المؤتمرنت - حزب الله يستعد للحرب المقبلة مع إسرائيل تنظر إسرائيل والدول الغربية إلى حزب الله اللبناني باعتباره أحد مكونات الردع الإيرانية ضد هجوم محتمل يستهدف المواقع النووية الإيرانية في حال فشل الجهود الدبلوماسية لحل الملف النووي الإيراني العالق منذ سنوات.
وفي هذا الموقف، وبناء على تصريحات إسرائيلية صدرت مؤخراً تتراوح بين توجيه ضربة للبنان وعدم وجود نية حول ذلك، ثم تصريحات إسرائيلية حول تهريب صواريخ سكود من سوريا إلى حزب الله، يقف مقاتلو الحزب في معاقلهم في جنوب لبنان ووادي البقاع، على التلال المقفرة وبين الأشجار، مستعدين لحرب محتملة يعتقدون أنها آتية لا محالة.
يقول علي، الطالب الجامعي والمقاتل في الحزب: "الحرب قادمة 100 في المائة.. لكننا لا نعرف متى.. ونحن لدينا خطة كبيرة لمواجهتها.. بإذن الله ستشهد نهاية إسرائيل."
ومثل بقية عناصر حزب الله، الذين التقتهم مجلة "التايم" لإعداد تقريرها حول "استعدادات حزب الله للحرب المقبلة"، طالب علي بعدم الكشف عن هويته لعدم التصريح له بالحديث للصحافة.
ورغم إصرار حزب الله، كما هو الحال مع إسرائيل، على أنه لا يرغب بخوض حرب جديدة، إلا أن الطرفين لا يخفيان استعداداتهما لذلك الاحتمال.
فمنذ نهاية الحرب الأخيرة بين الطرفين، في يوليو/تموز وأغسطس/آب عام 2006، أعاد حزب الله بناء خطوطه الدفاعية ومرابض إطلاق النار، كما يقول المقاتلون في وادي البقاع وعلى الجبال المقفرة والشاقة ومنحدراتها.
ومن بين مواقع الحزب، ثمة موقع للمراقبة بالقرب من بلدة جزين، ويتألف من مجموعة خنادق على السفوح الجبلية، بالإضافة إلى موقع لإطلاق النار وأكياس من البصل والبطاطا.
ويقول المواطنون إنهم غالباً ما يسمعون أصوات انفجارات وإطلاق نار في الليل يتردد صداها في المنطقة بينما يتدرب عناصر الحزب في البقاع.
وتهدد إسرائيل بأنها ستستخدم في الحرب المقبلة قوة نارية تفوق تلك التي استخدمت في الحرب الأخيرة بينهما، وأنها ستتعامل مع لبنان باعتباره دولة معادية وليس مجرد مليشيات شيعية، وهو احتمال يخيف كثيراً من اللبنانيين، إلا أن هذا الأمر لا يخيف مقاتلي الحزب.
فقد قال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم: " تخشى إسرائيل فكرة الحرب وتعيش في حالة من الإرباك بشأن أي عدوان يمكن أن تخوضه ضد لبنان وأنه سيكون مضمون الخسائر،" مشيراً إلى أنه لا يعتقد بأن هناك شبح حرب جديدة مع إسرائيل.
ربما لن تقع حرب جديدة، ولكن مشهد مقاتلي الحزب يشير إلى أنهم ليسوا مستعدين للحرب فحسب، بل ويتمنون وقوعها فعلاً.
وبمراجعة وقائع الحرب مع إسرائيل، يسعى حزب الله إلى تطوير قدراته باستخدام تكتيكات جديدة والحصول على أسلحة جديدة أيضاً، ويركز على وجه الخصوص على تطوير أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة التفوق الإسرائيلي الجوي.
وتشير تقارير العام الماضي إلى أن حزب الله حصل على صواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف وأن بعض مقاتلي الحزب تدربوا في سوريا على أنظمة صاروخية تنصب على الشاحنات.
وتقول مصادر استخباراتية إسرائيلية وأمريكية إن حصل على صواريخ أكبر وأبعد مدى مع قدرات توجيه، ويعتقد كثير من المحللين أنه في حال وقوع حرب جديدة فإن خطط حزب الله ستشمل توجيه ضربة إلى مدينة تل أبيب.
ورغم شكوك الخبراء حول تصريحات إسرائيلية بشأن تزويد سوريا للحزب بصواريخ سكود، بالنظر إلى حجمها وطبيعتها، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن الحزب حصل على صواريخ سورية موجهة من طراز "أم 600"، وهو نسخة من صاروخ إيراني يمكنه حمل رأس متفجرة زنتها 500 كيلوغرام ويصل مداه إلى 250 كيلومترا، ويمسح نظامه التوجيهي لحزب الله باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بواسطة صاروخ مخبئ في شمالي وادي البقاع.
بالإضافة إلى ذلك يتزود مقاتلو الحزب بقاذفات الآ بي جي المضادة للدبابات، ويشهد المقاتلون بأنها قديمة الطراز إلا أنها فعالة في حرب العصابات.
وقد تتضمن خطط الحزب القتالية كذلك الحصول على أنظمة دفاعية حديثة بإطلاق قنابل اعتراضية مضادة لقذائف الدبابات، بالإضافة إلى شن هجمات مباغته وغارات مفاجئة داخل الأراضي الإسرائيلية، وهو ما لم تعتده العقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي دأبت على شن حروبها في أراضي الآخرين.
يقول علي: "بإذن الله سنتوجه إلى فلسطين في المرة المقبلة."
سي ان ان
|