عبد الجبار سعد -
علماؤنا والفوضى الخلاقة
العلماء والأمراء هما الفئتان اللتان إن صلحتا صلحت الأمة وإن فسدتا فسدت الأمة ..
والعلماء هم أهل الرأي والمشورة للأمراء وهم ورثة الأنبياء وهم مجددو الشريعة والمدافعون عنها وهم أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهم أهل كلمة الحق أمام سلا طين الجور .. وهم رافعو راية الحق ضد الباطل وضد الخارجين على الجماعة وضد أهل الجور والفساد والفتنة وضد الغزاة ..
****
أبناء الأمة كلهم يتطلعون إلى كل أفق تماما مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام حين جن عليه .. كلما رأى كوكبا قال هذا ربي ..
ينتظرون فرجا قريبا من الله لما يعانونه من أحوالهم ..يتطلعون إلى حكامهم .. ويتطلعون إلى معارضي هؤلاء الحكام من الساسة و يتطلعون إلى العلماء وأهل الفكر ..يتطلعون إلى الوجهاء والأعيان وأهل الرأي ..
وفي كل مرة يخذلهم التوقع وتخيب آمالهم التوقعات .. نحن في اليمن لسنا بعيدا عن حال أبناء هذه الأمة .. نرى الحكام يعدون ويجهدون في أن يحققوا أملا في النهوض فتخذلهم الوقائع ونرى المعارضين يرفعون مطالبهم ويصعدون لهجاتهم فلا يحققون للناس شيئا ونرى العلماء بين الحين والحين يزأرون فنتوقع منهم كرة ضد الباطل لكنهم ينسحبون ويدعون المعركة للساسة والمتمصلحين وأهل الجهالة والفتنة .. وبين هذا وذاك نرى الأوضاع الأمنية تختل والاقتصادية مأزومة وأهل النفوذ من الدول المختلفة بعملائهم الظاهرين يمارسون تأثيرا غير صالح على الأوضاع ويرضعون المعارضين والمقاتلين حليبهم لإذكاء الفتنة ويقدمون لهم كل الإمكانات لاستمرار الإخلال بالأوضاع ويدعون أنهم ناصحون ..
****
القاعدة التي وظفت نفسها أخيرا لقتل أبناء اليمن تتقلب على فراش الموساد والمخابرات الغربية التي مهدت لها كل أسباب البقاء لتكون مصدر تهديد وترويع وتقتيل ولكن لليمن فقط وإن جاوزتها فإلى دول الجوار العربي في الجزيرة والخليج ..
والحراك الذين يبحث لنفسه عن هوية هو الآخر صنيعة الموساد و الغرب ومخابراته في المنطقة وولد على فراشهم وقادته في الخارج وفي عواصمه ينالون رعاية هذا الغرب الذي يرضيه أن تلتهب الأوضاع في المنطقة وفق مشروعهم الكبير " الفوضى الخلاقة" .. وهي التي تمول أنشطة هؤلاء وتشجعهم على القتل والخراب والدمار والفوضى بغير حدود وتدافع عنهم باعتبارهم حراكا سياسيا لا يمارس إلا القتل لأبناء الوطن وليس لغيرهم !!ولا يهدد الغرب بحال ..
وقل مثل ذلك عن الحركة أشعلت الحروب في شمال الشمال بتمويل الباطنية في المنطقة وإسناد ومباركة الغرب واستخباراته وتتمدد كالأفعى..
****
والعلماء الذين هم عمدة الأمة مع الأمراء عن كل حال غافلون وإذا ظهروا أحيانا فلا يظهرون إلا وهم متلفتون إلى من حولهم ليرضوا من يطلبون رضاهم وليتوقّوا من يخافون شرهم حتى لو كانت عصابات القتلة ..
االقيادة السياسية في اليمن التفتت لتشكيل هيئة مرجعية من العلماء لإنهاض دورهم استجابة لمطالب البعض منهم على أمل أن يكون لهم دور في التأثير على مسار الأحداث مع أن وجودهم في جمعية علماء اليمن وفي هيئة الإفتاء كان يكفي ليقوموا بهذا الدورالمرجعي لو أنهم راغبون فيه ..
ومع هذا فالناس سيقولون بأمل كبير لعل في هذا فرجا .. فهم يبحثون عن الفرج الحق مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام في رحلة البحث عن الإله الحق....
****
فهل سيقدر العلماء على مواجهة فوضى الصهاينة والغربيين والباطنيين الذين يسمونها بالخلاقة أم سيصبحون جزء منها ؟
لئن قاموا بمثل هذا الدور المواجه لهذه العبثية فسيغنونا عما سواهم .. وإن كانت الأخرى فسنظل نرقب في الآفاق عن فرج قادم ولن نستيئس ( إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ..