تكتبها : آلاء الصفــار - قُبْلــة تُدخلك الجنَّـــــــة !! هذه الكلمة ليست للإنشاء أو التعـبير. أو بريق العناوين إنها فعلاً طريقاً إلى الجــــنة..
أنت حينما تدخل بيتك وترى في وسطه عجوز قد كسي الشيب رأسها ، وأحنى الدهـر ظهرها وأذبلت الأيام عينيها، وحفر الدهر آثاره على قسمات وجهها.. وشرايين يديها.. منهدة القوى.ضعيفة.. تأنس برؤيتك وتسر لحديثك.. تفرح لفرحك ، ويضيق صدرها لحزنك ، تنتظر إطلالتك، لا أمل لها في هذه الدنيا سوى أن تراك سعيدً.. يتصدع قلبها عند مرضك .. وينقبض لتأخرك ، اعطتك حنانها، وحبها ووهبتك الحياة .. أهلكت جسدها من أجلك حتى كسي الله تلك العظام باللحم ، وجسدك بالطاقة فأشتد عودك واصبحت رجلاً يافعا قويا.. أو امرأة ناضجة.. أصبحت أب, وأصبحتِ أم.
وبدأت مسيرتك من جديد مع أولادك تتعب من أجلهم وتشقى لراحتهم .. تتعذب في سبيل إسعادهم .. تحترق من اجل إرضائهم .
نعم.. ها قد كبر الأولاد ولكن انظر إلى نفسك الآن في المرآة ! والشيب قد كسي شعرك والدهر قد أحنى ظهرك....وأنت جالس تنتظر! أن يطل عليك أحدهم أو يزورك ، فيدخل عليك فجأة أبنك البار..! فيبتهج قلبك وتنتعش روحك ، وتشرق بين جوانحك....فيجلس بقربك ويتناول رأسك برفق وحنان .. ويقـبــــِّله.
ياله من مشهد رائع.. حينما تنتشر رحمة ربك ، وتفيض تلك المشاعر من بين زخات القبل ونبضات القلوب.. لاشك أن المنظر قد أعجبك ، والمشهد قد استهواك.
أذن لماذا تبخل على والديك بهذه القُبلـــــة؟
أخواني , أخواتي .. أن لوالدينا أفضال علينا حق ، وليس هناك أقل وأبسط من هذه القبلة .. نعبِّر بها لهما عن افضالهما علينا.. وقد جاء في الحديث الشريف أن " الجنة تحت أقدام الأمهات".. ولا ننسى أن التوفيق في هذه الحياة لا يكون ولن نحصل عليه.. إلا برضاء الوالديـــــــن .
|