يحيى علي نوري -
معركتنا ضد الإرهاب
استهداف رجال الأمن في بلادنا من قبل عناصر الارهاب اشبه بالسيناريو الذي تنفذه القاعدة في العراق- فطالما نجد الارهاب القاعدي يواصل باصرار استهداف رجال الامن وبصورة تكاد تكون شبه يومية فالهدف من ذلك هو اضعاف اجهزة الأمن وشل حركتها باعتبار ذلك يمثل الارضية القوية والصلبة للارهاب حتى تكون اكثر قدرة على التحرك ونشر الخراب والدمار في كل مكان دون عائق ورادع يضع حداً لجرائمها التي بلغت حدوداً لاتطاق.
وبما ان هذا السيناريو الارهابي غدا واقعاً في بلادنا من خلال الاستهداف لرجال الامن فانه يتوجب على أجهزتنا الأمنية ان تعيد النظر في برامجها وخططها الحالية بالصورة التي تفوت على القاعدة الفرصة وتفشل مخططاتها بما يجنب رجال الامن الوقوع في مصيدة الإرهابيين التي باتت اهدافهم واضحة وهي كما اشرنا هي شل حركة اجهزة الامن حتى تحقق اهدافها التدميرية.
نقول ذلك من منطلق ان التطورات الراهنة وحجم الخسائر التي تتكبدها بلادنا على صعيد رجال الامن الذين يسقطون في ميادين الشرف والواجب تحتم اعادة النظر في كل الخطط الامنية وبأعلى درجات المهنية والاستفادة من التجارب في هذا الصدد ونحن على ثقة من قدرة اجهزتنا الامنية في التعامل مع الخطر الارهابي بالصورة التي تحجم نشاطهم وتعيق تحركاتهم واستباق كل ذلك بعمليات نوعية بما يعزز من الاداء الامني ويجعله اكثر فاعلية في حماية الوطن والمواطنين وكل المكتسبات، ولكون الاجهزة الامنية ورجالات الامن يمثلون اليد الطولى لحماية الامن والاستقرار والقوة التي يعول عليها في مواجهة القاعدة فان تعزيز الاجهزة الامنية بكافة الامكانات يمثل الضمانة الحقيقية التي تجنب الوطن شرور اعمالها الاجرامية العائقة لعملية التنمية ومناخات البناء والتشييد والازدهار وذلك الطريق الوحيد والامثل الذي يمكن من خلاله المواطنين وكل محبي اليمن والغيورين عليه الطمأنينة لحاضره ومستقبله.
واذا كانت القاعدة وبأعمالها الارهابية تعتقد اليوم انها وباستهدافها لرجال الامن ستحقق اهدافها فانها مخطئة في تقديراتها فالأجهزة الامنية ستظل لها بالمرصاد في اطار سلسلة من العمليات التي استهدفت اوكارها وضربها في معاقلها في اكثر من مكان بالاضافة الى تلك النجاحات التي استطاعت ان تحققها في فترات وجيزة على صعيد مكافحة الارهاب لايمكن لاعمال القاعدة الاخيرة ان تحجبها عن ضوء الشمس باعتبارها مازالت تمثل ضربات موجعة لها ولقنتها دروساً بليغة كبدتها خسائر فادحة وهي دروس لم تستفد منها عناصر القاعدة التي تحاول اليوم- عبثاً- التقليل من شأن فاعلية الاجهزة الامنية وقدرتها على مواصلة انجازاتها الايجابية كما أن القاعدة من خلال استهدافها للأمن لا تعبر عن شيء سوى أنها تقوم بردة فعل للضربات الموجعة التي تلقتها وهي ضربات جعلتها تستشعر الخطورة التي تواجهها والمتمثلة في فاعلية الأمن ويقظته العالية.
واذا كان هناك اطراف عربية وغير عربية تحاول حالياً عن طريق أبواق إعلامية خدمة القاعدة في بلادنا بصورة غير مباشرة فان ذلك التهويل لايمكن له وفي اطار الرؤية الثاقبة لاهدافه ومدلولاته الا ان يكون فعلاً هستيرياً يخدم القاعدة وكل من يقف وراءها من معدي سيناريوهات التآمر على اليمن واستهداف تطلعاته في بلوغ المستقبل الافضل.
فالتضخيم الإعلامي قد جانبت الحقيقة الواضحة والجلية والتي شكلتها ارادة واصرار الاجهزة الامنية على القيام بواجباتها في مكافحة الارهاب بكل ما لديها من امكانات واستطاعت ان تحقق نجاحات كبيرة على هذا الصعيد لاينكرها الا جاحد او مزايد.
وباعتبار ان الفاعلية المستمرة للأجهزة الامنية في مواجهة الارهاب قد جعلها تواجه اخطار الاعمال الارهابية كردة فعل فان ذلك لاينقص من معنويات وقدرات هذه الاجهزة التي مازالت تحتاج الى المزيد من الدعم والامكانات ولما من شأنه اختصار الزمن للقضاء على القاعدة وكل تأثيراتها وتداعياتها.
وذلك لاريب تعبر عنه بلادنا بثقة عالية من خلال تأكيدها المستمر مع كل حملة إعلامية تهدف إلى تضخيم تنظيم القاعدة وتقديم صورة على عكس الواقع او تحاول التهوين من قدرات وانجازات الاجهزة الامنية في بلادنا.
ان هذه التأكيدات الصريحة جميعها لم تكترث بها مطابخ الحملات الاعلامية المشبوهة التي نجدها تزيد في تشويشها للحقائق وتذهب بعيداً بصورة تثير الاستغراب والاندهاش لدى كل المهتمين والمتابعين للشأن اليمني خاصة على صعيد مكافحة الارهاب.
واذا كانت هذه الحملات الاعلامية المشبوهة والمتجردة تماماً من الموضوعية والمنطق قد تستطيع بين الحين والآخر احداث التشويش تهدف الى شغل الرأي العام اليمني والعربي عن حقيقة ما يدور في بلادنا وهو شغل يحاول عبثاً صرف الانظار عن الحقائق بصورة تخدم القاعدة نفسها لكون اعمال التشويه الاعلامية تخلف تلبدات ليس على المشهد اليمني بل وعلى موقف المجتمع الدولي الشريك لبلادنا في معركة الارهاب، مثل الحديث عما إذا كانت هذه بداية لتمهيد التدخل الأمريكي وهو أمر خطير.
واذا كانت هذه المحاولات قد احدثت معطيات جديدة تعوق المعركة الراهنة على صعيد الارهاب وهو ما يتوجب على المجتمع الدولي وكافة القوى الفاعلة فيه وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية يسمح بمثل هذا التشويش وأن يعمل على مختلف آلياته السياسية والاعلامية لدعم بلادنا في تعزيز حربها ضد الارهاب لا الاسهام غير المباشر في إعاقة معركته ضد الإرهاب وخلق منغصات الجميع في غنى عنها، بالإضافة إلى العمل على رفع مستوى التعاون الفني المتمثل في مد الاجهزة الامنية بالمزيد من الامكانات والمعدات والآليات ورفع مستوى مهاراتها ومعارفها بصورة كبيرة حتى تزيد الاجهزة الامنية من وتيرة ادائها في مواجهة الارهاب باعتبار ما حققته بلادنا من انجازات في الميدان يحسب للمجتمع الدولي.
وخلاصة ان الهالة الاعلامية ومحاولات تضخيم القاعدة في بلادنا والتي تظهر بين الحين والآخر وما تفرزه من تفسيرات وتحليلات اكدت الايام بانها لاتخدم إلا القاعدة وتفتقد لأبسط ابجديات الموضوعية والمنطقية.
وسنظل نتساءل عن الاسباب والدوافع التي تقف وراء هذا التضليل الإعلامي وتدفع بها كلما اشتد ضرب القاعدة ورغم عن كل ذلك فإن المعركة اليمنية ضد الارهاب ستظل مستمرة محققة اهدافها بالرغم من هذا العبث الاعلامي باعتبار هذه المعركة تنطلق من قناعات اليمنيين حكومة وشعباً وتعبر عن استشعار عال بالمسئولية الوطنية وبأهمية المشاركة الى جانب المجتمع الدولي من أجل مكافحة الارهاب ووضع حد له.. خدمة للأمن والسلام العالميين.