المؤتمر نت - نيوزويك -
الشيخ محمد حسين فضل الله : أمريكا لم تكن جمعية خيرية وفي حالة الحرب كل الأسلحة مبررة
الشيخ محمد حسين فضل الله هو كبير الزعماء الدينيين لشيعة لبنان البالغ عددهم مليوني نسمة، والزعيم الروحي لحزب الله. وقد أصبح حزب الله، الذي لا تزال الولايات المتحدة تصنفه كمنظمة إرهابية، في الآونة الأخيرة الاتجاه السائد وهو يقدم مرشحين في الانتخابات الوطنية ويرعى برامج اجتماعية للفقراء، وتحدث رئيس مكتب نيوزويك في بغداد "رود نوردلاند" مع رجل الدين في منزله المحروس حراسه جيدة في ضواحي بيروت. وهذا مقتطفات من اللقاء:
نورد لاند: هل غير تحرير شيعة العراق وجهة نظركم في أمريكا؟
فضل الله: أمريكا مسؤولة عن جزء كبير مما فعله صدام، بما في ذلك حصوله على أسلحة دمار شامل. لقد شجعته في الحرب ضد إيران وبعدها الكويت، وذلك من أجل أن تضفي الشرعية على وجودها العسكري في الخليج. لقد كان صدام وحشاً، ولكن أمريكا دعمت ذلك الوحش كما فعلت مع كثيرين آخرين في العالم.
ومع ذلك فإن صدام أصدر حكماً بالموت ضدك. ألا تدين ببعض الشكر؟
أبداً: كانت أمريكا تسعى وراء مصالحها. لم تكن منظمة خيرية. حسناً. لقد طردت موظفيه، صدام. من وجهة النظر هذه. فإن العراق في وضع أفضل. ومن جهة أخرى. فإن العراق لا يشعر بأنه أفضل أو أكثر أمناً.
مع ذلك يتعين عليك أن تشعر بالسرور وأنت ترى إخوانك الشيعة في العراق أحرار من الاضطهاد؟
نريد أن نحفظ البلاد لكل العراقيين: الأكراد والسنة أو لأي كان. ونريد للشيعة في العراق والمنطقة وفي كل مكان آخر أن يحصلوا على حقوقهم كمواطنين على قدم المساواة. ولكن الشيعة لا يتطلعون إلى السيطرة على الأمور.
إنهم يريدون اضطهاد الآخرين كما اضطهدوا في الماضي.
إنك تبدو ضد الأمريكيين إلى حد ما؟
إن شعوب الشرق الأوسط اعتادت أن تنظر إلى الولايات المتحدة كرمز للحرية. وكانت أوروبا هي المستعمرة، وكانت أمريكا ضد الاستعمار. ويجب على الأمريكيين الآن أن يسألوا أنفسهم. لماذ أصبحت شعوب العالم. بما في ذلك الشرق الأوسط تكرهها. لكننا لا نقبل العدوان ضد الشعب الأمريكي، ولذلك كنت أو لشخصية إسلامية تدين أحداث 11 سبتمبر.
ما شعورك إزاء التفجيرات الانتحارية في الأراضي المحتلة؟
في حالة الحرب كل الأسلحة مبررة. أنظر إلى "هيروشيما، وناغازاكي" القنابل الذرية قتلت (200.000) مدني وهذا لم يكن خطأ، لقد أنهت الحرب.
وهكذا فإن الهجمات على المدنيين في العراق "مشروعة"؟
كل العمليات ضد المدنيين والوكالات الإنسانية غير مشروعة ومدانة في العراق. ولكن فلسطين شيء مختلف. إنها في حالة حرب. وهذه الهجمات تستهدف جعل شارون يفهم أنه إذا لم يكن هناك أمن للفلسطينيين في أرضهم الخاصة بهم، فإنه لن يكون هناك أمن للإسرائيليين في أرضهم.
من المؤكد أنك لا تستطيع الاعتقاد أنه لا توجد حالة حرب في العراق أيضاً؟
حيث يوجد احتلال توجد حالة حرب. لكن المعارضة يجب أن تكون بأسلوب سلمي. إن التفجيرات الانتحارية غير مشروعة. والهجمات على موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمدنيين غير مشروعة. ويجب على الرئيس بوش أن ينظر إلى تمثال الحرية ويتذكر أن جميع الشعوب تعارض الاحتلال. دعوهم يعززوا وجود الأمم المتحدة في العراق، والإشراف على انتخابات، وكل شيء سيكون على ما يرام. استبدلوا بهذه القوة الأمريكية قوة تعمل لمصلحة الأمم المتحدة.
على من تلقي اللوم عن تفجيرات عاشوراء في كربلاء وبغداد؟
بعض المحللين في العالم الإسلامي يعتقدون أن وكالة الاستخبارات المركزية والموساد وراء هذه الهجمات، وذلك من أجل إلقاء اللوم على أعدائهما مثل تنظيم القاعدة وإطالة أمد الاحتلال الأمريكي للعراق. وهذه الخطط الخفية، في أكثر من جانب، موجهة على ما يبدو من أجل إثارة حرب أهلية.
وحتى مساجد السنة هوجمت وبيان وزير الدفاع الأمريكي "دونالد رامسفيلد" بأنه لا يمكن حماية العراق من مثل هذه الهجمات يعتبر بياناً غير مسؤول. وبعد 11 سبتمبر قامت الإدارة بجهد كبير لحماية الأمريكيين وما من شيء خطأ قد حدث منذ ذلك الحين. فلماذا لا تفعل الشيء نفسه في العراق؟
دعا آية الله السيستاني وغيره من زعماء الشيعة إلى الهدوء في أعقاب عمليات القتل. هل يصمد ذلك؟
لقد دعونا العراقيين إلى رفض الطائفية، التي يمكن أن تدمر الجيد والسيئ معا وتطيل أمد الاحتلال الأمريكي تحت ذريعة حفظ الأمن. إننا نعتقد أن حكماء العراق لديهم العقول الكافية والإرادة لإحباط هذه الخطط.
والآن وقد أصبح هناك دستور مؤقت: هل تعتقد أن الأمريكيين سيوفون بوعدهم وينقلون السلطة إلى العراقيين في 1 يوليو؟
لدينا تحفظ. فأي دستور يمكن فقط أن يستمد الشرعية من موافقة الشعب من خلال مجلس دستوري منتخب، وهذا لم يحدث. إن السيادة التي يعد بها الأمريكيون لن تكون كاملة. لأن قوات الاحتلال ستبقى كقوة مهيمنة في العراق سياسياً واقتصادياً وأمنياً، إنها ستبدو مثل السيادة من الخارج، ولكنها ليست من الداخل.
المصدر / مجلة نيوزويك