بقلم-د. عبدالعزيز المقالح - الشهيد الشيخ أحمد ياسين ومشروعه للنصر العربي الإسلامي عندما يصل الهلع لدى كيان من الكيانات الدولية - والمصطنعة منها بخاصة - الى ذروته فلا يتوقع العقلاء من الناس أن تبقى لدى هذا الكيان المرعوب ذرة من عقل أو بقية من منطق يحسب بهما ما سيقوم به من أفعال تتصادم مع القيم والأخلاق والأعراف والقوانين الدولية. والنموذج الصارخ على ذلك هذا الكيان الصهيوني بكل مكونات الهلع التي قام عليها وتأسس في مناخها، كل شيء بالنسبة له مباح، وكل من على وجه الأرض من البشر عدو لدود ينبغي الخلاص منه بأية وسيلة ممكنة دون اهتمام بالعواقب وردود الأفعال التي قد تنتج عن أعماله الجنونية الناتجة بدورها عن الهلع التاريخي والشعور بالخوف من كل شيء وأحياناً من اللاشيء.
والخطورة الأعظم المترتبة على وجود مثل هذه الكيانات المرعوبة، ضحية الهلع التاريخي أن تمتلك قوة طاغية تمكنها من ممارسة التعبير عن مخاوفها ضد الآخرين الذين هم بالنسبة لها، ومن حيث المبدأ، أعداءً محتملين إن لم يكونوا - وفقاً لتصورها الموهوم - اعداءً حقيقيين، وهذا هو الوضع الذي وصل اليه الكيان الصهيوني، بما امتلكه - بفضل الإدارة الأمريكية وآخرين - من قوة قادرة على تهديد العالم بأكمله وليس الوطن العربي ومحيطه الواسع المسمى بـ«الشرق الأوسط الكبير». ولهذا لم يكن غريباً ولا خارجاً عن سياق وخصائص هذا الكيان العدواني أن يستبيح دم شيخ جليل مقعد يسير بين الناس على كرسي متحرك ويذهب من منزله خمس مرات في اليوم الى أقرب مسجد ليؤدي صلواته الخمس من دون أن يتسرب الخوف الى نفسه المطمئنة أو يشعر قلبه المعمور بالايمان بأدنى معنى للقلق.
ويبدو انه لن يغير من شعور القتلة وهلعهم التاريخي من كل شيء موقف العالم من الجريمة الشنيعة التي ذهب ضحيتها الشيخ الجليل المقعد، واعتبارها جريمة لا مبرر لها سوى التعبير عن إرهاب «دولة» من طراز حقير، لا تقيم وزناً لكل ما تعارف عليه البشر - حتى في الغابات وقبل أن يتحظروا وتسوي سلوكهم الأديان السماوية -. والمثير للدهشة بل للتقزز والاشمئزاز أن تتحول هذه الجريمة الشنعاء في قاموس الإرهاب الصهيوني الى انتصار كبير استحق عليه المجرمون التهنئة وربما الأوسمة من الدرجة الأولى!! ويا له من انتصار أن تضرب الصواريخ المعدة للتصدي للدبابات جسد شيخ مقعد في مقدور طفل أن ينتزع حياته بسهولة في أي وقت وفي أي مكان أو زمان.
لقد أسعدني الحظ فتعرفت على الشيخ أحمد ياسين عن قرب أثناء زيارته لصنعاء وحضوره المهرجان الكبير الذي أقامته احتفالاً به جامعة صنعاء وطلاب فلسطين الدارسين في الجامعة. انسان خارق التوهج، معجزة تتحرك على كرسي من الحديد رأسه هو الجزء الوحيد الذي لم يتسلل اليه الشلل. لسانه، عيناه، عقله المتوقد الذكاء، هو كل ما تبقى له، وهو كثير وكثير. كان حديثه الى الطلاب والطالبات يتركز حول الاتجاه الى العلم والاندفاع الى تحصيل المعرفة في أحدث مستوياتها، فقد كان التعليم وامتلاك التقنيات الحديثة في صدارة اهتمام الشعوب الباحثة عن الحرية والتقدم.
وعندما التقينا به بعيداً عن الحشود الطلابية تطرق الحديث الى أوضاع القضية الرئيسية وكان الخلاف - يومئذ - مشتعلاً بين فصائل المقاومة الفلسطينية قال لنا ما معناه أن مشروعه الفكري والسياسي والوطني يقوم على ثلاث ركائز هي:
أولاً: تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.
ثانياً: أن لا يقتل الفلسطيني أخاه الفلسطيني.
ثالثا: أن لا يقتل العربي العربي أو المسلم المسلم.
واضاف: إن ذلك الاقتتال لو حدث - لا سمح الله - فسيكون بمثابة حرب نقوم بها نحن بالنيابة عن الصهيونية وغيرها من الأعداء الذين يراهنون على مجازر فلسطينية - فلسطينية، وعربية عربية، واسلامية اسلامية. وتكون بذلك الكارثة والخسران المبين. سلام الله عليه حياً وشهيداً وفي جنات النعيم.
الشاعر علاء صمام ومجموعتان شعريتان:
في سلسلة «إبداعات يمانية» صدرت للشاعر الشاب علاء صمام مجموعتان شعريتان هما «مور والحب» و «أهداب الشجن» قصائد المجموعة الأولى بيتية أو عمودية، بينما تنتمي قصائد المجموعة الثانية الى الشعر الجديد. ولأن الشاعر علاء صمام نشأ في «وادي مور» فقد سعى الى تخليد هذا الوادي ومياهه المتدفقة مغترفاً من فيض الطبيعة التهامية الفاتنة ما يجعل قصائده في المجموعتين لوحات فنية صادقة التعبير عن مشاعر الإنسان وملامح الأرض التي يعيش عليها.
تأملات شعرية:
هكذا.. هم
يغيبون، ينحدرون
إذا اشتاقت الأرض
للدم،
للثأر من زمن الغاصبين!
أيها الأقربون الأشقاء
ماذا فعلتم بيوسفكم
مزقته صواريخهم
تحت مرأى الشعوب
وفي غفلة الحاكمين؟!
|