عبده محمد الجندي -
زعيم استثنائي يتحدث لإخوانه من القلب إلى القلب في قمة استثنائية
فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح صانع أمجاد اليمن الحديث والمعاصر ومحقق الوحدة والديمقراطية والتنمية اليمنية هكذا يأبى على الصعيدين القومي والانساني الا أن يكون منحازاً الى جانب حق الأمة العربية في الحرية والحق والعدل والوحدة القومية والتنمية الحضارية الشاملة.. وفي الوقت الذي كان فيه سباقاً الى تقديم مبادرته القومية في تطوير آلية العمل العربي المشترك وإحلال الاتحاد العربي محل الجامعة العربية، نجده بالمقابل يقبل بفكرة رابطة دول الجوار العربي ولكن بقوله «لا بأس أن يكون هناك إنشاء رابطة مع دول الجوار» لكنه ومن منطلق حرصه الشديد على مصلحة الأمة والوحدة العربية يقول مستدركاً ومتسائلاً: لأمين عام الجامعة العربية صاحب مقترح رابطة الجوار «ولكن كيف ننشئ رابطة مع دول الجوار وفي نفس الوقت الذي تتدخل فيه بعض دول الجوار في الشأن الداخلي للأمة العربية وتتجاوز التدخل الى احتلال أراضٍ من الدول العربية المجاورة»، كما هو الحال في التدخل الايراني في اليمن والخليج وغيرها من الدول العربية من خلال إثارة النزعات الطائفية والمذهبية والحروب الأهلية بين السنة والشيعة.
ومعنى ذلك كما أجاب به فخامته رداً على مقترح عمرو موسى أن الجماهير العربية سوف تقول عاتبة على حكامها: «كيف يقومون بإنشاء رابطة مع دول الجوار تؤذيكم وتتدخل في شأنكم الداخلي وتحتل أراضيكم سواءً في الخليج أو في أي مكان»، وما هي الجدوى والجديد فيها؟ بذلك استخدم الجواب بصيغة السؤال وترك للحاضرين مهمة الاقتناع بعدم الجدوى في الدخول بهذا النوع من التعاون والتكامل بين شعوب الأمة العربية وبين بعض دول الجوار ذات النزعات التوسعية والامبراطورية المستندة الى العصبية القومية الفارسية.. وكان فخامته يقول لمحدثيه بأن القومية العربية تفرض الاحترام المسبق لغيرها من الأمم الاسلامية وغير الاسلامية المجاورة ولا تخول نفسها حق التدخل في الشؤون الداخلية لغيرها من الأمم المجاورة المختلفة التكوين القومي حتى ولو كانت ترتبط معها بالروابط الاسلامية والجغرافية الناتجة عن الجوار ناهيك عن الروابط الانسانية الموجبة لتغليب التعاون والتكامل والاحترام المتبادل والمنافع المشتركة في عالم يقال عنه قرية واحدة إذا لم أقل غرفة واحدة.. لا بديل فيه لغير الاحترام المتبادل كمدخل دائم مثمر لأية عملية تعاونية مجسدة لأي نوع من أنواع الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. وبدون الاحترام والمصالح المشتركة لا معنى لأي نوع من أنواع التقارب والتكامل والتعاون والتكافل في شتى المجالات.. لأن مبدأ الشراكة بين الدول تستوجب المساواة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية نظراً لما ينطوي عليه من الهيمنة المرفوضة في عالم اليوم على الاطلاق.. هذا الزعيم الوطني والقومي ما لبث ان انتقل في كلمته الدبلوماسية المهذبة ليقول لاخوانه الملوك والرؤساء والأمراء العرب أن دعم وحدة وأمن واستقرار الشعب السوداني مسألة قومية وعروبية تستوجب الوقوف الى جانبه بقوة في وقت بات فيه التدخل في شؤونه الداخلية وتمزيق وحدته ونهب ثروته وتدمير موارده قاب قوسين أو أدنى من خلال استفتاء صوري ينتج عنه فرض التجزئة بالقوة قال ذلك وكان يعني ما يقول بأن فصل «الجنوب عن الشمال» قد يتجاوز المناطق الفقيرة الى المناطق الغنية والاستحواذ على مناطق النفط بشرعية دولية ما لبثت تعمل جاهدة علي الحاق منطقة أبيي الغنية بمواردها النفطية في الجنوب من خلال تمثيلية مسرحية وهزلية معدة سلفاً.. قد لا تقف عند حدود فصل الجنوب عن الشمال بل وقد لا نكون الاخيرة بقدر ما هي سلسلة متلاحقة من المؤامرات الدولية التي قد تمتد من الجنوب الى منطقة دارفور لفصلها هي الأخرى عن النطاق الجغرافي والسياسي لوحدة وعروبة السودان الشقيق الذي لا ولن يكون بمقدوره التصدي لهذه المخططات وإفشالها بدون ما هو بحاجة اليه من دعم مادي ومعنوي في الداخل والخارج وفي كافة الهيئات والمنظمات الدولية وأمام الدول العظمى.. التي ستجدوا في الاستسلام والاستكانة لسياسة الامر الواقع ما هي بحاجة اليه من تمزيق للدول والشعوب العربية مستغلة بذلك ما هي عليه الأمة العربية من الضعف والهوان وتكرار لعبة الدور المتكررة التي أكل فيها جميع الأثوار من اللحظة التي أكل فيها الثور الاسود في وقت تعتقد فيه الحركة الصهيونية العالمية المهيمنة والمسيطرة على القوى العظمى في عالم اليوم انها قد وضعت الشعب السوداني وقيادته السياسية المنتخبة تحت طائلة سبق المحكمة الجنائية الدولية التي سيكون لها حق محاكمة الرئيس السوداني بتهمة الإبادة الجماعية وسيحدث في السودان نفس ما حدث لصدام حسين في العراق على مرأى ومسمع من قادة الأمة العربية الذين اعتبروا ما حدث لصدام حسين وياسر عرفات نهاية المطاف لاكتشفوا ولكن بعد فوات الآوان ان ما حدث في العراق وفي فلسطين احتمال حدوثه في السودان وما سوف يحدث في السودان احتمال حدوثه في أي بلد عربي آخر من البلدان والشعوب العربية المترامية من المحيط الى الخليج، لذلك طالب فخامة الاخ رئيس الجمهورية بشجاعته وحنكته المعهودة دعم ومساندة وحدة السودان وأمنه واستقراره وتأجيل الاستفتاء الوشيك الى ظروف أفضل من الظروف العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الضاغطة باتجاه الانفصال لا محالة.. وهكذا كانت لسانه تنطق بالحديث عن محرقة وشيكة للسودان وعيناه تنظر لمحرقة أبشع مازالت مشتعلة بالصومال حتى يتحول الشعب السوداني الي نسخة طبق الاصل مما يحدث للشعب الصومالي الشقيق.
شدد فخامته على دعم هذا الشعب العربي الذي مزقته التدخلات الخارجية والنزعات الداخلية وما أسفرت عنه من الصراعات والحروب الاهلية الدامية والمدمرة التي أغرقته في بحر من الدم والفقر لا نتذكر عنها سوى إرهاب القاعدة والقتل والقرصنة والدمار والخراب الذي جعله مصدر قلق وعدم استقرار للدول المجاورة وللشعوب العربية وللعالم بأسره وفي المقدمة الجمهورية اليمنية التي استقبلت ما لا يقل عن مليون لاجئ صومالي حتى الآن وتحملت أعباء ما يحتاجونه من الطعام والمأوى والدواء برغم ما قدمته لهم من العون والدعم المحدود بحدود ما لديها من الإمكانات المادية الفقيرة الا أن عدم الاستقرار ما لبث ان تجاوز الدول المجاورة الى التأثير السالب على الملاحة الدولية وما استوجبته من الأساطيل والسفن العملاقة الأعجز من أن تحمي هذا الممر الدولي الهام والعملاق.
لقد طالب اخوته ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية بدعم الحكومة الصومالية الانتقالية حتى تتمكن من فرض سيطرتها على جميع الأراضي الصومالية المتناثرة والمتخاصمة والا تحولت أرض الصومال الى موطن لتنظيم القاعدة الذي لا ذمة له ولا عهد ولا سلام ولا يعرف لغة سوى لغة القتل والتدمير والقرصنة وتصدير الإرهاب الى العالم.
لقد حذر فخامة الرئيس وتجاوز التحذير الى قوله: إن الجيش الصومالي والحكومة الصومالية الانتقالية قد تكون اليوم قادرة على إيقاف هذا النزيف الاحمر للإرهابيين من اللصوص والقتلة وقرصنة الممرات المائية وبأقل قدر من التكاليف والامكانات المادية والعسكرية للأشقاء والأصدقاء لكنه في الغد سوف يتحول الى إمارة إسلامية تمثل دور النواة لدولتهم الارهابية المستفحلة.. مشيراً الى نوع جديد من الصواريخ الجديدة التي استخدمت في الضربات الإرهابية الجديدة علي سيارة السفارة البريطانية وعلي أحد العاملين الفرنسيين في الشركة السويسرية.
ومن الصومال عاد فخامته إلى القمة العربية الاستثنائية مذكراً بما هدفت اليه مبادرته وبما نتح عن سوء الفهم من اللفظ الناتج عن اختلاف الآراء التي بدت وكأنها سوف تؤدي في غياب الوضوح المعبر عن النوايا الحسنة الى خلافات عربية عربية في إطار المنظومة التي تتكون منها الجامعة العربية وما هو قائم من تضامن الحد الأدنى بقوله: «إن ما يسمى بمشروع تطوير منظومة الاتحاد العربي المشترك أرجو أن لا يسوء فهمه وأنه ليس مشروعاً عاطفياً مقدماً من ملك أو من أمير أو من رئيس ولكنها مجرد رؤية مكونة من متابعتنا للأحداث والتطورات الاقليمية والدولية.. لابد أن يفعل العمل العربي المشترك.. نحن نقول إن الجامعة العربية أدت دورها العربي لا نهتم بالشكليات وبالاسم الأهم من ذلك كيف نطور منظومة العمل العربي المشترك..سموها ما شئتم، وإذا كان الحديث حول تطوير منظومة العمل العربي سوف يحدث سوء فهم داخل المجموعة العربية فأنا اقترح أن لا يناقش وأن يجمد.. خلونا نحافظ على ما تبقى من التضامن العربي في إطار ما يسمى بالجامعة العربية ولابأس من مناقشته ومناقشة حيثياته وخلفياته أو نأخذ حتى ميثاق جامعة الدول العربية..نفعّله كوثيقة قومية بكل نصوصها مثل اتفاقية العمل العربي المشترك.. المجلس الاقتصادي الاعلى، إنشاء حكومة لفض المنازعات كنقاط موجودة في ميثاق جامعة الدول العربية، إذا كان كلمة اتحاد الدول العربية مزعجة لبعض الاخوان نشيلها ونفعّل ميثاق الجامعة العربية إذا كانت سوف تؤدي الى سوء فهم وإلى تصدع في العلاقات الاخوية والثنائية فتجميدها أفضل من بقائها سبباً لخلافات جديدة نحن في غنى عنها».
وهكذا اعتادت الشعوب العربية على شفافية وصراحة فخامة الاخ رئيس الجمهورية سواء في أحاديثه وخطبه مع الشعب اليمني في الداخل أو في أحاديثه الصريحة والعقلانية مع اخوانه ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية الشقيقة الموجهة للأمة العربية في الخارج، فهو وان كان حريصاً على تطوير ما لدى الأمة من المنظومات المكتسبة في نطاق جامعة الدول العربية وصولاً الى استبدالها بالاتحاد العربي من الناحيتين الشكلية والموضوعية الا أنه على استعداد للمراجعة والتراجع من النقيض الى النقيض إذا كان التطوير سوف يتحول الى خلاف والخلاف سوف يؤدي الى إضعاف ما هو نافذ من المرجعيات والآليات القومية يعيد الدول العربية خطوات الى الخلف بدلاً من تحقيق ما تهدف اليه من خطوات الى الأمام فها هو يلعب دور الحريص على تطوير العمل العربي ودور الحفاظ على ما هو مكتسب من التضامن العربي في إطار ماهو قائم من المؤسسات والآليات والمنظومات وصولاً الى نقطة وسط تبقى الحوار والمراجعة قائمة لأنه على اقتناع بأن ما لا يمكن القبول به اليوم قد يكون اخضاعه للحوار هو المدخل الى الاخذ به في الغد الواعد.
لقد بدت الكلمات التي صدرت عنه ذات رؤية توفيقية حريصة على انقاذ الوقت من الخروج عن نطاق السيطرة ولكن بتظاهره بعدم التعصب لرأيه واستعداده التراجع الى مستوى الرأي الآخر كأسلوب يفتح المجال للتقارب وتبادل التنازلات الحوارية بين الاخوة والاشقاء.
نعم لقد عرفنا فخامة الاخ رئيس الجمهورية منذ عرفناه قومياً جسوراً ووحدوياً لا يشك له غبار وعرفناه ذلك المناضل الذي جعل الزعيم الفلسطيني الكبير ياسر عرفات رحمه الله يطلق عليه لقب فارس العرب بدون نفاق ولا مجاملة على الاطلاق عن خبرة وعن مصداقية وعن علاقة طويلة تأكد فيها أن علي عبدالله صالح الزعيم الوطني الكبير هو علي عبدالله صالح الزعيم القومي الجسور والثابت على موقفه العروبي الداعم بلا حدود ولا قيود للشعب الفلسطيني الصابر والصامد فها هو رغم ما يحيط به وبنظامه من التحديات والمؤامرات الهادفة الى النيل من نظامه الجمهوري ومن مكاسبه الوحدوية والديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية الا أنه رجل مواقف لا تقبل التذبذب والاهتزاز جراء ما يحاك له خلف الكواليس من المخططات والمؤامرات الا أنه لا يساوم على قضية الشعب الفلسطيني وعلى حقه الشرعي في مقاومة الاحتلال الصهيوني وتحرير أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أقول ذلك واقصد به ان صدق الرجل وثباته المبدئي على مواقفه القومية الصلبة هو الذي جعله يختتم حديثه بشجاعته المعهودة وبقوله الشجاع: لقد فشلت كل الحوارات والاتفاقات أمام ما تبديه القيادة الاسرائيلية المتطرفة والعنصرية ممثلة بمن هو على شاكلة ليبرمان ونتنياهو الذي وصفه بالموظف والمتطفل على كافة البرامج والخطابات الصادرة عن باراك أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية الذي أكدت التجربة والممارسة الاستعمارية والاستيطانية العنصرية ان اسرائيل هي الولايات المتحدة الامريكية وان القوة التي تستند اليها الدولة الاستيطانية العنصرية اكبر من القوة التي يستند اليها الرئيس الشرعي المنتخب للولايات المتحدة الامريكية كأعظم قوة في عالم اليوم.. وان الطريق المغلق أمام القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية سيظل مغلقاً أمام أية مفاوضة فلسطينية لا تستند الى ما هي بحاجة اليه من قوة السلاح وقوة الدعم العربي والدولي للقيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وبكافة الحركات والمنظمات الفلسطينية مثل حماس والجهاد والجبهة الشعبية، فكان لابد من كلمة حق مهما كانت عواقبها ونذرها وخيمة وكارثية «ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة».. هكذا تحدث الاخ رئيس الجمهورية لاخوانه أعضاء القمة الاستثنائية الطارئة بقوله: «الشيء الأخير هو دعم السلطة الفلسطينية أولاً دعم الحوار الفلسطيني الفلسطيني.. الشيء الثاني الوقوف الى جانب السلطة الفلسطينية كسلطة شرعية وان تعزز من موقفها ونعزز من الوقوف الى جانبها بما يسندها ويعزز مواقفها التفاوضية مع الولايات المتحدة الامريكية مش مع نتنياهو كموظف مرسل وأنتم تعرفوا أصله وفصله ومن أين أتى، هو مندوب في الدولة اليهودية لا يريد أمن، ولا يريد استقرار، ولا راضي يوقف الاستيطان.. خطاب الرئيس أوباما واضح في الانتخابات وفي مصر ولكن كلامه داخل من هذه الاذن وخرج من الاذن الثانية لنتيناهو.. هذا المتنفذ المتمترس خلف القوة اليمينية والصهيونية الداعمة له.. لا يخاف الآخرين ولا يخافنا.. ولاهم سامعينا ولا هم عارفين من احنا، والحل لا وجود له الا في فوهات البندقية من خلال تصعيد المقاومة بكلما أوتيت من قوة ولا يسترجع حق الا بالقوة، أما التفاوض فهو اهانة».
ذلك هو علي عبدالله صالح الذي عرفناه وحدوياً وقومياً وعروبياً ومؤمناً بحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف لايجد الخلاص فيما يصدر عن القمم العربية من بيانات الشجب والتنديد والاستنكار لأنه لا طريق أمام الشعب العربي الفلسطيني سوى الطريق الذي نطق به جمال عبدالناصر بعد نضال طويل وتضحيات شاقة ومضنية تأرجحت بين الانتصارات والانتكاسات وبين الإحباط والأمل لأن طريق الحرية طريق طويل وشاق ومزروع بالاشواك والعواصف والتحديات لا يمكن البلوغ الى نهايته الواعدة الا من خلال الاستخدام المشروع لحق المقاومة بالأساليب السلمية والأساليب العنيفة مهما بدت قوة المقاومة محدودة وضعيفة الا أنها قوية وفاعلة هي وحدها الطريق الى الحرية والحق والعدل والاستقلال.
إن الشعب العربي الفلسطيني لا يحتاج من الاشقاء العرب سوى ما هو بحاجة اليه من الدعم المادي والدعم المعنوي.. وهو وحده الكفيل بانتزاع ما له من الحقوق والحريات المغتصبة بقوة الحديد والفولاذ وبما يمتلكه العدو المتغطرس من آلة عسكرية جبارة وسوف تجد نفسها أمام إرادة شعب يدافع عن حقه في الحياة وحقه في الحرية وتقرير المصير هو المرشح لتحقيق الانتصارات غير المنقوصة.
انه في الوقت الذي يدعو فيه الشعب وقيادته الفلسطينية الى الانفتاح على الإدارة الامريكية يدعوهم الى تجاوز خلافاتهم الفلسطينية - الفلسطينية أولاً ومقاومة الاحتلال العسكري الصهيوني ثانياً حتى لا يجد فيهم مادة يستقوي بها عليهم ويسحقهم الى الآن حتى لا يتحملوا المسؤولية التاريخية عما لحق ويلحق بهم من المهانات ومن المعاناة.
هكذا كان علي عبدالله صالح رجل موقف ورجل قضية وطنية وقومية أبت نفسه الا أن يحذر اخوانه أعضاء القمة الاستثنائية العربية الطارئة المنعقدة في مدينة سرت الليبية من مغبة ما يحاك لأبناء الأمة العربية من المخططات والمؤامرات الاستعمارية التي تخدم لها بكل شعور بالخزي والمهانة أبواق مأجورة وأدوات عربية رخيصة تحاول اليوم أن تسوق نفسها لأبناء الأمة بأنها على صواب وهي تعلم ونحن نعلم أنها ملطخة بكلما هو ذميم وقبيح من الذل والمهانة والخزي والعار كيف لا ونحن نستمع الى هذه الحثالات والابواق تقول وبلا خجل ان الانفصال أفضل من الوحدة، وإن الإمامة أفضل من الجمهورية، وإن الارهاب أفضل من الأمن والاستقرار والتنمية؟