د. محمد عبدالهادي* -
جامعة عدن..تحية لهذا المنبر الشامخ
انطلقت كالمارد تتحسس طريقها بمثابرة وصبر وإصرار للوصول إلى الهدف وبتصميم على قهر الصعوبات ومواجهة التحديات لتوثيق ميلاد صرح علمي شكل علامة فارقة في تاريخ الوطن.
إنها جامعة عدن التي احتفت قبل أيام قلائل بمرور أربعون عاماً على تأسيسها عام 1970م. وكانت أول كلية هي التربية العليا والتي إنشاؤها لتلبي متطلبات المجتمع من الكادر التدريسي المؤهل وسد احتياجات العملية التعليمية الشاملة في عدن وأرياف البلاد.
وهذه الانطلاقة وماحبها من نجاح دفع بالجهود إلى تأسيس كليات أخرى تسهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزز دعائم التخطيط العلمي لمجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والخدمات الطبية والفنية وغيرها.
فظهرت إلى الوجود تباعاً كليات الزراعة والاقتصاد والطب البشري والهندسة حتى وصل عددها عام 1990م إلى 9 كليات وبإمكانيات متواضعة إلى حد ما، واليوم تحتضن جامعة عدن 19 كلية تم تشييد الأكثر منها بعد وحدة الوطن في مايو 1990م في عدن، وعلى امتداد ومحافظات لحج، أبين، شبوة ويافع وأكثر من 13 مركزاً علمياً ومعاهد تخصصية وهي مازالت في توسيع مستمر وتحتضن الجامعة قامات وخبرات علمية رفيعة المستوى في الكثير من التخصصات اكتسبوا شهرة ومكانة علمية وبحثية عالية هذه الهامات كان لها الفضل في بناء هذا الصرح المتألق ومازال عطاءهم مستمراً.
فخريجيها هم أيضاً استطاعوا أن يتميزوا في تخصصاتهم ومجالات عملهم في الداخل والخارج ويكتسبوا من الخبرات العلمية والعملية مايؤهلهم لقيادات قطاعات هامة في الدولة والمجتمع.
الآن الاحتفاء بأربعة عقود مضت على إنشائها يأتي تقديراً وعرفاناً لدورها لمسيرتها المفعمة بالعطاء والتجدد ومؤسسيها وروادها الأوائل وتكريماً لعطائها الذي لا ينصب.
والحقيقة أن ماقدمته جامعة عدن في سياق مسارها العلمي والوطني يتجاوز عمرها القصير وإمكاناتها المتواضعة.
* أستاذ الإعلام المشارك بكلية الآداب – جامعة عدن