المؤتمرنت - حوار يحي نوري -
وكيل محافظة لحج : حكمة الرئيس أكبر من كل الرهانات الخاسرة
ياسر اليماني وكيل محافظة لحج هو الشخصية المعروفة بشجاعتها في التعبير عن آرائها ومواقفها، جعلنا نطل من خلال رؤاه إزاء مجمل القضايا الوطنية الراهنة أمام آمال و تطلعات ودعواتنا جميعاً آملين أن تجد طريقها إلى البلورة خدمة للوحدة واستشعاراً لتطلعات شعب مازال يؤكد قدرته على المضي بأتجاه المستقبل الأفضل وتقديم المزيد من التضحيات من أجل حاضره ومستقبله.. فإلى سطور وثنايا رؤى ياسر اليماني:
في البداية كيف تقرأون المشهد السياسي الرهن على ضوء قرار أحزاب التحالف للمضي قدماً باتجاه الانتخابات وإجرائها في موعدها المحدد؟
- هذه حصيلة الديمقراطية اليوم في وطننا الحبيب وطن الـ22 من مايو الذي أعطى مساحة كبيرة من الديمقراطية والتعددية السياسية في البلاد والذي كان على الاخوة في أحزاب اللقاء المشترك أن يغتنموا هذه المساحة الكبيرة للبلد وان يمارسوا حقوقهم الديمقراطية وفقاً للدستور والقانون، ولكن للأسف الشديد استغلت هذه المساحة في أغراض سيئة وضيقة لاتخدم الا مصالح اشخاص فضلوا مصالحهم الشخصية على المصالح الوطنية ولم يغتنموا كل هذه الفرص ولا حتى المبادرة التي أعلنها فخامة الرئيس عشية 22مايو الماضي، ومع ذلك فإن المؤتمر الشعبي العام وقيادته السياسية برئاسة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -حفظه الله ورعاه - سيمضي قدماً بأن تتم الانتخابات في موعدها المحدد ولن يتراجع الى الخلف ولم تكن اتفاقية فبراير التي تحاول أحزاب المشترك اللعب من خلالها والتي للأسف الشديد تنصلوا عن الكثير من البنود التي وردت فيها، وبالنسبة للانتخابات فإنها ستتم في موعدها المحدد وإذا أرادوا أن يخوضوها إلى جانب المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني فأهلاً وسهلاً فليتفضلوا لممارسة حقهم الديمقراطي.
إثارة الفوضى
اشرتم في معرض حديثكم الى مبادرة فخامة الرئيس.. في نظركم ما هي الأسباب الحقيقية التي سبق المؤتمر الى تحقيقها في ظل تعنت المشترك وعدم مباركته المبادرة؟
- هذه الأحزاب لا تسعى لخدمة الوطن والشعب ولو كانوا فعلاً حريصين على خدمة الشعب والوطن ما أصبحوا يتاجرون بقضاياه وكان عليهم أن يستغلوا هذه المبادرة الاستغلال الامثل.. ولكن للأسف برغم كل التنازلات التي قدمها فخامة الرئيس -حفظه الله ورعاه- الا أن هذه الاحزاب تسعى الى إثارة الفوضى والبلبلة في الشارع وترحيل أزماتهم النفسية اليه، وكنا نتمنى من أحزاب اللقاء المشترك ان تكون عند مستوى المسؤولية تجاه الوطن وأمنه واستقراره ووحدته، الا أنهم أصبحوا اليوم مصدر غطاء العناصر الخارجة عن النظام والقانون والعناصر الارهابية ويعتقدون بذلك أنهم سيتمسكون بأوراق للعب ضد الحكومة ولكن للأسف أوراقهم خاسرة حيث يعرف كل أبناء الشعب أن العناصر التي تدافع عنها أحزاب اللقاء المشترك هي عناصر خارجة عن النظام والقانون وتعمل على قطع الطرقات وقتل الانفس بغير حق وبتشجيع مباشر من قِبلها.
* لكن أحزاب المشترك لم ترفض المبادرة.. ولكنها تمسكت باشتراطات تهدف الى إطلاق ما أسمته بالمسجونين أو المعتقلين؟
- هي تقدمت بطلب بالإفراج عن عناصر خارجة عن النظام والقانون وعناصر إرهابية ولا يمكن للمؤتمر الشعبي العام أن يقبل بمثل هذه الشروط التعجيزية لأن جميع العناصر الذين قدموا أسماءهم للإفراج عنهم هم عناصر لها قضايا قتل وتقطع وإرهاب وعلى تلك العناصر حقوق لدى المواطنين ولا يحق للدولة أن تتنازل عن القضايا الخاصة بالمواطنين.
*الاجتماع الذي رأسه فخامة الرئيس مع اللجنة والحكومة والهيئة البرلمانية وتم خلاله التأكيد على إصلاح مختلف الاختلالات في أجهزة الدولة ..ماذا تقولون في هذا الموضوع؟
- اسمح لي أن أوجه رسالة بشفافية لبعض القيادات منا نحن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين نمثل أبناء هذه المحافظات في السلطة وأن نقف موقفاً واضحاً تجاه الفوضى والقتل والتنكيل والمساس بالوحدة اليمنية المباركة، لا نريد لوناً فسفورياً، إما أن نكون لوناً أبيض أو ان نكون لوناً أسود أما عين في المرق وعين على اللحم، لا يصير ولايجب أن نكون وحدويين في صنعاء وانفصاليين في محافظاتنا، فيجب أن نحدد مواقف واضحة وصريحة وجلية، لأن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس أعطتنا كل الصلاحيات والامتيازات كممثلين عن أبناء المحافظات الجنوبية في السلطة، لكن للأسف الشديد هناك بعض العناصر مواقفها سلبية للغاية ولا تريد حتى ان تواجه إعلامياً العناصر الخارجة عن النظام والقانون والعناصر التي تحاول المساس بأمن الوطن ووحدته واستقراره ولو كنا نحن أبناء المحافظات الجنوبية الممثلين في السلطة ننهج نهجاً واضحاً وصريحاً وجلياً لما وصلت الاوضاع الى ما وصلت اليه في هذه المحافظات، فكل هذه الاوضاع وصلت الى ذلك نتيجة صمت مريب وتركنا الساحة للعناصر تبث ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ونحن صامتون لا نحرك ساكناً، بينما هم قادرون أن يغيروا كثيراً من الاشكالات الموجودة في هذه المحافظات، ولكن للأسف لا يريدون الا استمرار الفوضى.
- *لأنهم يشعرون ان استمرار الفوضى سوف يعمل على استمرار بقائهم في السلطة، ولكن للأسف هذا تفكير خاطئ، فالعناصر الانفصالية تصفنا نحن أبناء المحافظات الجنوبية الموجودين في السلطة أننا عاجزون ولا نشترك في صنع القرار السياسي وان الكفاءات الحقيقية هم الانفصاليون وليس نحن.
وعلينا أن نواجه تلك العناصر وان نظهر للشعب كافة وخاصة لأبناء المحافظات الجنوبية اننا خير من يمثلهم في السلطة اليوم، وليس كما يروجون، وانا استغرب كل تلك الحملة الشعواء ضدنا نحن أبناء المحافظات الجنوبية الذين نمثل أبناء المحافظات الجنوبية ونحن صامتون.. فهل فعلاً نحن عاجزون وهم جديرون بأن يكونوا هم السلطة ونحن غير قادرين لذلك ..علينا أن نحدد مواقف و نواجه تلك العناصر الانفصالية وان نوضح لآبائنا وأمهاتنا في المحافظات الجنوبية أننا فعلاً نشترك في صنع القرار السياسي في وطن الـ22 من مايو وليس كما يروج له ضعفاء النفوس.
* ما واجب القيادة السياسية في ظل استمرار حالة الصمت هذه التي أشرتم لها في معرض حديثكم لدى البعض.. وما إذا كانت نتاجاً لعدم وجود برامج وسياسات واضحة؟
- هذا الصمت يجب أن نحاسب عليه كل في موقعه وأي شخص مقصر في أداء واجباته ومواجهة تلك العناصر الانفصالية عليه أن يرحل من موقعه كونه غير جدير بهذا الموقع، ونتمنى من الجميع حذو الدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء في مواجهة تلك العناصر، وكذلك الاخ المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام الأمين العام.
*إذاً الحكم المحلي الذي تتطلع الاصلاحات الى تحقيقه .. ما هي الصورة التي تتطلعون لما يكون عليه هذا الحكم؟
- للأسف الشديد بعض عناصر المشترك والعناصر الانفصالية كانت ومازالت تروج ترويجاً خاطئاً بأن المحافظات الجنوبية تعيش حالة من عدم وجود الاستقرار والامن، وكذا عدم وجود تنمية ونحن نؤكد أن قانون السلطة المحلية وانتخابات المحافظين أعطت كافة الصلاحيات في المحافظات الجنوبية من خلال انتخابات المحافظين من أبناء المحافظات نفسها.. فماذا بعد كل هذه الامتيازات والصلاحيات.. لم يعد هناك أي مبرر ..تم انتخاب المحافظين وانتخاب المجالس المحلية منهم بأيديهم ان يقدموا كل احتياجات أبناء محافظاتهم.. فعليهم أن يحققوا مطالب أبناء هذه المحافظات الذين انتخبوهم ولم يعد هناك شعار أن المحافظين معينون من أبناء المحافظات الشمالية والغربية، فاليوم أبناء المحافظات الجنوبية متمسكون بكافة الصلاحيات من انتخاب محافظين ومجالس محلية وأعضاء برلمان ولا داعي للمزايدات اليوم.
* لكن هناك يوجد سوء استخدام لتلك الصلاحيات على مستوى الوطن وليس على مستوى المدينة فحسب؟
- هذه حصيلة الديمقراطية وحصيلة مطالبهم بأن يكون أبناء محافظاتهم هم المحافظون وإذا وجدت هناك أخطاء على هذا المحافظ أو ذاك فعليهم أن يتقدموا الى المجالس المحلية بطلب سحب الثقة من أي فاسد.. وهذه انتخابات ليس مسؤولة عنها السلطة المركزية.. وعلينا أن نتقبل ما أردناه.
* إذاً هذا الا يتطلب إصلاحات دستورية جذرية لمختلف المشكلات العالقة أو العمل المحلي والمركزي؟
- دعونا نمضي قدماً في إجراء الانتخابات البرلمانية ونطالب كل العقلاء من أبناء الوطن عامة وكذلك العقلاء في أحزاب اللقاء المشترك إلى تغليب المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب على المصالح الشخصية والعمل معاً فيما بعد لإجراء تعديلات دستورية.
*لكن يبدو أن التوجهات للقيادة السياسية تشير الى انه يتم التفاعل مع الانتخابات والاصلاحات بصورة متزامنة؟
- لم يعد هناك وقت كافٍ لإجراء أي تعديلات دستورية، فنحن على مشارف عام فقط لإجراء الانتخابات البرلمانية ..فهل يعقل أن يتم خلال الفترة الوجيزة أن تجرى تعديلات دستورية وانتخابات برلمانية في آن واحد.
هذا أمر أكده النائب علي أبو حليقة رئيس اللجنة الدستورية في البرلمان.. بماذا تعلقون؟
- هناك مساحة كافية لكل أبناء الشعب وكل الخيرين من قيادات المؤتمر مع هذا التوجه، ولكن في نظري لم تعد هناك مساحة كافية لإجراء تعديلات دستورية.
*الاختلالات في إدارة بعض المؤسسات الثقافية والتعليمية..هل كان له الأثر البالغ في نشر ثقافة الكراهية؟
- نعم بالتأكيد لم يكن هناك أي دور لتلك المؤسسات في غرس قيم الولاء الوطني في إطار المناهج العلمية لأبنائنا الطلاب.. هذا ما سيجعل هناك فراغاً كبيراً للعناصر المريضة والحاقدة.
هل ترون هناك غياباً لدور فروع المؤتمر الشعبي العام على مستوى المحافظات والمديريات؟
- نعم هناك غياب كلي بل شلل تام في بعض فروع المؤتمر، وهذا ما ساعد أن نترك الملعب لأعداء الوحدة، ولكن للأسف الشديد بعض قيادات المؤتمر في كثير من المحافظات يعملون عملاً موسمياً فقط.
* هل هذه الموسمية نتيجة لضعف الإمكانات المادية؟
- مهما كان ضعف الإمكانات المادية، فالوحدة الوطنية فوق كل الامكانات.
وهذه ليست مبررات وهي مبررات واهية، فعندما يمس الوطن بأمنه واستقراره ووحدته وكذلك قتل الناس الأبرياء بالهوية أياً كان تبحث عنها.
* بالنسبة للمعارضة في الخارج هناك من يطرح أفكاراً ورؤى تحاول بعضها إجراء حوار دون سقف..ما تعليقكم؟
لعلنا جميعاً نعلم بتلك المبادرة الانفصالية التي قدمها ذلك الانفصالي حيدر أبوبكر العطاس.. يقول الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رحمه الله وطيب ثراه عن ذلك الرجل يوماً فإنه مهندس الانفصال وزارع الفتنة، فالتاريخ يعيد نفسه.
* لكن العطاس لم يوقع على ما سمي باتفاق القاهرة؟ وفند بأنه يملك رؤية مستقلة؟
- كل تلك العناصر لا تحمل أي مشروع وطني سياسي يخدم الوطن والشعب .. هم يتحدثون أن هناك مأزقاً سياسياً لكن للأسف الشديد هم يبحثون عن مصالح شخصية وضيقة فقط وماضيهم معروف.. هم اليوم لا يستطيعون أن يتعايشوا في وطن الـ22 من مايو.. وطن الايمان والحكمة وطن الحرية والديمقراطية وطن التسامح والإخاء.. وطن العفو هم لا يستطيعون العيش الا في ظل المؤامرات والانقلابات والتصفيات الجسدية في تلك الاجواء فقط.. نحن اليوم مضى علينا منذ تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي تحققت على يد فخامة الرئيس ومن خلفه من الشرفاء ولم نرَ طيلة هذه الفترة أي انقلابات أو مؤامرات أو سحل ولم تعد كل تلك الممارسات.. انتهت في عهد الوحدة ولم نعرف التصالح والتسامح الا في عهد الوحدة اليمنية المباركة وفي ظل حكمة ورعاية فخامة الرئيس.
* تطل علينا الذكرى الـ32 لانتخاب الرئيس في العام 1978م هناك من يقول إن هذه الذكرى انفصالية وهناك من يقول إنها مدت جسور الاتصال والتواصل بين أبناء الشعب وساهمت في تحقيق وحدته .. ما تعليقكم؟
- بالفعل طبيعة حكم فخامة الرئيس ومنذ توليه دفة الحكم وإلى اليوم لم نرَ الا الانجازات و الخير لكل أبناء الشعب ولم نعهد ذلك الا في ظل فخامته والدليل على ذلك عندما عفا عن الـ16 الذين اشعلوا نار الفتنة في صيف 94م عندما أعلنوا الانفصال وحاولوا ان يقتتل الشعب فيما بينه ولكن حكمة فخامة الرئيس أكبر من كل الرهانات الخاسرة ومع كل ذلك وللأسف الشديد جاءت تلك العناصر بسيناريو جديد وتآمر جديد ولم تستفد من قرار العفو العام.. ونقول للأسف الشديد ان العرق دساس وان الطبع غلب التطبع.
*كلمة أخيرة .. كيف تنظرون الى المشهد السياسي العام لليمن؟
- متفائلون خيراً إن شاء الله ونتفاءل في كل الخيرين الشرفاء من أبناء الوطن، فقد مرت أزمات عدة، وواثقون ان القيادة السياسية ومن خلفها الكثير من الحكماء من أبناء الوطن سوف يرتصون صفاً لمصلحة الوطن