احمد قاسم العمري -
المشترك والحوثي.. أيهما سيجر الآخر إلى مربعه ؟
لربما زعم البعض أنه يحسب للمشترك تحالفهم مع الحوثيين، باعتباره مدخلاً لجرّ جماعة الحوثي إلى العمل السلمي والمعارضة السياسية. والواقع أن هذا القول ينطوي على مغالطات جمة يكفي أقلها لتبيين بطلانه، وأنه لا يمكن أن يصمد أمام النقد والقراءة والتحليل.
وصحيح أن تحول الحوثيين إلى حزب سياسي، أو أي مسمى يعتمد العمل السلمي والفاعلية السياسية والمدنية، أمر محبذ ومقبول، بل وهو ما تطالب به الدولة هذه الجماعة وتريده منها، ولطالما أعلنت القيادة السياسية عن دعوتها للحوثيين التخلي عن العنف واستبداله بالنهج السلمي، الأمر الذي يؤكد أن أية بادرة لتحول جماعة الحوثي صوب العمل السلمي الممنهج ستحظى بالقبول لدى الدولة وستكون موطن ترحيب منها، فلماذا لم يصدق مثل هذا على تحالف المشترك مع الحوثيين؟
لنقل ابتداءً إن التحالف من حيث المبدأ يفترض أن يكون في الاتجاه الصحيح، غير أن السؤال في حق المشترك وحلفائه الجدد هو أيهما سيجر الآخر إلى مربعه؟ أحزاب اللقاء أم جماعة الحوثي؟ ثم إذا تبين لنا أن مربع المشترك يفترض به أن يكون على شاكلة المعارضة السياسية السلمية فإن مدار اشتغال الحوثيين في حالتي الحرب والسلم على حدٍ سواء لا يعدو مربع التمترس خلف زناد البندقية والاستنجاد بالعنف ووسائل الطغيان والجبروت، فماذا يحسب لأي الفريقين بالتحالف مع الآخر على هذا الأساس؟ هل يحسب للمشترك أنه أضاف إلى رصيده في إثارة الفتنة امتلاك آلياتها، أم يحسب للحوثيين أنهم وجدوا من يشرعن لبقائهم على شاكلة جماعة مسلحة بينها وبين الاعتراف بالدستور والقانون بعد المشرقين؟!
هكذا إذاً يتبين للمتابع أن تحالف المشترك مع الحوثيين ليس فضيلة بقدر ما هو مأخذ آخر يضاف إلى سجل ما يؤخذ على أحزاب اللقاء من اشتغالات أقل ما يمكن وصفها بالميل عن طريق المعارضة العاقلة والرشيدة، والتنكر للنهج السياسي السلمي.. وقريباً ستؤكد الأحداث أن الولوج في دهاليز العنف وإعلاء شأن الاستنجاد بالسلاح خارج القانون ستصبح سمة مشتركية بامتياز، كون القرين إلى المقارن ينسب، أو بالمثل الشعبي الدارج" من جالس جانس"، وإذا أردنا الاستزاده فهناك أقوال مأثورة تصدق في حق هؤلاء ابتداء من " وافق شن طبقة" مروراً بـ "الطيور على أشكالها تقع".. إلى ما هنالك !!
*نقلا عن صحيفة اخبار عدن