بقلم-عبدالواحد محمد عبدالله الهدادي. - "باجمال والصحفيين" ماذا فعل رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال بعد ان وعد نقيب الصحفيين زملائه بتحقيق بعض الوعود؟ هو دفع بتوجيهاته لوسائل النقل البري والجوي لتخفيض الرسوم للصحفيين اسوة بباقي الدول.
باجمال حاول ان يخفف بعض الشئ من الضغوط على الصحفيين، وعلى الحكومة، وبادر الى اطلاق مبادرة ننتظرها منذ زمن.
غير ان الفقر والحاجة يظلان احقر مافي الوجود، فهما في خانة استراتيجية شاملة لمكافحتهما بعد اشتدادهما بصورة مزعجة في البلاد. ولا أتصور ان باجمال لايرى مقدار معاناة الصحافيين والصحافة، فهو خطيب مفوه يدفع بتصريحاته ان تعشق حديثه السلس المتناغم والمسبوك بعنايه، ولم يفعل ذلك تخديراً للمشاعر بل لقدرته كمثقف على مخاطبة الجماهير بهدؤ، وفي الوقت ذاته يلمس جوانب الوجع لدى الشريحة الكاملة من الصحافيين لانه واحداً منهم، وهذا برنامج "المجلة الاقتصادية" الذي قدم من تلفزيون عدن في الثمانينات من اعداده، وكان يتقاضى شهريا على اربع حلقات (فلس 6,250 دينار) .
لا أدري إذا كان وجد بين الصحافيين من حاول لفت النظر الى واقع مختلف بين زملائه، فما قرأت كان من خطابات الصحفيين، وهم جميعهم في الهم شرق. وربما كان الامر انه لا يوجد حل. فقد اشتدت الظروف الاقتصادية الصعبة في حين يكثر الحديث عن قرب "جرعات"، وهذا أمر يزيد الطين بله.
اليوم عندي في كل وادي حجر، الا انه وادي واحد هو وادي الحكومة "ودواشنتها" كما يحلو للبعض تمييز بعض الصحفيين. وهؤلاء يشتغلون مع السلطة ويمدحونها، فباتوا في نظر البعض اغنياء، مكرمين فيما اخرون يرونهم "دواشنة" تطبل للحكومة. وهم ،في واقع الامر، "مساكين". وهم كذلك لان الحكومة ترى الاعلام الرسمي بانه "ممل وغير جذاب".
في "المؤتمر نت" التي اقرأها بانتظام كنت اتجاوز مايكيل المديح للحكومة حتى وقعت على خبر فيه يوعد رئيس الوزراء على أنه سيوجّه الجهات التي تقدم خدمات النقل الجوي والبري بتقديم امتيازات للصحافيين أسوة بما يحظى به نظائرها في بقية دول العالم ، وكذا بالنسبة لخدمات الاتصالات وتسهيلاتها الفنية والمادية . هل لاحظ القارئ شيئاً في هذا الكلام؟ اذا لم يلاحظ فسأجعل الامر أسهل نسبياً واقراء له من اجتماع رئيس الوزراء بالقيادة الجديدة لنقابة الصحافيين ، قبل أسبوع، فقد جاء فيها: " التأكيد على أهمية وجود إطار نظامي وقانوني يحمي الصحافي وحقوقه المعنوية والمادية ، و أن الصحافة اليمنية سجلت خطوات نوعية في تعاملها مع قضايا المهنة .
لا أريد أن ادخل مع القارئ في "لغز" في غير ميعاده، فأقول ان حديث رئيس الوزراء الأول والثاني تطرق لامر جديد على الحكومة ولم تفعله من قبل، وهو التوجيه لدعم الصحافيين في تنقلاتهم واتصالاتهم، وهو ان كان جديدا في اليمن ، فليس غريبا على معظم شعوب العالم.
لا أقول غير مرحبا وبداية الغيث قطرة.
|