محمد حسين النظاري -
المؤتمر في ربيعه 28
ليالي مباركات يعيشها شعبنا اليمني العظيم , ووسط شهر رمضان الكريم الذي اطل علينا بروحانيته التي صبغت القلوب بصبغة الإيمان , ويأتينا رمضان هذا العام حاملا معه الاحتفال بالذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وكان ذلك في الرابع والعشرين من أغسطس 1982م .
ففي الرابع والعشرين من أغسطس قبل ثمان وعشرين عاما ولدّ على الساحة اليمنية المؤتمر الشعبي العام ,والذي جاء ليخلق جوا ديمقراطيا تمثل في احتواء جميع ألوان الطيف السياسي في ذلك الوقت تحت لوائه , ليجسد حينها التلاحم الوطني خصوصا ان إنشاءه كان تلبية لاحتياجات الوطن ولم يكن تبعا لأي معسكر خارجي , فقد سطر المؤتمر أجندته من هموم الوطن وترجم نهجه في عمليه البناء والتطوير للجمهورية العربية اليمنية حينها , وجعل قضايا الوطن رأس عمله وجعل التفاف المواطنين حوله القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها .
ما ان يذكر المؤتمر الشعبي حيث ينبري اسم القائد الجسور والمناضل الكبير الأخ قائد الوحدة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام , الذي قاد حركة التغيير منذ توليه قيادة الوطن في السابع عشر من يوليو 1978م , وبعد اقل من أربعة اعوام قادّ تأسيس المؤتمر ليحوي بين طياته السياسيين والعلماء والأدباء وأساتذة الجامعات ومنظمات المجتمع اليمني , وليبحر الجميع بشمال الوطن قبل الوحدة المباركة نحو التماسك والتآزر ونبذ التناحر والذي كان سائدا قبل تولي فخامته مقاليد السلطة .
ان من بين ما يفاخر به فخامته انه أسس حزبا استطاع ان يواصل المسيرة ولم تعصف به التيارات , بل مضى بكل حكمة واقتدار مستندا على الميثاق الوطني المستمد من الكتاب والسنة , وقاوم كل الظروف الراهنة في تلك الحقبة العصيبة التي كانت تواجه العالم , كان للمؤتمر الشعبي العام الشرف الكبير في التوجه نحو الوحدة الخالدة التي كانت من بين اهدافة الاستراتيجة , كما انه واصل دعمه للوحدة ولم ينقلب عليها .
ان المؤتمر الشعبي مدين لفارس العرب فخامة الأخ قائد الوحدة بالكثير من المنجزات سواء التي تحققت للمؤتمر كتنظيم سياسي أو للوطن كله , والآن وبعد ان كبر المؤتمر وترعرع وأصبح له صوت مؤثر ليس على المستوى الوطني بل العربي والإقليمي والدولي من خلال العلاقات المتينة التي تربطه بنظرائه من أحزاب العالم , لقد أصبح المؤتمر يافعا وهو يحتفل بربيعه الثامن والعشرين , ولم يعد يرتكز فقط على مكانة الأخ الرئيس الذي قاد المؤتمر ومازال في كافة مراحله , فالمؤتمر سيتسمر سواء بوجود الأخ قائد الوحدة أو في حالة إفساح فخامته لغيره في قيادته عملا بالنهج الديمقراطي الذي يتمتع به فخامته والذي جعله نهجا لكافة الأطر السياسية والحزبية والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني .
نبارك لكل مؤتمريٍ غيور الاحتفال بالذكرى الثامنة والعشرين , وعقبال مائة عام من مسيرة العطاء والتطوير , فعلى كلٍ منا ان يمثل المؤتمر خير تمثيل وان يعكس ذلك من خلال تعامله من الجميع , وان يكون قدوة حسنة في التعامل مع مصالح الوطن والمواطنين , وان يدرأ الفساد ويحارب المفسدين أينما كانوا , لان الجميع يؤمل من الغيورين في هذا التنظيم الكبير على المضي قدما وكمال مسيرة التطوير والتعمير التي بدأها و مازال فخامة الأخ قائد الوحدة رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام حفظه الله ورعاه .
*باحث دكتوراه بالجزائر
[email protected]