المؤتمرنت - قادة السعودية وسورية وقطر في لبنان لنزع الأزمة لأول مرة منذ القمة العربية في بيروت في العام 2002 شهدت العاصمة اللبنانية امس حركة عربية غير مسبوقة ترافقت مع تأزم الوضع الداخلي على خلفية احتمال توجيه القرار الظني للمحكمة الدولية الاتهام لحزب الله بتنفيذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ولهذه الغاية وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد معاً الى لبنان وعلى متن طائرة واحدة آتية من دمشق ما ترك ارتياحاً نوعياً في بيروت على اساس أن عبدالله والاسد لو لم يتوافقا لما ترافقا.
وشكّلت القمة الثلاثية السعودية السورية اللبنانية مظلة وقائية من الفتنة بعدما كانت المظلات العربية تُرفع بعد وقوع الكارثة كما حصل بعد حرب السنتين وبعد حربي التحرير والالغاء وبعد أحداث 7 ايار.
وادرجت مصادر سياسية القمة الثلاثية في اطار التأكيد على جو الاستقرار ورفض الانزلاق في الفتنة، لكنها لفتت الى 'ان معادلة السين ـ السين امام امتحان لبناني، لأنه أبعد من الصور التذكارية التي التقطت في المطار أو في القصر فإن السؤال هو ماذا حمل الملك عبدالله والرئيس الاسد في جعبتهما من حلول تسهم في تنفيس الاحتقان وإظهار مدى تأثير الزعيمين السعودي والسوري في المعادلة اللبنانية'.
واللافت أن البيان الختامي الذي صدر عن القمة الثلاثية جدّد التأكيد على 'استمرار نهج التهدئة والحوار وتعزيز الوحدة الوطنيّة ودرء الأخطار الخارجيّة'.
وجاء فيه 'أن القادة أكدوا على أهميّة الاستمرار بدعم اتفاق الدوحة واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف ومواصلة عمل هيئة الحوار الوطني والالتزام بعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان العليا على أيّ مصلحة فئويّة، والاحتكام إلى الشرعيّة والمؤسسات الدستوريّة وإلى حكومة الوحدة الوطنيّة لحلّ الخلافات'. لكن البيان لم يأت على ذكر المحكمة الدولية ولا المقاومة ولا القرار 1701.
وأبعد من القمة الثلاثية لفتت الخلوات الثنائية التي جمعت في قصر بعبدا كلاً من الرئيسين سليمان والاسد والرئيسين الاسد وبري، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم مع وفد من نواب حزب الله برئاسة النائب محمد رعد، فيما برزت الزيارة اللافتة للملك السعودي الى بيت الوسط حيث التقى الرئيس سعد الحريري في زيارة هي الثانية لبيت الحريري بعد الزيارة الاولى للحريري الاب عندما كان عبدالله ولياً للعهد.
وأفادت أوساط مطلعة أن الرسائل السياسية الاساسية قد وصلت في خلال هذه اللقاءات الثنائية علماً أن طرفي الازمة المتعلقة بالمحكمة الدولية وهما الرئيس الحريري وحزب الله لم يظهرا بعد استعدادهما الكامل للاتفاق.
ودعت الاوساط الى ترقب خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الثلاثاء المقبل لمعرفة مدى تجاوب الاطراف اللبنانية مع مساعي 'السين السين' أو مع مساعي أمير قطر الذي ما ان ودّعت بيروت عبدالله والاسد حتى استقبلته مساء في زيارة تستمر ثلاثة ايام وتتضمن لقاء مع حزب الله وجولة في الجنوب لتسلم مفاتيح عدد من القرى والبلدات التي أسهمت قطر في اعادة اعمارها بعد حرب تموز.
وقد شهد قصر بعبدا عشاءً جامعاً على شرف أمير دولة قطر الذي سبق له أن رعى اتفاق الدوحة بعدما استبعد البروتوكول الرئاسي عن غداء العاهل السعودي والرئيس السوري رؤساء الطوائف الروحية ورؤساء المجالس والحكومات السابقين ورؤساء الاحزاب من غير النواب وهو ما فسّر على أنه رغبة باستبعاد دعوة خصوم سورية وهم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب امين الجميّل.
وقد أسفت الكتائب والقوات لهذا الاجراء واعتبرت أن الرئيس سليمان فوّت الفرصة لخلق جو وفاقي بين المتخاصمين، وأوضحت أن المشهد بدا ناقصاً، نافية علمها بوجود فيتو سوري على الدعوات.
القدس العربي |