الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:43 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الأربعاء, 19-مايو-2010
المؤتمر نت -    عبد المنعم الشيباني -
عارف أحمد الأهدل ..شاعر اللغتين
ربما أزعم كناقد أدبي اذا جاز التعبير أنني أول من قدم بجدية نقدية الشاعر الشاب عارف أحمد الأهدل،على صفحات موقع مأرب برس قبل عامين،وتنطلق فكرتي التعريفية الأدبية لـ للأهدل من عمق قراءة للنص وأعني بهذا ظهور أعراض توليدية شاعرية حقيقية لدى الأهدل وفي مستوىً "شبه متفاوت" باللغتين الإنجليزية والعربية...ثم أنني في هذه المقالة لا أقدم قراءة نقدية للنصوص الأهدلية،بل لم أزل في المرحلة التعريفية بالشاعر الشاب عارف الأهدل..
وبإيجاز شديد أقول أن الأهدل شاعر الإنجليزية باقتدار...،لو أخذتَ أي نص من نصوص الشعر الإنجليزي الكلاسيكي أو الحديث ثم قرأته،وقرأتَ نصاً إنجليزياً للأهدل هل ثمة فرق؟أقصد أن الشاعرية الإنجليزية للبريطانيين والأمريكان هي كامنةٌ كفطرة وكموهبة توليدية وابتكارية للغة ونحت مفرداتها لدى شاعرنا الأهدلي بمؤهلات اللغة نحتاً وتصويراً وتوظيفاً وابتكاراً واثقاً من قدرة النحت والتوليد والتصوير والسيطرة على المفردة والثقة في القدرة على تشكيلها في أكثر من وجهة تصويرية،مواكباً لشروط النغم والإيقاع والأسلوبية-شروط كتابة أي قصيدة إنجليزية،بريطانية كانت أم أمريكية،تؤهله موهبة فطرية ومكتسبة...،أقول هذا بشروط نقدية ومنهجية،وأقوله بشروط قراءة كنوز الشعر الإنجليزي وروائعه،ولستُ أنا شاعراً بالإنجليزية ولا ناقداً للشعر الإنجليزي...،أقوله فقط كـ تلميذ أدب إنجليزي دارسٍ لقواعد كتابة القصيدة الإنجليزية ومكامن شروط التأثير والإجادة فيها..
ربما يخيل الي أن عارف الأهدل أشعر في الإنجليزية منه في العربية،وكأن الإنجليزية تطاوعه في قوة التصوير والتأثير والإجادة أكثر من لغته الأم،غير أنه شاعر العربية باقتدار وثقة لا تقل عن ثقته بالقدرة التوليدية إنجليزياً..ومما أهله شاعراً للعربية بإجادة أنه يتكئ على أرضية لغويةٍ واثقة، مُجيداً لسر أبجدية الحرف الشعري،وميزته السائده كشاعرٍ للعربية تكمن في سر بسيط وهو "بساطة الإستعمال اللغوي وعفوية الإنسياب بلغة مفهومة تشير الى الوضوح " وهذه صفةٌ ظاهرةٌ في كل قصائده تقريباً...،وأعني بهذا أن التجربة الشاعرية للأهدل تجربة انفعال تلقائي غير معقد ..وهنا أود أنْ أقف على أمرين اثنين، الأول "المباشرة" في أشعار الأهدل(القسم العربي)،والثانية " البراءة" فأشعاره تندرج تحت " أشعار البراءة" وهو المذهب الفني الذي درج عليه شعراء الرومانسية الإنجليز كـ وليم بليك والعرب كـ أبي القاسم الشابي وجبران خليل جبران وبشارة الخوري (الأخطل الصغير)،أي أشعار كتبتْ لتغني للكون والإنسان والجمال بروح انسانية لطيفة وسهلة...أما خاصية المباشرة والوضوح الزائد فيرى النقاد أنها عيبٌ في القصيدة العربية وأن الشاعر مولدٌ للصور المجنحة ومحلقٌ في فضاءات الرمز والبديع ليقول شيئاً لا يصل الى قوله الشخص العادي،وهذا صحيحٌ باتفاق،ولكن ليست المباشرة دائماً عيباً في القصيدة العربية،فهذا نزار قباني مجدد القصيدة العربية الى جوار البردوني،تغلب المباشرة على شعره ولم تخلْ في جمالية إبداعه،فالمباشرة-أرى أنْ تقدر بقدرها-والأصل التحليق والإتيان بما ليس مألوف وبـ " السهل الممتنع"-خاصية أشعار نزار..وأما الأمر الثاني،فأشعار الأهدل يمكن بكل تلقائية أن نسميها ( أشعار البراءة)،فهي رقيقة وسهلة وتغني للوطن والأسرة والحب والشخصيات الريادية والأعلام الإجتماعية والرموز العليا والحياة،فهي من (أغاني الحياة)، ولهذا هي بسيطة التصوير، مباشرة في التعبير، تطبع روح شاعرية بسيطة وسهلة وغير معقدة..
هذه المداخلة النقدية هي تعريفية ركزت على شكل ومحتوى القصيدة الأهدلية،أوجزناها بخاصيتين اثنتين،هما (المباشرة في التعبير من نوع أغاني الحياة) ...وختاماً،لستُ هنا لأزيد في القول أن الأهدل متمكن من كتابة القصيدة العربية، ولكن أريد أن أقول أن ما قرأناه حتى الآن من أشعار الأهدل (النسخة العربية)ليست هي النهاية في التصوير ولا الخلاصة النهائية لأغاني البراءة بأجمل ثوب،فلم يزل لديه أجمل مما كتب شكلاً وأسلوبية..
** شاعر وناقد أدبي
[email protected]




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر