المؤتمرنت / - انتقادات اللورد كيري للثقافة الا سلامية تثير اهتماما واسعاً اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت بعدد من الموضوعات المتنوعة ذات الصلة بالقضايا العربية والإسلامية، وشملت فلسطين والأوضاع في العراق والإرهاب إضافة إلى ردود الفعل على المحاضرة التي ألقاها كبير أساقفة كانتربري السابق اللورد جورج كيري أول أمس في روما وفيها وجه انتقادات لاذعة للإسلام والمسلمين.
واهتمت معظم الصحف بالزوبعة التي أثارتها تصريحات كيري وفيها تحدث عن العالم الإسلامي ووصف الثقافة السياسية الإسلامية بأنها ثقافة تسلط تفتقر إلى المرونة.
وقال إن المثقفين المسلمين أخفقوا في المساهمة بشكل ملحوظ في العلوم وغيرها من الميادين في القرنين الماضيين.
ونقلت صحيفة الغارديان ردود الفعل الغاضبة التي صدرت عن الأمين العام لرابطة المنظمات الإسلامية في بريطانيا اقبال سكراني الذي قال إن ما صدر عن اللورد كيري كان مجرد إعادة اجترار آراء دينية قديمة مغرضة غير قائمة على المنطق والعدل".
وقال سكراني للصحيفة "كان الاحرى باللورد كيري أن يوظف مهاراته الخطابية بشكل مفيد لوقف عزوف المسيحيين عن ديانتهم في أوروبا بدل أن يوجه شتائم للمسلمين".
وفي تحليلها لما صدر عن اللورد كيري قالت الغارديان إن تلك التصريحات تختلف عن تلك التي صدرت عن روبرت كيلروي سلك مقدم البرامج السابق في البي بي سي لأنه أقر بإنجازات المسلمين عبر العصور.
واستطلعت الغارديان أراء عدد من الأكاديميين المسلمين وقالت أنهم رأوا أن كيري محق فيما قاله لكنه لم يعبر عن فهم للمشكلات الحقيقية في العالم الإسلامي.
صحيفة التايمز نقلت أيضا ردود فعل قادة المسلمين الغاضبين في بريطانيا الذين طالبوا الكنيسة بالتنديد بها. لكنها قللت من أهمية اقواله بحكم أنها شخصية. ورأت التايمز أن مواقف اللورد كيري ستلقي بظلالها على المؤتمر الذي سيعقده أكاديميون مسلمون ومسيحيون من مختلف إرجاء العالم في واشنطن الأسبوع المقبل بدعوة من كبير أساقفة كانتربري الدكتور روان وليامز.
صحيفة الدايلي تلغراف أوردت ردود فعل بعض المسلمين في بريطانيا فنقلت عن الدكتور زكي بدوي مستشار رئيس الوزراء توني بلير للشؤون الإسلامية قوله "إن ما صرح به كاري يشير إلى عدم فهمه بأن الغرب قوض الثورات الديمقراطية في إيران ومصر في القرنين 19 و20".
الوضع في الارضي الفلسطينية
وفي تناولها للاوضاع في الاراضي الفلسطينية، اثنت صحيفة الغارديان على عريضة صدرت في صحيفة الأيام الفلسطينية يوم الخميس دعت إلى ما وصفته الصحيفة بانتفاضة سلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الغارديان إن التسليم ولو بتحفظ بأن الإرهاب أمر لا مفر منه أو أنه مشروع إلى حد ما لا يخدم الفلسطينيين الذين تتوق غالبيتهم إلى العودة إلى حياة طبيعية.
ورأت الغارديان أن على بريطانيا أن تدعم بالمال والمعونة الإنسانية المستمرة دعاة السلام مذكرة بأنه إذا كانت الحرب على الإرهاب تبدو الاهم الآن فان هذه الحرب لن تنتهي ما دامت الأزمة الفلسطينية مستمرة.
صحيفة التايمز نشرت تحليلا مفصلا للأوضاع في قطاع غزة بعنوان: "غزة أرض تبعث على اليأس لكنها خصبة لانتشار التطرف"
"تشير ارقام البنك الدولي إلى أن نسبة البطالة في غزة بلغت 31.9% في الربع الأخير من العام الماضي في حين أن 61.4% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر." وتضيف الصحيفة "أن 80% من سكان القطاع البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة هم لاجئون."
وبشأن مستقبل حركة المقاومة الإسلامية حماس في القطاع تنقل مقالة التايمز عن فاطمة ياسين ابنة الشيخ أحمد ياسين الراحل الذي اغتالته إسرائيل الأثنين الماضي قولها: "شعبية حماس قوية لان الحركة لا تغير مواقفها. وعلى شارون أن يفهم أننا لا نأبه بأعمال التدمير التي تقوم بها قواته. فاغتيال الشيخ ياسين لن يوقف الانتفاضة".
صحيفة الاندبندنت كرست صفحتها الأولى لتحقيق بعنوان: "ماذا كان بوش يعرف عن هجمات 11 سبتمبر؟" وناقشت الصحيفة باستفاضة أحداث الأسبوع الذي مضى، والذي شهد جلسات استماع في الكونغرس الأمريكي لافادات مسئولين سابقين وحاليين عن المعلومات التي كانت متاحة قبيل وقوع تلك الهجمات.
وقالت الصحيفة إن ريتشارد كلارك منسق مكافحة الإرهاب في الإدارة السابقة قدم إلى مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس بعد خمسة أيام على تنصيب الرئيس بوش في يناير 2000 ملفا تفصيليا حول تنظيم القاعدة. ويضيف كلارك أن رد الفعل على وجه كودوليزا رايس خلال ذلك اللقاء أوحى له بأنها لم تسمع أبدا باسم القاعدة.
ورأت الصحيفة أن أسبوع الإفادات انتهى بالسؤال نفسه الذي بدأ به، وهو هل كان بمقدور الرئيس بوش منع حدوث تلك الهجمات. وقالت الصحيفة إن الرئاسة تتوقف على الإجابة عن هذا السؤال.
صحيفة الفاينانشل تايمز خصصت صفحة كاملة لبحث موضوع احتمالات تعرض لندن لهجمات إرهابية. وقالت تحت عنوان: "تكثيف الجهود لمنع حدوث هجمات إرهابية في بريطانيا. لكن هل نحن آمنون من الجيل الجديد للإرهابيين؟".
وعددت الصحيفة الإجراءات التي اتخذتها السلطات لمواجهة احتمالات حدوث عمليات إرهابية على الأراضي البريطانية مؤكدة أن تلك الإجراءات قلصت من مجال حرية العمل الإرهابي لكنها أضافت أن تخمين مكان الضربة المقبلة مثل لعبة "الروليت الروسية".
وأفردت الصحف البريطانية حيزا وافرا من تحليلاتها للتجاذب السياسي في بريطانيا حول مساعي الحكومة لتبني الدستور الأوروبي الموحد. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء توني بلير يستعد لمواجهة معارضيه المحافظين في معركة تسبق الانتخابات بعد دعوته في تحول مفاجئ إلى التعجيل في إقرار دستور اوروبي جديد.
وحذرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي من التعجيل في الموافقة على تبني دستور اوروبي.
وأضافت أن على توني بلير إما أن يبطئ خطى الزحف نحو الدستور الموحد ويؤمن الحلفاء الضروريين لضبطها وإما أن يستعد لطرح أي دستور يوافق عليه في استفتاء عام هذا العام.
صحيفة الفاينانشل تايمز قالت إن قادة الاتحاد حققوا وحدة جديدة وتعهدوا بترجمة الأقوال إلى أفعال سواء بشأن الإرهاب أو الاقتصاد أو الدستور الأوروبي.
|