الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:07 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 19-يوليو-2010
المؤتمر نت -    يحيى علي نوري -
الرئيس‮.. ‬مسيرة‮ ‬حافلة‮ ‬استوعبت‮ ‬حقائق‮ ‬تاريخ‮ ‬اليمن‮ ‬القديم‮ ‬والمعاصر‮ ‬
قد يقول البعض انها مناسبة انفصالية لكونها حدثت قبل 22مايو 1990م وهو اليوم التاريخي لقيام الجمهورية اليمنية وقد يقول هؤلاء إن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل نسفاً لمثل وقيم اليمن الجديد الديمقراطي الموحد.. وفيه إضرار مباشر بأعظم إنجازات اليمن المعاصر المتمثل‮ ‬في‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮.‬
أقوال عدة سيذهب إليها المأزومون بل ويطلقون لها عنان خيالهم المريض في سرد ما يسمونه بعوامل التدمير لليمن الجديد.. ربما أن شعبنا اليمني -الذي يدرك تماماً عظمة هذه المناسبة وهي مناسبة الـ17 من يوليو 1978م اليوم الذي انتخب فيه أعضاء مجلس الشعب التأسيسي الأخ علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية- فإنه لم ولن يتفاعل مع كل من يحاول التقليل من شأن هذا اليوم ومايمثله من تاريخ مهم ارتبطت به مختلف محطات الاحداث والتحولات التي وشهدها الوطن على مدار اثنين وثلاثين عاماً، هي الفترة التي تمكن من خلالها فخامة الرئيس من السير بالوطن باتجاه تحقيق آماله وتطلعاته في بلوغ المستقبل الافضل المرتكز على أسس مقومات ومثل وقيم الدولة اليمنية الحديثة وعلى أساس مبادئ وقيم المشاركة الشعبية الواسعة من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتنمية الشاملة.
وحقيقة إذا كان المأزومون من أعداء اليمن الجديد الديمقراطي الموحد يخشون الحديث بمهنية سياسية ونقدية عن هذا اليوم الاغر في تاريخ اليمن المعاصر فإنهم يحاولون بذلك الابتعاد عن الاشراقات الحقيقية لهذا اليوم للاصطياد في المياه العكرة علهم يجدون المبررات والحيثيات والمشاجب التي تخدم أهدافهم ومآربهم الدنيئة التي تحاول النيل من اليمن الجديد وأعظم إنجازاته في الوحدة والديمقراطية والمشاركة الشعبية، وتلك محاولة لاريب وبالرغم مما تمتلكه من أساليب وطرق تضليلية لا يمكنها بأية صورة من الصور أن تتجاوز القيم الحضارية التي يعيشها شعبنا اليوم في ظل راية الوحدة والدولة اليمنية الواحدة التي تناضل من أجل تأسيس قواعد المشاركة الشعبية الحقيقية في رسم ملامح وآفاق اليمن الجديد الديمقراطي الموحد المتجرد تماماً من كافة منغصات الواقع التشطيري الذي عانى اليمن منه كثيراً ومازال حتى اليوم يدفع‮ ‬ثمن‮ ‬آثار‮ ‬وتداعيات‮ ‬عهود‮ ‬التشطير‮.‬
ولعل أبرز ما يجعل الناقد السياسي اليوم أكثر حرصاً على الوقوف أمام معطيات اليمن الجديد هو أنه يدرك تماماً ان يوم الـ17 من يوليو 1978م لم يكن يوماً عشوائياً أو يوماً تمليه حيثيات القوة العسكرية وما تحمله من دلالات الشرعية العسكرية وإنما توقفت تلك الحيثات التي عبر عنها فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -رئيس المؤتمر الشعبي العام عند انتخابه كرئيس للجمهورية ، حيث أكد وبما لايدع مجالاً للشك أن اليمن الذي يعيش إرهاصات وتحولات رهيبة تسيطر عليها حالة الارتهانات السياسية والفكرية والحزبية... الخ، من المنغصات تتطلب من أي توجه عقلاني يهدف الى تأمين اليمن أرضاً وشعباً والسير باتجاه البحث المسؤول عن كل ما من شأنه ان يعمل على إيقاف كافة محاولات الاستلاب السياسي التي كانت يومها قوى دولية وإقليمية تحاول من خلالها النيل من اليمن والزج به في أتون الصراع والتطاحن.
إذاً فالـ17 من يوليو 1978م كان ولادة جديدة لمسيرة الشعب اليمني في الشمال والجنوب -نقول ذلك من كون الاهداف والمبادئ - التي أعلن عنها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح خلال توليه زمام مسؤولية إدارة الوطن - كان لها الفضل في إنقاذ الوطن وجعلها تسير باتجاه تحقيق أهدافه ومبادئه في الوحدة والتنمية والمشاركة الشعبية الواسعة باعتبار كل ذلك يمثل الخيار الوحيد للأمة اليمنية للخروج من حالة الصراع والشقاق الذي تعيشه والذي كان له الأثر البالغ في إيجاد كل ما من شأنه أن يعمل على إعاقة المسيرة الوطنية باتجاه تحقيق وبلورة أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، فالرئيس علي عبدالله صالح الذي جاء الى الحكم في هذا اليوم الأغر يدرك تماماً فظاعة المعطيات والمخاطر التي تعيشها الأمة اليمنية من ارتهان واستلاب سياسي ومن تداخلات فظيعة استهدفت قلب اليمن رأساً على عقب وجعل أرضه ساحة للتطاحن والعنف والغلو وحتى يكون مصدراً لإقلاق سكينة المجتمع الدولي، وكان لجهود فخامة الرئيس حين توليه زمام المسؤولية الوطنية الأثر البالغ في جعل السياسة اليمنية تصب في بوتقة واحدة أساسها الاول والاخير خدمة أجندة الشعب اليمني في الشمال والجنوب وتجنيب اليمن ومشروعها الحضاري من الوقوع في أتون الصراع والتطاحن والضمان للشعب حق المشاركة الفاعلة في بناء وطنه بل وفي المشاركة الفاعلة في ترجمة أهداف المجتمع الهادفة الى إحياء قيم الخير والسلام والاستقرار والطمأنينة للمجتمع الدولي والاسهام الحضاري لليمن في كل ذلك وبكل ما يمثله من ارتباط وثيق بتاريخها الحضاري التليد الذي مازالت أحداثه تدوي حتى اليوم، ولكن الرئيس علي عبدالله صالح انتصر بسياساته وحكمته وخبرته لشعبه اليمني الجديد بل وقيم المجتمع الدولي القائمة على الحضارة الانسانية والانشداد لهذه الحضارة بكل قوة وعنفوان إيماناً بعظمة إنجازها وخيراتها على المجتمع الدولي وفي إطار من التجاوز لكافة بؤر الصراع والتطاحن والغلو وعوامل الفرقة والشتات التي يحاول أعداء اليمن بل والأمة وضعها حتى لا يكون لليمن صوت وفعل يذكر بعظمتها وتاريخها وتراثها المنتصر للحضارة الانسانية العظيمة.
إذاً.. ذكرى الـ17 من يوليو 1978م لم تكن كما يصفها المأزومون بالذكرى الانفصالية وإنما تعد ووفقاً لكل المعطيات ذكرى خالدة في تاريخ اليمن المعاصر.. ذكرى أكدت وبما لا يدع مجالاً للشك أن فخامة الرئيس كان قد استلهم ومن اللحظة الأولى لتوليه إدارة وتسيير شؤون البلاد كافة المعطيات والاشتراطات الموضوعية والواقعية التي تضمن لليمن السير باتجاه تحقيق أهداف ثورته سبتمبر واكتوبر، وكان لفخامته أن عمل ومنذ اللحظة الأولى على إيجاد المداميك القوية والصلبة التي من شأنها أن تحمي اليمن الجديد الديمقراطي الموحد الذي انطلق في الـ22 من مايو بخطوات واثقة نحو المستقبل الافضل من كافة المنغصات والصراعات التي شكلتها حالات الجهل والتخلف والانزواء، ولذا كان من أبرز الاهداف التي يسعى الى تحقيقها هو ما أبداه من حرص كبير على إيجاد ميثاق وطني يحمي اليمن وشعبها من كافة ظواهر ومظاهر الاستلاب السياسي ومحاولات جعل ساحته مسرحاً للصراع والتطاحن والغلو خدمة لأهداف ومآرب استعمارية خبيثة، وقد كان للميثاق الوطني الذي سعى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الى إيجاده وصياغة مضامينه وفق استبيان موضوعي وموافق لإرادة الشعب اليمني ان استطاع في الـ24 من اغسطس 1982م -أي بعد خمس سنوات من توليه زمام أمور البلاد- أن يؤسس مؤتمراً شعبياً يضم ألف عضو يمثلون مختلف قطاعات الشعب اليمني العظيم يتم خلاله إقرار مضامين وأسس ولوائح الميثاق الوطني وإعلان قيام المؤتمر الشعبي العام كتنظيم سياسي يمني خالص من أجل بلورة هذه المعاني والمدلولات الوطنية العظيمة التي احتواها الميثاق الوطني في إطار تناوله الموضوعي والمنطقي لكافة قضايا الشأن اليمني، فقد مثل الميثاق الوطني وبما احتواه من المثل والقيم الوطنية والانسانية والاجتماعية ما جعل من مسيرة الرئيس مسيرة حافلة بالانجازات والتحولات العظيمة التي كان لها الاثر البالغ في سير شعبنا باتجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية وباتجاه متطلبات بناء اليمن الجديد الموحد، فكان للميثاق الوطني الذي ناضل فخامة الاخ الرئيس من أجل حقائقه وقيمه ومثله الاثر الكبير فيما تحقق لليمن من إنجازات لعل أهمها هنا على الاطلاق‮ ‬هو‮ ‬إنجاز‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬وبكل‮ ‬ما‮ ‬تمثله‮ ‬من‮ ‬شموخ‮ ‬وإباء‮ ‬لكل‮ ‬أجيال‮ ‬اليمن‮ ‬الجديد‮.‬
لقد جاء الميثاق الوطني -الذي حرص فخامة الرئيس على إيجاده كدليل نظري وفكري للشعب يمكنه من بلوغ المستقبل الافضل- بمثابة الرهان التاريخي الذي أراد الرئيس من خلاله ولوج المستقبل الجديد لليمن الخالي تماماً من كافة المنغصات التي حاول أعداء الشعب اليمني بكل إمكاناتهم‮ ‬جعله‮ ‬يعيش‮ ‬أسيراً‮ ‬لتناقضاته‮ ‬وإرهاصاته‮ ‬وبكل‮ ‬ما‮ ‬ينتج‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬تداعيات‮ ‬وتطاحنات‮ ‬تخدم‮ ‬أجندتهم‮.‬
ولقد كان لفخامة الرئيس وباستيعابه لفظاعة المؤامرات التي حيكت ضد الشعب اليمني حينها ان انتصر للميثاق الوطني وحدد من خلاله استبياناً شعبياً واسعاً لم تشهد له الساحة اليمنية مثيلاً في تاريخها المعاصر حيث حدد الحقائق التاريخية الناصعة في إطار الميثاق الوطني وهي‮ ‬الحقائق‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬له‮ ‬ومن‮ ‬خلال‮ ‬مسيرته‮ ‬السياسية‮ ‬والوطنية‮ ‬أن‮ ‬حقق‮ ‬النجاح‮ ‬المنشود‮ ‬في‮ ‬تجاوزه‮ ‬لكافة‮ ‬الصعوبات‮ ‬والعراقيل‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬تمثل‮ ‬عقبة‮ ‬كؤودة‮ ‬أمام‮ ‬تطور‮ ‬اليمن‮ ‬وضمان‮ ‬مسيرته‮ ‬نحو‮ ‬الافضل‮.‬
وكم كانت الحقائق الخمس عظيمة وكم كان أعظم منها أن يمثل الرئيس في سياسته وتوجهاته لمبادئها ورؤيتها الحياتية والمتخصصة بدقة لمتطلبات بناء اليمن الجديد الديمقراطي الموحد..فهذه الحقائق التي لامست بقوة أعظم احتياجات الشعب اليمني، بل مثلت سر نجاح الرئيس وقوته وعنفوانه في مواجهة كافة التحديات وفي إطار من الالتفاف الشعبي العام حول سياساته وتوجهاته الوطنية والقومية، حيث أمكن للشعب في ظل هذه التوجهات الميثاقية التي حرص فخامة الرئيس على وضعها كمداميك قوية وصلبة لانطلاق اليمن الجديد ان تحقق من خلالها الانجازات التاريخية المتمثلة في الوحدة اليمنية والمشاركة الشعبية وتحقيق الانجازات التنموية والاستغلال الامثل لثروات اليمن النفطية والغازية وفي ذلك اليوم ايضاً نحو سلوك سياسي فاعل لليمن على كافة المستويات الدولية العربية والاسلامية وإيجاد مكانة حضارية لليمن على المستوى العالي‮ ‬يؤكد‮ ‬قدرة‮ ‬شعب‮ ‬اليمن‮ ‬على‮ ‬الاسهام‮ ‬الفاعل‮ ‬في‮ ‬صنع‮ ‬الحضارة‮ ‬الانسانية‮ ‬والاسهام‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬مواجهة‮ ‬كافة‮ ‬المنغصات‮ ‬التي‮ ‬تعتور‮ ‬الحياة‮ ‬العربية‮ ‬والاسلامية‮.‬
وحقيقة اننا وفي ظل المعطيات الراهنة التي يعيشها اليمن والمملوءة اليوم بالعديد من التحديات نثق تماماً أن حكمة وتجربة ومهارات ومعارف فخامة الرئيس سوف تتواصل من أجل خدمة اليمن وبأن حكمته سوف تمكن شعبنا من تجاوز كافة المخاطر التي يحاول نفر من الخارجين عن النظام‮ ‬والقانون‮ ‬الشروع‮ ‬فيها‮ ‬والإيحاء‮ ‬بأنهم‮ ‬قادرون‮ ‬على‮ ‬السير‮ ‬باتجاه‮ ‬إعادة‮ ‬اليمن‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الـ22‮ ‬من‮ ‬مايو‮.‬
إننا اليوم وبقدر ثقتنا بإنجازات الرئيس التي بدأت في الـ17 من يوليو 1978م ندرك تماماً أن هذا القائد وبحجم وعظمة انجازاته لم ولن يتخلى قيد أنملة عن مساره الحضاري والانساني وانه سيظل وطنياً لقيم ومثل وتطلعات وأمل الشعب اليمني من أجل استرداد عظمة موروثه الحضاري وحتى يعاد لدوره التاريخي من جديد ليعلن للعالم أجمع أن الشعب اليمني وفي ظل تمسكه بمبادئه الحضارية سوف يواصل بقوة وعنفوان مشواره الحضاري مهما كانت التضحيات.. وللرئيس القائد ولشعبنا في اطلالة الذكرى الـ17 من يوليو كل الحب..كل الوفاء .. كل الاخلاص ..كل الثقة‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬المستقبل‮ ‬لن‮ ‬يكون‮ ‬الا‮ ‬للزعماء‮ ‬الوطنيين‮ ‬من‮ ‬أمثال‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬ومن‮ ‬أمثال‮ ‬الشعوب‮ ‬كالشعب‮ ‬اليمني‮ ‬العظيم‮.{‬




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر