ناصر محمد العطار -
17 يوليو ومستقبل اليمن
سيظل القائد الرمز فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية- متميزاً عن غيره مهما شكك الحاقدون والمتعامون، وبلا منافس سيظل الشجرة الطيبة والشامخة في قلوب أبناء شعبه وأمته التي وضع بذرتها في صباح 17 من يوليو 1978م ومن على قبة البرلمان مجلس الشعب التأسيسي أعلن أصولها وجذورها المستمدة من أهداف ومبادئ وقيم الدين الإسلامي الحنيف، والمجتمعية لأبناء العروبة.. وفوراً آتت أُكلها وثمارها في يمننة القرارات المصيرية للشعب واحترام الرأي والرأي الآخر والحقوق والحريات ونزع فتيل الصراعات والفتن التي احتدمت بين شطري الوطن وعلى مستوى كل شطر، ومن موقف لآخر تم من خلالها توحيد الرؤى والجهود وتوحيد الجبهة الداخلية لتصب في دستور مستقبل اليمن الجديد (الميثاق الوطني) الذي تضمن متطلبات جميع القوى والشعب ماضيه وحاضره الذي نعيشه حالياً والمستقبل إن شاء الله.. وعن طريق الشعب وخياره في حكم نفسه بنفسه اُستفتي على الميثاق كدليل نظري وعملي ثم الممارسة تلو الممارسة للشعب في اختيار ممثليه في المجالس المحلية وعضوية المؤتمر الشعبي العام إلى جانب تشكيل منظمات المجتمع المدني.. ومن خلال التوعية الميثاقية والممارسة العملية تعمق روح الولاء لله ثم للوطن وغرس ثقافة الوسطية والاعتدال والتداول السلمي للسلطة والامتثال للدستور والقانون واحترام مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب، في حين كان الشطر الجنوبي وشعوب أخرى عربية ودولية في صراع وحروب جراء التبعية للشرق أو الغرب.. ولم تقتصر ثمار ومنافع الشجرة الطيبة على الشعب فحسب بل تجاوز الحروب بين الشطرين وأحداث 13 يناير 1986م الدامية بين قيادات النظام في جنوب الوطن والتفافهم الحكيم حول ترجمة أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر إلى واقع معيش في القضاء على مخلفات ورواسب الماضي البغيض وبناء مجتمع موحد النسيج أرضا ًوإنساناً ديمقراطي سليم الفكر والبدن متسلحاً بالعلوم والمعارف لمختلف مجالات الحياة وتحقيق التنمية التي نقلت يمن الـ22 من مايو 1990م إلى أعلى المراتب وأعادت مجد وتاريخ اليمن.. بل إن الخير قد عَمَّ القريب والبعيد، بتسوية الخلافات وتقوية البيت العربي جامعة الدول العربية بالانطلاق من أروقتها وقراراتها في معالجة الصراع بين الشطرين بعقد القمة الطارئة للجامعة في الكويت (4-6) مارس 1979م ثم اللقاء بين الزعيمين فخامة القائد علي عبدالله صالح وعبدالفتاح اسماعيل في الكويت أيضاً (28-31) مارس من نفس العام والذي على ضوئه تم إيقاف الحرب بين الشطرين والعودة إلى مائدة التفاوض لاستئناف اللجان الدستورية المشكَّلة من النظامين الشمالي والجنوبي لوضع دستور الوحدة ثم السعي لكسر قرار الجامعة الذي استبعد جمهورية مصر من عضوية الجامعة على خلفية اتفاقية (كامب ديفيد) وما تلى ذلك حتى الوصول لتقديم اليمن رؤية موضوعية وعملية لتفعيل وإنشاء اتحاد عربي، ولولا العوائق والعقبات جراء تداعي أعداء الوطن والمتعالين عليه وما ألحقوه بالوطن في صيف 1994م وما تلى ذلك من فتن وحروب وتمرد وحرائق تُغذَّى وتُنفَّد هنا وهناك لولا ذلك لأصبح الحال أفضل مما هو عليه اليوم خاصة وأن حلم القائد قد جعل العدو صديقاً بتسوية النزاعات والمشاكل الداخلية والخارجية للوصول إلى الشروع في اندماج اليمن في عضوية مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وفي الأخير ولأهمية وخطورة المرحلة ننادي كل أبناء الوطن الوقوف مع مصالحهم وألا تأخذهم التقولات والفتن التي يُوقد لها من البعيد ورديفه القريب..
وأن يُحكم على الأمور وفقاً لواقعها وتجربة الشعب مع القائد الرمز الذي عهده مناضلاً لا يمل أو يمنّ مع قضايا الوطن، متسامحاً مع كل من يناصب الوطن العداء، وأنهى الأفكار والثقافة الضيقة التي نشأت إبان السبعينيات ليجند أصحابها ويعدوا العدة لفرض الوحدة الوطنية بالقوة وفي ظل ثقافة هجينة على الوطن ومتنفذين من معتنقي الشيوعية أو القومية العقيمة لتصبح الأحزاب والتنظيمات العسكرية الدموية أحزاباً مدنية حديثة..
❊ رئيس دائرة الشؤون القانونية