المؤتمرنت - الاستخبارات الأميركية تحذر من قدرات طالبان قالت مصادر استخباراتية وعسكرية أميركية إن حركة طالبان في أفغانستان تمكنت بشكل كبير من امتصاص الهجمات الشرسة التي تعرضت لها من جانب القوات الأميركية والدولية وبدأت في الانتظار لما بعد بداية الانسحاب الأميركي المقررة في شهر يوليو/تموز المقبل، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست اليوم الأربعاء.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أنه في الوقت الذي أثرت فيه الغارات الجوية المتزايدة والعمليات الخاصة على خلايا طالبان المحلية، فإن هذه الهجمات لم يكن لها "تأثير ذو معنى" على الحركة بشكل عام وفشلت في وضع الضغط عليها لحثها على السعي للسلام في أفغانستان.
ونسبت الصحيفة إلى أحد المسؤولين العسكريين الكبار الذي يشارك في تقييم الحرب في أفغانستان القول إن "حركة التمرد التي تقودها طالبان تحتفظ بقوتها" مشيرا إلى أن المتمردين "أظهروا بشكل دائم القدرة على إعادة تأسيس أنفسهم والتواؤم في غضون أيام من تعرضهم للضرب من جانب القوات الأميركية"، حسب قوله.
وبحسب الصحيفة، فإن التقييمات التي أجرتها وكالتا الاستخبارات المركزية CIA والاستخبارات العسكرية أظهرت أن قادة طالبان الذين قتلوا أو تم القبض عليهم يتم في الغالب استبدالهم في غضون أيام.
وقالت إنه في مناطق مثل قندهار التي تم إرغام مقاتلي طالبان على الفرار منها "بشكل مؤقت" فإن عناصر الحركة يقومون بانتظار الفرصة للعودة مجددا.
وأضافت أن حركة طالبان وشبكة حقاني اللتان تقودان حركة التمرد امتلكتا القدرة على تجنب خسائر كبيرة من الحملة الأميركية العسكرية ضدهما بفضل حصولهما على ملاذات آمنة في باكستان.
واعتبرت أن مقاتلي الحركة يحدون من جهودهم لحين بدء الانسحاب الأميركي من أفغانستان المقرر في شهر يوليو/تموز المقبل مشيرة إلى أن زعيم الحركة الملا محمد عمر أبلغ مقاتلي الحركة بأن "النهاية قريبة"، في إشارة إلى الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
يذكر أن إدارة الرئيس باراك أوباما تخطط لإجراء مراجعة في شهر ديسمبر/كانون الأول القادم للجهود المبذولة في أفغانستان في ظل أراء متضاربة من جانب قادة عسكريين يرغبون في مواصلة زيادة عدد القوات الأميركية هناك ومنتقدين يطالبون بتقليص الدور الأميركي في هذا البلد بعد حرب مستمرة منذ تسع سنوات.
وكان قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد بتريوس قد أكد الأسبوع الماضي أن التقدم المحرز ضد التمرد "سريع بشكل أكثر من المتوقع" غير أنه أقر في الوقت ذاته بأن ثمة عقبات "كبرى" قد تحدث في المستقبل.
وتنشر الولايات المتحدة في أفغانستان حاليا نحو 150 ألف جندي يشكلون ثلثي القوات الدولية العاملة في هذا البلد منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان عام 2001.
وشهد العام الجاري زيادة ملحوظة في حدة التمرد الذي تقوده طالبان في أفغانستان والذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 جندي أجنبي منذ بداية العام الجاري بالمقارنة مع 521 جنديا في العام الماضي بأكمله.
ويصل إجمالي خسائر القوات الدولية في أفغانستان منذ بداية الحرب أواخر عام 2001 إلى نحو 2170 قتيلا بينهم 1350 أميركيا، حسب إحصاء أعدته منظمة Icasualities الأميركية المستقلة المعنية برصد خسائر القوات الدولية والأميركية في أفغانستان والعراق.
وكالات
|