المؤتمر نت - حزب مسيحي في سويسرا يرشح امرأة مسلمة شهدت دول أوروبا الغربية منذ أكثر من عقد ترشيح عدد محدود من المهاجرين المسلمين، غالبيتهم من الرجال، على القوائم الانتخابية لأحزاب ذات اتجاهات متنوعة، لكن «الحزب الديمقراطي المسيحي» بسويسرا ذهب أبعد من ذلك حين قرر ترشيح فتاة مسلمة محجبة ملتزمة بتعاليم دينها في إحدى مقاطعات إقليم تيسان (تشينو) خلال الانتخابات البلدية المقررة يوم 4-4-2004.
في وقت تشهد فيه أكثر من دولة أوروبية مجاورة لبلاد الألب بعض التوجهات المتحفظة إزاء ارتداء المسلمات للحجاب. ونقل موقع «إسلام اون لاين» على شبكة الانترنت عن نادية صديقي، ابنة العشرين عاما وذات الأصول الباكستانية، قولها ان قبولها عرض الحزب «المسيحي الديمقراطي» (يمين الوسط) للترشح تحت رايته في مقاطعة جيوبياسكو يعني بشكل رئيسي قبولها لقيم الحزب وسياساته التي تعطي الأولوية للفرد وللحفاظ على الكيان الأسري.
وهي ذات القيم التي يدعو إليها ديني الذي يحثني أيضا على الاهتمام بالآخرين وبالمجتمع الذي أحيا فيه، كما نقلت عنها صحيفة «لوتان» السويسرية، واصفة هذا الترشح بـ «الحدث السياسي والثقافي الفريد» في سويسرا.
وأثار الحدث اهتماما واسعا في الأوساط السياسية السويسرية التي اعتبرت هذه «المفارقة» دليلا على شيوع «أجواء التسامح الديني والسياسي والعرقي» في البلاد، وعلى «نجاح سياسة إدماج المهاجرين وليس فقط استيعابهم»، كما رأوا فيها تأكيدا على «وجود الإسلام في سويسرا» التي ظلت المسيحية ديانتها الوحيدة لعدة قرون.
وتقر نادية التي تعمل بحياكة الملابس كما تسعى للالتحاق بالجامعة لدراسة التجارة، أن ترشيحها «يمكن أن يزعج البعض»، غير أنها تبدي تفاؤلها بالفوز في معركتها الانتخابية المقبلة وتقول: «أريد أن يدرك الجميع في بلدي (سويسرا) أنه إذا كانت أصولي من بلد آخر وإذا كان ديني مختلفا وأرتدي الحجاب، فإنني مواطنة سويسرية تماما مثل باقي السويسريين، وبالتالي فإنني أسعى لخدمة الإقليم الذي أحيا فيه وأنتمي إليه».
|