفيز والتحبيب ونحن لا يمكن أن نفرض الزامية التعليم بالقوة، فلجأنا الى الجوانب الايجابية.. بدأنا نخفض الرسوم وهو قرار مستمر حتى الآن إلا أنه لم يطبق في أمانة العاصمة وبعض المحافظات لم يطبق بشكل كامل، وأيضاً عامل تحفيزي عن طريق التغذية الجافة للبنات في المناطق الريفية مثل إعطائهن قمحاً ودقيقاً وزيتاً وتمراً، وأيضاً نصرف لهن مرتبات، صرف في لحج سنوياً مليون ومائة ألف دولار مرتبات للطالبات هذا في لحج، حيث بدأت التجربة هناك، والآن انتقلنا الى الحديدة وما نصرفه في لحج وحدها لتشجيع التعليم يفوق ثلاثة ملايين دولار سنوياً .. هذا كلام لا يعرفه الكثير..
التعليم في لحج
{ مداخلة من عبدالملك الفهيدي .. لماذا في لحج بالذات؟
- الوزير: وجدنا أن لحج هي المحافظة الأولى في نسبة تدني تعليم الفتاة، إضافة الى أن معدل الفقر في لحج أكثر من غيرها، وقد عملنا أكثر من عامل للاختيار.. حيث وجدنا أن أكثر المحافظات التي هي بحاجة الى تشجيع تعليم الفتاة هي : لحج، شبوة، البيضاء، وفي بعض مناطق محافظة الحديدة، وهذا المشروع لم يمر عليه منذ بدء العمل فيه سوى سنتين والحمد لله العمل يسير بشكل جيد ونتائجه إيجابية، وهناك دراسة تقييمية للمشروع من قبل البنك الدولي والمانحين وهذا شجعنا على إبرام تعاقدات مع المدرسات في المناطق الريفية من بنات المناطق نفسها، الآن لدينا أكثر من 1500 مدرسة متعاقدين معهن وهن من بنات الريف ، وهذا الكلام ربما لم يتم تسويقه من قبل، وقد كنت حريصاً على أن اطلعكم على أرقام ربما انها لم تذكر من قبل لوسائل الاعلام.. وهذا البرنامج وافقت عليه وزارة المالية علماً أنه سيرتفع العام القادم الى 2000 والعام الذي يليه الى 2500 أي بمعدل 500 معلمة كل سنة يتم التعاقد معهن وسيصل الرقم الى 4000 بشرط أن يدرّسن هؤلاء المعلمات أربع سنوات متتالية في المدرسة التي تم التعاقد معها، والعقد الآن هو مع المدرسة وليس مع مكاتب التربية والمرتب يأتي من المدرسة وليس من الوزارة أو مكتب التربية، وقد تعاقدنا معهن والحد الأدنى للأجور هو 20.000 ريال، وقد اتفقنا مع وزارتي الخدمة المدنية والمالية أن يتم توظيف كل المعلمات اللائي مضى على تعاقدهن أربع سنوات ولم ينقطعن عن العمل، وقد شاركن في دورات تدريبية وأثبتن جدارتهن، وقد مررنا بالتجربة حيث وظفنا 700 مدرسة من محافظة الجوف منذ بداية الوحدة وحتى الآن، ولكننا وجدنا أنه لم يتبقَ من ذلك الرقم سوى عشرين أو ثلاثين معلمة فقط والبقية تم نقلهن لظروف اجتماعية، والآن وجدنا أنه لا حل سوى ان »يتم التعاقد مع معلمات من نفس المنطقة بحيث تستمر أربع سنوات دون أن يتم نقلها وإذا نقلت يلغى العقد معها.
{ مداخلة عبدالملك الفهيدي: هناك توجه لربط المساعدات من الضمان الاجتماعي بمسألة إبقاء الفتيات في التعليم أو على الأقل إلزام الأسر بإدخال بناتهن في التعليم..
- الوزير: هذه واحدة من القضايا التي نناقشها مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
{ مداخلة أحمد غيلان: فيما يتعلق بجانب الأنشطة المدرسية أما آن الأوان بأن يكون النشاط المدرسي جزءاً من اليوم الدراسي
- الوزير: أنا أوافقكم على التوجه، لكن السؤال هو لماذا لم يتم هذا من قبل.. وهذا الموضوع كان قائماً من قبل الوحدة وبالذات التربية الفنية والتربية الموسيقية، وبعد الوحدة جاءت حرب الخليج فغادر المعلمون العرب كلهم، فكان لابد من تغطية العجز والنقص في المواد الاساسية، ثانياً: القضية الفكرية حقيقة تسرب كثير من الأفكار غير الناضجة الى فلسفة العمل الميداني في التربية والتعليم إضافة الى عدم وجود الامكانات ولم ترصد وزارة التربية والتعليم في ميزانياتها متطلبات تلك الانشطة إضافة الى الأولوية مثلاً أيهما أفضل أن أوفر مدرس فيزياء أو مدرس تربية بدنية، واليوم بعد ان انتشرت المدارس بشكل أفضل وارتفعت نسبة الالتحاق وايضاً توفر المعلمون من مخرجات معهد التربية البدنية وكلية الفنون الجميلة، وقد أصدرنا القرارات الخاصة بالأنشطة، وكنا نعتزم أن نبدأ هذا العام بتطبيقه وبقوة، ولكن فوجئنا بجائحة انفلونزا الخنازير وما ترتب عليها من تأثيرات على العملية التعليمية للوقاية، حيث أُجلت العديد من الانشطة المدرسية الى الفصل الدراسي الثاني، فالقرار التربوي قرار مرتبط بالكثير من المتغيرات، ولكنه موجود، وقد وظفنا العام الماضي من أمانة العاصمة مجموعة من خريجي التربية البدنية، والآن سيتم توظيف مجموعة من خريجات معهد كلية التربية البدنية بجامعة صنعاء بحيث يعملن في المدارس، وهناك صالات رياضية موجودة في مدارس البنات والإمكانات حالياً متوافرة والوزارة الآن ستشتري أكثر من ثلاثة آلاف مكتبة للمدارس وبعض التمويلات متوافرة وبعضها في طور البحث.
{ مداخلة عبدالملك الفهيدي: حول موضوع الخلاف القائم بين وزارة التربية والتعليم والأوقاف على المدارس الدينية .. إلى أين وصلتم في هذا الموضوع؟ ثانياً الدوائر التربوية في الاحزاب السياسية دائماً تنتقدكم.. والسؤال هل قدمت لكم رؤى أو مقترحات لمعالجة الاختلالات القائمة؟
- الوزير: أولاً لم يدعنا أحد للنقاش الا أنتم في صحيفة »الميثاق«، ثانياً: لم يقدم لنا أحد أية فكرة أو رؤية، وقد طلبنا مرة من الاحزاب والتنظيمات السياسية أن تساهم معنا في برامج محو الأمية، وقلنا إن مجال التنمية الديمقراطية لا يمكن ان يتم في مجتمع نسبة الامية فيه 40٪ .. دائماً الديمقراطية تنضج عندما يكون عدد الأمية منخفضاً، لأن الاختيار يكون أكثر نضجاً وإدراكاً ويستطيع أيضاً الناخب أن يقرأ البرنامج الانتخابي لكل مرشح، لكن حتى الآن أتحدى أن يكون لدى أي حزب من الأحزاب مركزاً لمحو الأمية.. قد يعملون في رمضان عيادة من أجل كسب الناس وربما يكون برنامجاً خيرياً من هنا أو هناك.. لكن كبرامج تهدف الى تنمية الانسان فهذا ما تفتقر اليه الاحزاب وهي تتبارى على الناخبين لا من أجلهم.. حتى البرامج الانتخابية لو قرأتها ستجد أنها عبارة عن كلام عام ربما تكلموا عن قضايا اقتصادية وسياسية، لكن قضية الانسان وبنائه لم يتم التطرق اليها لأنها مجهدة وبحاجة الى مصداقية ما عدا البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس، الذي تضمن 14 نقطة عن التعليم تركزت على التربية والشباب وتناولت بعمق عدداً من المشاكل منها نوعية التعليم وجودته وحول حقوق الطفل وتعليم الفتاة بشكل واسع أفقي ورأسي.
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني فلا يوجد لدينا مدارس دينية داخل وزارة التربية والتعليم هناك مدارس لتحفيظ القرآن الكريم وهي مدارس يتعلم فيها الطالب القرآن الكريم ويعطى شهادة حافظ بعد ان كان من قبل يمنح شهادة ثانوية لأنه قد يحفظ القرآن الكريم طالب عمره عشر سنوات أو سبع سنوات أو حتى أمي وبالتالي لا يمكن أن أعطيه شهادة ثانوية عامة، وعندما يأخذ شهادة الثانوية العامة الى جانب شهادة حفظه للقرآن، فهنا يكون له الأولوية في كلية الشريعة والقانون وله الأولوية في التوظيف.
ومسألة الاشراف هي مسألة فنية بالإمكان أن تشرف عليها وزارة التربية والتعليم أو وزارة الاوقاف، ولا توجد أية اشكالية حول هذا الموضوع ولم يحدث أي تنازع في هذا الخصوص، كان هناك فكرة من الاخوة في وزارة الأوقاف هي أن يتم توحيد هذه المدارس في إطار معين ولم يتم البت فيه بشكل نهائي، لكن في الاخير الكل حريص على كتاب الله الكريم وحريص على تنمية وغرس حب القرآن وتفسيره والتفكر في معانيه وغرسه في نفوس ابنائنا باعتبارها رسالتنا جميعاً والاشكالية أن يكون هناك تعليم يتناقض مع الدستور والقانون، ومع مبادئ الثورة والجمهورية والوحدة ومع سماحة الاسلام ووسطيته واعتداله.
إنجازات كبيرة
{ مداخلة محمد أنعم: سؤال أخير.. هل لكم معالي الوزير أن تطلعونا عما أنجزته وزارة التربية والتعليم من البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية؟
- أنا ذكرت في البداية أن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية تناول التعليم والنشء والشباب في 14 نقطة على وجه الخصوص، أغلبها تركزت في قضيتين أساسيتين الأولى تعلقت بتوسيع التعليم وإتاحته لكل أفراد المجتمع والثانية في جودة التعليم وإدخال التكنولوجيا الحديثة فيه، وقد ذكرت في مجال التوسيع .. اننا ننجز في اليوم ثلاث مدارس ونصف وبالتالي قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال والتقارير التي نسلمها لمجلس الوزراء ويعمل بها دولة رئيس الوزراء تقريراً لمجلس النواب ويرفع بها أيضاً لفخامة الأخ الرئيس تبين حجم الإنجاز في هذا المجال وقد استطعنا أن نوصل المدارس الى كل مكان فيه حياة داخل البلاد في الجزر وفي الوديان والجبال وعندما تذهب في أي طريق وأي اتجاه ستلاحظ أن المدرسة اصبحت موجودة.. والمجالس المحلية الآن تقوم ببناء الكثير من المدارس وكذا الوزارة ومشروع تطوير التعليم الأساسي والصندوق الاجتماعي والاشغال العامة وكلها ضمن الخطة وضمن الخارطة المدرسية.
الشيء الآخر في الماضي كان بالإمكان أن تحصل المنطقة على مدارس من أكثر من جهة، أما الآن فلا يتم بناء أية مدرسة الا وفق الخارطة المدرسية وبعد موافقتها، وأما ما يخص جودة التعليم ، فنحن ندرب من المعلمين والمعلمات في العام الواحد ما يقرب من خمسين ألفاً .. صحيح بعض الدورات قصيرة المدى لكنها تؤدي الرسالة والهدف المطلوبين.. وأقول انه مع نهاية هذا العام 2010م سيكون لدى الوزارة (200) مكتب تربية وتعليم في المديريات منجزة، وهذا لا يعني استملاك المبنى، فالمبنى هو عبارة عن رمزية الاستقرار للتربية والتعليم، فبعد ان كان في السابق مدير المركز التعليمي لديه »زنبيل« بداخله الختم ويتنقل به من مكان لآخر، الآن أصبح لديه مكان يدرب فيه المعلمين ويعقد فيه لقاءات ويخزن فيه الكتب.. وهذا ايضاً من باب تنمية السلطة المحلية وأيضاً توسيع التعليم، لأن مكان الانطلاق مهم جداً.
وفي مجال القياس والتقييم فقد ذكرنا إنشاء المركز وقريباً سيصدر القرار به، وهو أحد القضايا التي تعرض لها البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس.. ايضاً مشروع تدريس اللغة الانجليزية من الصف الرابع، وقد بدأنا فيه تجريبياً في 47 مدرسة بأمانة العاصمة، وتعز وعدن، وهناك مدارس بدأت هذه التجربة من تلقاء نفسها.. وتم تطوير الكتاب المدرسي للصف الرابع والخامس والسادس والسابع، ونبحث الآن عن التمويل لتعميمه على مستوى الجمهورية بعد أن أنجزنا المرحلة التجريبية وهي الأهم أن يتم التأكد من نجاحه وفاعليته.
وفيما يتعلق بالمناهج، فهناك نظرة شاملة لإعادة بناء المناهج من جديد، ايضاً استراتيجية التعليم الثانوي تم إنجازها والآن في إطار التطبيق هذا العام وسيتم المراجعة لتطبيقها وإعادة النظر في التشريع وغيرها، كذلك من ضمن إنجازات التربية والتعليم المذكورة في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية إدخال الحاسوب في التعليم كمادة وقد دربنا حتى الآن أكثر من 2000 معلم ومعلمة على استخدام الحاسوب واستخدام الانترنت، وجميع المدارس الثانوية في أمانة العاصمة وعدن والمكلا وسيئون وبعض مدارس محافظة تعز تستخدم الحاسوب وفيها معامل حاسوب وأمانة العاصمة هي الرائدة في هذا المجال.. وبهذه المناسبة نشكر الاخوة في المجلس المحلي بأمانة العاصمة حيث تم شراء الفي جهاز حاسوب جديد وستوزع على مدارس الامانة، كما ربطنا مدارسنا مع مدارس صديقة في بريطانيا وفي الإمارات وفي أمريكا، وهناك نتائج إيجابية وحصلنا الآن على تمويلات لتعميم الحاسوب لمدارس ذمار والبيضاء والضالع والمناطق التي لم يبدأ فيها استخدام الحاسوب، وبدأنا بإنشاء بعض المدارس النموذجية في تلك المحافظات، ايضاً تهتم الوزارة بالكادر التربوي وبالمعلم ليس فقط اهتماماً بالمرتب ولكن من حيث التدريب والتأهيل، فقد دربنا جميع مديري المدارس الذين لم يحصل بعضهم على دورات تدريبية منذ أربع عشرة سنة، والآن بعضهم حصل منذ سبتمبر 2006م وحتى الآن على ثلاث دورات تدريبية وبعضهم على دورتين، كما أعدنا النظر في توزيع المعلمين والمعلمات في بعض المحافظات بحيث نعادل الاختلالات الموجودة، لأن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية تعرض ايضاً لضرورة محاربة الفساد والاختلالات القائمة في الهيكل الاداري للدولة ومنها وزارة التربية والتعليم، وخلال الشهر القادم سيتم إعلان الهيكلة الجديدة لها.. خاصة والوزارة لديها عدد من القطاعات التي لم تعد وظيفتها قائمة وهناك إدارات عامة لم يعد لها دور واضح.. كما يوجد في ديوان الوزارة 1500 موظف فيما لا تحتاج الوزارة في الهيكلة الجديدة أكثر من 400 موظف.. اذا فلدينا برنامج تحديث للوزارة وليس هيكلة فقط فيشمل التحديث برنامجاً تدريبياً للقيادات التربوية، وبرنامج تحديث الوزارة ليس فقط هيكلة للتخلص من الموظفين أو توظيف آخرين، فهناك هدف فلسفي لهذا التحديث يتماشى مع توجه الدولة نحو اللامركزية يتناغم مع قانون السلطة المحلية .. ويتماشى مع وظيفة الوزارة الجديدة المتمثلة في الرقابة والتفتيش .. التوجيه والتدريب.. المناهج ، الامتحانات وهذه هي القضايا والوظائف الاساسية لوزارة التربية والتعليم.
والآن نعمل على بناء نظام جديد للمعلومات يمتد من المدرسة حتى الوزارة بحيث ان المعلمة أول ما تكون موجودة في المدرسة تكون في نفس الوقت موجودة في الوزارة وفي مكتب التربية وعند الوكيل في القطاع المختص وهو برنامج متميز وضمن أولوياتنا تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية.
وقد قطعنا في برنامج التحديث تقريباً 80٪ وهيكلة الوزارة هي أحد عناوين التحديث.. ونحن نسير وفق البرنامج الانتخابي ووفق معايير صحيحة وربما تجاوزنا ما كان مخططاً له في بعض العناصر، وموضوع اللغة الانجليزية والحاسوب هو الذي لم ينجز بالشكل المطلوب نتيجة ارتباطه بقضايا تمويلية.{
|