الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:35 ص
ابحث ابحث عن:
علوم وتقنية
السبت, 27-مارس-2004
المؤتمر نت - قارىء بطاقات الذاكرة المحمول من المؤتمر نت - الحياة -
معرض "سي بت 2004" للاتصالات: يد الناس ترسم التكنولوجيا
قارىء بطاقات الذاكرة المحمول من ''توشيبا''.
ما الجديد في معرض "سي بت للاتصالات -2004" الذي اختتم اعماله امس الاربعاء في مدينة هانوفر في المانيا؟ ماذا بعد ان ملئت اروقته بعروض 6411 شركة للتكنولوجيا العالية "هاي تيك", وزاره ما يزيد على نصف مليون شخص؟ في معرض الاجابة عن هذا السؤال, يمكن الحديث طويلاً عن الاجهزة المتطورة التي عرضتها شركات الاتصالات والكومبيوتر, كما يمكن الحديث عن شركات المعرض وصفقاتها واستراتيجياتها وابحاثها ومختبراتها وغيرها. هل يصلح ذلك كله مدخلاً للحديث عن المعرض الذي يعتبر الأهم عالمياً في مجال الاتصالات المتطورة؟ الارجح ان تلك الاحاديث لا تصل الى المطلوب. ففي كل سنة, تحضر الى "سي بت", الشركات وأجهزتها المثيرة. وفي كل سنة تعد التكنولوجيا الناس بأشياء جديدة تشبه الاحلام, مثل ان تصبح الاتصالات اكثر سهولة, وآلاتها اكثر ذكاء وان تنقل العالم الى يد كل مستخدم, وان تأخذ بكل فرد الى كل انحاء الارض بكبسة زر, وان يهمس باسم من يريد الاتصال به فتتولى الادوات الذكية البحث عنه والعثور عليه, ولو كان (او كانت) في اقصى المعمورة وما الى ذلك. انها احلام التكنولوجيا تتحول ادوات تخلب لب الجمهور وتأسر مخيلته. التكنولوجيا اولاً: تلك ترسيمة قوية لم تغب ابداً عن معارض "سي بت", منذ انطلاقتها في العام 1984, وحتى المعرض الراهن الذي رفع شعار "احْصَلْ على روح الغد".


بين SMS وUTMS


نموذج مكبر عن عدسة مزدوجة للأفلام والفيديو من صنع ''سامسونغ''
درجت العادة على القول ان التكنولوجيا تقود البشر وحياتهم, خصوصاً في الازمنة المعاصرة. وفي المقابل, اثبت "سي بت للاتصالات -2004" مجدداً ان يد الناس هي التي ترسم التكنولوجيا وتُحَدِّد اتجاهاتها, وليس العكس! ولعل المرة الاولى التي برزت فيها هذه الحقيقة, كانت في العام 2000, حينما طرحت شركات التكنولوجيا في "سي بت" تكنولوجيا "واب" WAP اختصاراً لعبارة Wireless Internet Protocol. وبدا المصطلح وكأنه كلمة السر التي لن يمر احد الى المستقبل من دون استخدامها. ويتيح "واب" لمستخدمي الهواتف دخول الانترنت واستخدامها من اي مكان. بدا الامر سحراً خالصاً. "لا تقل ويب, قل واب": راجت تلك العبارة في "سي بت" حينها, كدليل الى تبني شركات تكنولوجيا الاتصالات بقوة للتقنية "واب". سرعان ما تبدد الحلم. لم يُقبل الجمهور على "واب", فتلاشت الصورة الساحرة عنه بسرعة. تكرر الامر نفسه في العام 2001, مع "ثري جي" 3G, اي خلويات الجيل الثالث المتطور, والتي تستلزم شبكات متطورة بامكانها ان تضع الانترنت داخل كل جهاز خلوي في العالم. القت شركات الاتصالات والكومبيوتر بثقلها خلف تقنيات الجيل الثالث. لكن حبل الوهم كان قصيراً. فحتى قبل ضربات الارهاب في ايلول, لم تجد رخص شبكات الجيل الثالث من يشتريها جرجر الفشل نفسه طيلة العامين التاليين. لم تنجح التكنولوجيا الاكثر تطوراً في الاتصالات, باقناع الجمهور باهميتها. من اين جاء الفشل؟ ربما يطول النقاش في هذا الامر. وَفَّرت التكنولوجيا كل شيء, لكن احداً لم يلق بالاً بما انجزته يد التكنولوجيا وشركاتها.


الشاشات التي تحمل الترفيه الى الجمهور كانت موضع اهتمام الشركات في المعرض.
على عكس تلك الصورة تماماً, تمثل رسائل الخلوي النصية القصيرة SMS الاتجاه الآخر. فمن الناحية التقنية المحضة, لا تمثل تلك الرسائل "كشفاً" مهماً. وطرحتها شركات الخلوي كجزء رتيب من خدماتها. لكن الناس تبنتها بقوة. اقبل مئات ملايين البشر, وخصوصاً الشباب, على استخدام تلك الرسائل, على نحو لم يتوقعه خبراء التقنيات. حتى ان تلك الرسائل صنعت لها "لغة" خاصة بها. خلقت الرسائل نوعاً لم يكن متوقعاً من الاتصالات, وسرعان ما تنبهت الشركات اليه, وتسابقت في صنع ما يناسبه من خدمات, بل وعملت على تطويره بموجب ما يلاقي اهواء الناس. انها يد الناس وقد تدخلت في مسار التكنولوجيا لتحدد الوجهة التي يتوجب على التطور التقني ان يلتقطها ويعمل بوحيها.

على هذه الايقاعات رقص معرض "سي بت". ولفت نظر الاعلام العالمي ان الشركات لم تهتم بعرض الاكثر تقدماً من الوجهة التكنولوجية المحضة. ويختزل الوضع تصريح ممثل شركة "سيمنز" الى وكالات الانباء بان الناس تشتري الحلول وليس التكنولوجيا المجردة. ووصل مراسلو وكالة "اسوشيتد برس" و"هيئة الاذاعة البريطانية" (بي بي سي) والمجلة الالكترونية المتخصصة "وايرد نيوز" الى الخلاصة ذاتها, وهي ان الشركات اهتمت بعرض اجهزة وأدوات تستجيب لحاجة الجمهور في الترفيه والمتعة, وانها ركزت على الادوات التي قد يستعملها الناس, باكثر مما اهتمت بعرض التكنولوجيا الاكثر تطوراً. صحيح ان شركة "سايباك" عرضت كومبيوتراً بلوحة مفاتيح من ورق, كما عرضت شركة "فيليبس" عدسة تعمل مثل عين الانسان, وقدمت "سيمنز" خوذة رأس تقدم شاشتها افلاماً مثل شاشات قاعات السينما, ويمكن استخدامها في عرض البيانات والرسوم الهندسية الافتراضية وما الى ذلك.

لكن معظم الشركات ركزت على ما يمكن للجمهور ان يقبله ويشتريه ويستخدمه, بحسب ما صرح به حرفياً ممثل شركة "سوني اريكسون".

في اي سياق يجيء الروبوت "كيريو", لشركة "سوني", الذي استقبل المستشار الالماني غيرهارد شرودر بالحديث والرقص والغناء؟




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر