عبدالله الصعفاني -
صراخ المتواطئين
من الذي يمنع المعارضة في اليمن أن تتجاوز صراخها المستمر حول إصلاح النظام الانتخابي واللجنة العليا وتهيئة الملعب إلى القيام بأدوار أخرى متاحة وتتصل بأمن البلاد واستقرارها ومواجهة العبث ومخاطره..؟!
هل يمكن مثلاً أن يكون للمعارضة مواقف من الفساد، موقف من الأمية.. موقف من رداءة الخدمة الصحية وموقف من مظاهر الخروج على القانون.. تصورات للحل..؟!
هي تقول إنها لا تحكم.. وهذا صحيح حتى وكثير من المحسوبين عليها ليسوا فوق مستوى الشبهات.. ولكن ألسنا مطالبين دينياً بتغيير المنكر حتى باللسان أو القلب وفي الأخير أضعف الإيمان.. ألم نؤمر بأن نتقن ما نعمل..؟!
ماذا نسمي هذا التواطؤ ظاهراً وخفاء مع مجاميع التخريب والفتن هنا وهناك، ثم كيف لهذه الأحزاب أن تتحدث عن التغيير الديمقراطي ولا تأخذه بالمفهوم العقلاني.. وكيف يمكن الحديث عن حقوق مطلبية دون القول صراحة بأن الوحدة اليمنية حق يجب أن يبقى بمنأى عن شطحات المغامر والحاقد..؟!
إن الشرعية الفوضوية التي يستمد منها البعض حماقاته لاتخدم وطناً ولا تحترم شعباً ولا تجعل من يدعو إليها قدوة محترمة.. وهي في الذي تقدمه من خطاب سياسي فاسد تكشف ما ستقدمه للناس، إن قدر لها الوصول إلى سدة الحكم..
لماذا لا تكون ثوابت الجمهورية والوحدة والدستور والقانون والخلاف خارج منطق الصفقات الضيقة والتواصي بالحق؟!
إن الوطن أكبر من أن يتحول الكثير من ركاب سفينته إلى مجاميع من العابثين والفاسدين والحمقى