عبدالملك الفهيدي -
نجاح خليجي 20 مرهون بالإعلام
ليس ثمة شك في أن كل يمني يتمنى أن تحقق بلاده نجاحاً لافتاً في استضافة بطولة خليجي 20 المقرر انطلاقها في 22 نوفمبر المقبل, ليس فقط على المستوى الرياضي بل على المستويات الأخرى الاقتصادية والثقافية والسياسية والإعلامية.
لكن ذلك النجاح لن يأتي لمجرد التمنيات أو بالتصريحات الإعلامية فقط، بل عبر جهود جبارة يجب أن تقوم بها كل الجهات المسؤولة عن البطولة، بالإضافة إلى الدور الذي يفترض أن يؤديه كل مواطن لاسيما أبناء محافظات عدن، وأبين ولحج.
إن نجاح البطولة سيتحدد وفقاً لمدى قدرة كل جهة من الجهات المسئولة عن البطولة في تأدية دورها على أكمل وجه دون تقصير، ودون تداخل في الاختصاصات والصلاحيات، إلا أن تلك الأدوار لابد أن تتكامل فيما بينها بهدف إنجاح البطولة.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن البعد الإعلامي سيظل هو الهم الأكبر الذي يجب إيلاؤه أهمية مضاعفة؛ ذلك أن الإعلام – خلافاً لبقية الجوانب - سيكون هو المسؤول الأول عن إظهار نجاح البطولة بالطريقة الحقيقية، لكن في المقابل بإمكانه أن يظهر سلبيات البطولة مهما كانت صغيرة ويبني عليها استنتاجات عن فشل البطولة مهما كانت تلك السلبيات غير مؤثرة.
وبناء على حجم الضجة الإعلامية التي أثيرت حول قدرة اليمن على استضافة البطولة ليس مستبعداً أن تسعى بعض وسائل الإعلام المحلية أو الخارجية إلى تكرار ذات الدور وتصيد الأخطاء أو السلبيات التي لا تخلو منها أية بطولة رياضية في العالم للقول بفشل اليمن في الاستضافة.
وهو الأمر الذي يتطلب أن توليه اللجنة الإشرافية العليا واللجان الفرعية جل اهتمامها سواء من خلال توفير البيئة المناسبة والمريحة للإعلاميين أم من خلال التجهيزات المطلوبة لأداء عملهم بما يخدم دورهم في إنجاح البطولة، أو من خلال قيام كل مسؤول في البطولة - كبيراً كان أو صغيراً - بأداء دوره الإعلامي في تقديم المعلومات الدقيقة والحقيقية للإعلاميين، وعدم تركهم ليبحثوا عن معلومات من مصادر أخرى قد لا يهمها سوى تشويه صورة اليمن لأي سبب كان.
وعلى مقربة من موعد إعلان البطولة لنا أن نتساءل عن سبب عدم إطلاق موقع رسمي خاص بخليجي 20 على شبكة الانترنت من قبل اللجنة المنظمة حتى الآن، وهل سيكون من المجدي أن يتم إطلاق الموقع قبيل البطولة بأيام؟!.
دعونا نكون أكثر صراحة، فكل المعلومات المتعلقة بخليجي 20 لاتزال حتى الآن غير موجودة بشكل كامل لدى وسائل الإعلام خصوصاً مع عدم وجود موقع رسمي للبطولة، ومع تعرض موقع اتحاد كرة القدم للاختراق بشكل متكرر، وكمثال بسيط فشعار بطولة خليجي 20 لم يصل إلى وسائل الإعلام بشكل رسمي، وهو أمر يبعث على التساؤل ويثير القلق حقاً!!.
والحقيقة أنه إذا كان كل واحد منا مسؤول عن أداء دوره في إنجاح البطولة، فإن الواجب أيضاً أن ننقد أنفسنا بأنفسنا بدلاً من أن ندع الفرصة للآخرين لينتقدونا، بل يشمتوا فينا بأمور ما أنزل الله بها من سلطان؛ ولولا القصور في توفير المعلومات عن بطولة خليجي 20 ربما لم تكن لتحدث تلك الضجة في وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية.
مرة أخرى لابد من التأكيد على أن نجاح خليجي 20 سيكون مرهوناً بقدرة المسؤولين ولجان الإشراف عن البطولة على التعاطي مع الإعلام محلياً كان أو عربياً أو عالمياً، وأي تقصير في ذلك سينعكس سلباً على البطولة، بل سيفتح الطريق أمام من لا يريدون لليمن النجاح أن يتقولوا أكثر مما تقولوا حتى الآن.