فيصل الشبيبي -
ماذا تُريدونَ من اليمن؟؟
كثُرَ اللاعبون بالنار ، المُستغلون لمنُاخِ الحريةِ المتاح ، ووصلت بهم حماقاتُهم وحقدهُمُ الدفينُ وغباؤهم أحياناً ليمسوا أغلى وأقدس إنجازاته في التاريخ المعاصر بنفثِ سمومهم ، بل لقد تجاوزوا كل الحدود عندما ينهشون في جسده الذي ما إن يتعافى من جرح حتى تُصوَّب إليه السهامُ من أبناءهِ قبل أعداءهِ ، فما الذي يريدونه من اليمن ؟؟
هم يعرفون تماماً أن الوحدةَ محميةٌ بأبنائِها الأوفياء من المهرة إلى صعدة ومن عدن إلى الحديدة وحضرموت وصنعاء والضالع ومارب والجوف وشبوة وتعز ولحج وجميع المحافظات ،، ويعرفون أيضا أن أبناءَ المحافظاتِ الجنوبية والشرقية كانوا في طليعة المدافعين عن الوحدة أيام المحاولة البائسة للانفصال عام 94م وسيظلون ،، إلا أنهم ببذاءاتهم ووقاحتهم يريدون الزجَّ بالبلاد في أتون الصراعات والخلافات لإعاقة مسيرتها التنموية ، وشغلَ الشعبِ اليمني بنفسه بدلاً من أن يتفرغ لبناء بلده ، من خلالِ نشرِ الفوضى الهدّامة وزرعِ الأحقادِ البغيضةِ والتفرقةِ المقيتةِ التي لا وجودَ لها سوى في عقولهم المريضة وثقافتهم المهترئة .
دعواتٌ وقحةٌ ومشبوهةٌ وقعَ فيها هؤلاء ، وللأسف الشديد أن معهم بعضَ القياداتِ الحزبية ـ خاصةً من يُنادون لوحدةِ الأمةِ الإسلامية ويتخلّون بطريقةٍ أو بأخرى عن وحدةِ بلدِهم ـ عندما يسكتون عما يجري من رفعٍ للإعلام التشطيرية واستهدافِ الجنودِ البواسل وحرقِ محلات المواطنين ، ويُطالبون النظامَ بالاعتراف بما يسمونها القضية الجنوبية التي يختزلونها في قضايا نهبِ الأراضي أو إحلال موظف بدلاً عن موظف آخر ، وكأن هذه المشاكل لا تحصل إلا في جنوب الوطن فقط ..
لستُ هنا بصددِ الدفاع عن الفسادِ والمفسدين ، فأنا أدعو القيادةَ إلى محاكمتهم واستئصال شأفتهم أينما وجدوا لأنهم أصلُ البلاء سواءٌ في مثل هذه الظروف أو غيرها ،، لكن دهشتي تكمنُ في هذا التجييرِ الخبيثِ والتعاملِ المزدوج كمحكمة أوكامبو عندما تطالب بمحاكمة الرئيس البشير بسبب أزمة دارفور وتتناسى بل وتتعمد تجاهلَ جلاوزةِ الإجرام الذين ارتكبوا مذابحَ وجرائمَ يندى لها الجبين في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان والصومال وهلم جرا ..
ولكل هؤلاءِ الحمقى نقول هل سألوا أنفسَهم يوماً عن جرائم اغتصابِ الأراضي في جميع المحافظات أم إن الأمرَ مقتصرٌ على المحافظات الجنوبية فقط ؟؟ ولماذا لا يكشفون الفسادَ والمفسدين ومن يقفُ وراءَهم ويطالبون النظام بجميع الوسائل المتاحة لإقصائهم ومحاكمتهم ؟؟ أم إن الوحدةَ ملكٌ للرئيس علي عبد الله صالح دون غيره؟؟
إذا كنتم بأقوالكم وأفعالِكم تطعنون الوحدةَ بخناجِركم المسمومة ، فما الذي تبقّى من ثوابتَ ستُدافعون عنها؟؟ وإذا كنتم تُريدون ليَّ ذراعِ النظام بهذه الطريقة ،،فهل الخصومةُ السياسيةُ ومكائِدُها تصل بكم إلى الفجور والتضحية بالوحدةِ والوطن ؟؟
أجزمُ أن هؤلاء الذين يلعبون على وترِ إيذاءِ النظام من خلالِ المساسِ بالوحدةِ المباركةِ قد أصبحوا خطراً تتحملُ الدولةُ المسؤوليةَ الكاملةَ أمامَ حماقاتهِم ، وجرائمهم التي يعاقب عليها القانون ،، فهؤلاء وغيرُهم من المتشدقين بالشعارات الجوفاء لا يهمُهم تمزيقُ النسيج الاجتماعي للبلد ولا يهمُهم وحدةُ اليمن ولا أمنُه واستقرارهُ بقدرِ ما يهمهم حمايةُ شعاراتِهم الكاذبة والتمترس وراءها لتمرير مخططاتهم الفاشلة ..
ختاما ..أوجه رسالتي إليكم أيها المخدوعون بثقافةِ الماكدونالز والهمبرجر ، وأتمنى عليكم أن تتأثروا بأساتذتكم ومُثُلِكم العُليا في الحرية والديمقراطية ، وتأخذوا عنهم كلَّ شيء ، لأنكم لو عملتم ذلك فسيكون من ضمن ما تكتسبونه حبُ الوطن والولاءُ له ، ولن تنفثوا سمومكم تجاهه عكس ما تفعلونه الآن ، وإنه بذلك سيسلمُ من شروركِم التي وصلت أقصاها وأصبحت تهدّدُ السلمَ الاجتماعي ، خاصةً وأن هذهِ الأفعالَ المشينةَ تُقدِّمُ الوطنَ فريسةً سهلةً لكلِ طامع..
[email protected]