المؤتمرنت- إسلام أون لاين.نت - مسلمو بريطانيا يفندون مزاعم "كيري" رد المسلمون في بريطانيا بغضب على هجوم اللورد جورج كيري كبير أساقفة كنيسة كانتربري السابق على الثقافة الإسلامية، وفندوا مزاعمه أن المسلمين "المعتدلين" فشلوا في إدانة "المفجرين الانتحاريين"، وأبدوا رفضهم لتأكيده أن الإسلام خلال القرون الخمسة الماضية قد أبدى "مقاومة عنيفة للتحديث".
منصور موجال
ونقلت جريدة "ديلي تليجراف" السبت 27-3-2004 عن منصور موجال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في ليستر أن محاضرة د. كيري كانت "كارثية" في تأثيرها على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين. وأضاف أن "كيري وقع فريسة لمخططات الحملة التي يشنها العنصريون في هذا البلد".
ووصف منصور ما قاله كيري إن القادة المسلمين لم يظهروا ما فيه الكفاية من النقد إزاء "الإرهابيين" بأنه محض "هراء". وقال: "نحن ندين المفجرين الانتحاريين، أعلنا إدانتنا عبر الإذاعة والتلفزيون، ولم نقصر في إصدار بيانات الاستنكار، ماذا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك؟!".
د . زكي بدوي
وقال الدكتور زكي بدوي عميد الكلية الإسلامية في إيلنج بغربي لندن: إنه "غاضب جدا". وقال الدكتور بدوي: "أعتقد أن د. كيري قد أدلى ببيان مؤسف للغاية، وذلك في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لعقد حوار بين المسلمين والمسيحيين في أمريكا".
وذكر بدوي أن وجهة نظر د. كيري في الإسلام خاطئة من الناحية التاريخية، كما أن كيري أغفل أن الغرب هو الذي قوض الثورات الديمقراطية في إيران ومصر في القرنين التاسع عشر والعشرين. وقال بدوي إن خطاب كيري كذلك لم يأت على ذكر الإمبراطورية البريطانية التي احتلت الدول الإسلامية.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه يُنظر إلى الدكتور بدوي باعتباره صوتا معتدلا في الدوائر الإسلامية، ويستشيره رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الكثير من القضايا.
قصر نظر
واستنكر إقبال سكراني الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا محاضرة كيري باعتبارها تفتقد للفهم الصحيح وتتسم بقصر النظر، وقال: "بصراحة، لقد أصبت بالفزع من تعليقات د. كيري... إن المرء لتعتريه الدهشة عندما يجد اللورد كيري في القرن الحادي والعشرين يعيد إنتاج نفس التحيزات الدينية القديمة".
وقال أحمد فرضي رئيس تحرير صحيفة "أخبار المسلمين" الشهرية: "نأمل أن يدين رئيس أساقفة كانتربري الحالي روان وليمز الذي يختلف جدا عن كيري هذه الآراء التي أفصح عنها سلفه".
كيري يرد
ودافع كيري عما ورد بمحاضرته الخميس في روما. وقال للإذاعة البريطانية السبت: "لقد كان هدف خطابي أن يثير التفاعل... إنني أتعامل بنفس الطريقة النقدية مع الغرب والمسيحية". وقال إن من ينظر في خطابه بموضوعية سيجده متوازنا.
ورغم أنه لم يصدر أي رد فعل من مقر الكنيسة الإنجيلية في كانتربري فإن توم بتلر أسقف "ساوث ورك" حاول من جانبه أن يهدأ الخواطر. وقال: "أحيانا يتم التعبير عن الآراء بشكل حاد... لو أن التعبير عن الرأي يجرى بشكل ناضج وفي ظل الاحترام المتبادل لتعمق التفاهم بيننا ولقوي حوارنا وترسخ".
على الجانب الآخر فإن د. كيري قد وجد استحسانا وتشجيعا من رئيس إحدى المنظمات التي تدعم الإرساليات المسيحية العاملة في الدول الإسلامية. فقد قال د. باتريك سوكهيدو مدير منظمة (فاند بارناباس) إن محاضرة كيري صادفت "ثناء كبيرا".
الإسلام والحضارة
وعلى صعيد متصل نشرت الديلي تلجراف يوم السبت أيضا تقريرا دافع عن إسهامات المسلمين في الحضارة العالمية تحت عنوان "الإسلام ساعد العالم المتحضر زهاء 1400 عام"، وهي ذات المدة تقريبا منذ بزوغ الإسلام. واعتمد التقرير على جولة لصحفيين في الجريدة بين المصلين في المسجد الرئيسي في لندن. واستشهد أحد المصلين بعلم الجبر باعتباره أحد إنجازات المسلمين في الحضارة العالمية.
كما دلل أحد المصلين على استمرار إسهام المسلمين في الحضارة بحصول العالم المسلم أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء، والمكانة البارزة التي يشغلها د. فاروق الباز داخل وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء.
وأجمع المصلون على إدانتهم للإرهاب، إلا أنهم شددوا على ضرورة التفرقة بين الإرهاب وحق مقاومة الاحتلال بكل الوسائل العسكرية وغير العسكرية في فلسطين والعراق.
|