المناضل / عبد ربه منصور هادي - ثورة 14 أكتوبر تعاظمت بوحدة شعبنا كانت ثورة 14 أكتوبر عام 1963م أهم حدث تاريخي في اليمن وتعد من كبريات ثورات التحرر الوطني في العالم، فبقدر ما أنجزت الاستقلال الناجز للجنوب اليمني المحتل، بالقدر نفسه كان لها تأثيرها في تغيير موازين القوى في العالم وحسبها أنها مثلت نهاية للحقبة الاستعمارية التي كانت السيطرة فيها للامبراطورية التي كانت توصف بأن الشمس لا تغيب عنها، على أنه من الإنصاف القول إن ثورة 14 أكتوبر 1963م هي امتداد لنضالات سابقة وتضحيات كبيرة بدأت في اليوم الأول الذي نزلت فيه طلائع المستعمرين من سفنهم إلى عدن في 19 يناير 1839م فقد تصدى لها اليمنيون في تلك الصبيحة التي قدموا فيها كوكبة من الشهداء واستمروا في ثورة متواصلة بلغت ذروتها في نهاية الرابع عشر من أكتوبر 1963م وتمكنت من انتزاع الاستقلال الناجز في غضون أربع سنوات.
إننا عندما نحتفل بذكرى الأحداث الكبرى في تاريخنا، كما هو الحال اليوم ونحن نحتفل بالذكرى السابعة والأربعين لثورة 14 أكتوبر المجيدة انما نحتفل بمآثرنا العظيمة التي ينبغي أن تبقى حية في نفوس وضمائر وعقول الأجيال اليمنية لنستمد منها الشعور بالعظمة والثقة بالنفس ونتعلم عبراً ودروساً في حب الوطن وفي الانحناء احتراماً لشهدائنا، والأحياء من نساء ورجال هذا الشعب الذين يتفانون في خدمة وطنهم وحراسة مكتسبات شعبهم.. ومن تلك العبر والدروس التي ينبغي استلهمامها واحدية الثورة اليمنية التي عكستها وحدة الشعب اليمني التي كانت ولا تزال شاهداً على أن اليمنيين اينما وجدوا وفي المساحات التي توزعوا عليها وحدتهم نضالاتهم في سبيل الانعتاق من الإمامة في الشمال والتحرر من الاستعمار في الجنوب، وتجلى ذلك بوضوح في مشاركة اخوة الجنوب لإخوة الشمال والعكس صحيح في مواقع النضال والثورة ، فقد كانت عدن مأوى للمناضلين ضد الامامة وكانت صنعاء وتعز ملاذاً للمناضلين في سبيل التحرر الوطني من الاستعمار، وكما ارتوت أرض الشمال بدماء المناضلين والمقاتلين الذين قدموا من مختلف مناطق الجنوب للدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري في الشمال وفك الحصار عن صنعاء ، فقد كان إخوة الشمال جزءاً من حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار في الجنوب.. وتلك مجرد شواهد محدودة في سجل تاريخي زاخر بالشواهد الكثيرة والساطعة التي تؤكد أن الشعب اليمني موحد عبر التاريخ وأن حالة التجزئة لم تكن سوى الاستثناء، وإنه رغم تلك التجزئة التي فرضتها القوى الاستعمارية والامامية طيلة عقود فإن الشعب اليمني ظل متجاوزاً لتلك التجزئة وتمكن في النهاية من القضاء عليها.
إن احتفالنا بالذكرى السابعة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر هو احتفال بتلك المآثر وإعلاء لتلك الحقائق التي لا يمكن قهرها أو طمسها أو المكابرة حولها، فثورة الرابع عشر من أكتوبر تعاظمت بوحدة هذا الشعب ، ولذلك كان المشروع الوحدوي أهم محرك لقوتها، فقهرت الاستعمار ووحدت عدن و 23 مشيخة وإمارة في إطار وطني، وظل هذا المشروع الوحدوي مكونا أساسيا في جوهرها برهن عن نفسه في التقاء الثورتين اليمنيتين والسير معاً نحو إنهاء حالة التشطير وتحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م وهي ثمرة لذلك التراث الوحدوي للشعب اليمني الذي أنتجه عبر مختلف المراحل التاريخية وهو تراث ثقافي وسياسي ونضالي من الثراء والقوة بحيث يقهر كل محاولات التنكر له.
كما أن احتفالنا هذا العام بالذكرى السابعة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر هو احتفال بإنجازات تحققت وتتحقق على الأرض اليمنية، وفي كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وهي إنجازات كبيرة وكثيرة رغم محدودية الموارد ورغم المعوقات التي تتعمد قوى الإرهاب والخارجون على القانون صناعتها ووضعها في طريق التنمية والاستقرار، ولكننا مطمئنون كل الاطمئنان.. أننا في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - قادرون على مواجهة تلك القوى وإنهاء شرورها ، والسير قدماً في طريق التنمية مدعومين بهذا الشعب المكافح وقواه الخيرة التي تشاركنا في حمل الهموم الوطنية وتتطلع مثلنا إلى غد أفضل..
٭ نائب رئيس الجمهورية
|