المؤتمر نت – فيصل الحزمي - اختتام المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية اختتمت ظهر أمس السبت بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة، أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية برئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية وبحضور السيدات الأول ورئيسات وفود البلدان العربية المشاركات في المؤتمر وممثلي عديد المنظمات الإقليمية والدولية.
وقد بحث المؤتمر، الذي انعقد تحت شعار "المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة"، دور المرأة العربية في الميدان التنموي من خلال دراسة مختلف أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وذلك من خلال جلسات علمية تمحورت حول محور "المرأة والبعد التربوي والثقافي للتنمية المستدامة"، "المرأة والبعد الاقتصادي للتنمية المستدامة"، "المرأة العربية والبعد البيئي للتنمية المستديمة"، "المرأة العربية والبعد الصحي للتنمية المستديمة"، " المرأة والبعد الاجتماعي للتنمية المستدامة"، "المرأة العربية والمشاركة السياسية مقوم أساسي للتنمية المستدامة" و"المرأة العربية والنزاعات المسلحة- أية تنمية مستدامة".
واستعرض البيان الختامي للمؤتمر مختلف فعالياته، مبرزا بالخصوص مضامين الكلمة المرجعية التي افتتحت بها السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة المنظمة، والتي أكدت فيها بالخصوص الحاجة إلى مزيد تطوير أوضاع المرأة العربية إلى الأفضل في إطار مقاربة تقوم على التلازم الوثيق بين الحقوق المدنية والسياسية من ناحية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية من ناحية أخرى.
وأبرز البيان أيضا تأكيد سيدة تونس الأولى على أن الخلاص من ثلاثية الخوف والفقر والتمييز يعتبر من الأركان الأساسية للتنمية المستدامة، وتعبيرها عن ثقتها الكبيرة في قدرة منظمة المرأة العربية والمجتمع المدني العربي على ترسيخ القناعة في المجتمعات العربية بأنه لا استدامة للتنمية في غياب المرأة.
كما أشار إلى مضامين كلمات السيدات الأول العربيات المشاركات في المؤتمر، اللائي عبّرن عن اعتقادهن بأنه، على الرغم مما تحقق من انجازات على أرض الواقع، فإن المرأة العربية ما زال أمامها شوط كبير يتعين عليها أن تقطعه لتحقيق المنشود لها ولمجتمعاتها.
وتضمن خلاصة لأبرز المحاور التي انتهت إليها الجلسات العلمية السبع والمائدة المستديرة التي انتظمت في نطاق أشغال المؤتمر والتي تناولت الإشكاليات المتصلة بعلاقة المرأة بالتنمية المستديمة في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والصحية وذلك في مسعى لبلورة روية مستقبلية مشتركة بشأن المستوى المطلوب والمنشود لمشاركة المرأة في مسار التنمية المستدامة.
وقد ثمن البيان الختامي المؤتمر ما تحقق للمرأة العربية من انجازات هامة لا سيما على أصعدة التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة وناقش التحديات التي لا تزال تعيق المرأة العربية وسبل مواجهتها.
وأكد المشاركون أن تمكين المرأة العربية شرط أساسي لإرساء ركائز التنمية المستدامة في البلاد العربية. كما أكدوا على محورية دور الدولة في الارتقاء بأوضاع المرأة في كافة جوانبها وأهمية إرساء الشراكات الفاعلة والتعاون الايجابي بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وبناء على المضامين العلمية والنقاشات الثرية التي طبعت أشغال مؤتمر تونس، تم إصدار التوصيات التالية : اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي /احتياجات المرأة/ في الخطط والموازنات والبرامج التنموية العربية.
العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة بما يضمن المساواة بين المرأة والرجل ويساعد على التصدي للتطرف والانغلاق.
تعزيز مسار الإصلاح التشريعي في الدول العربية وسد الفجوة بين النص والممارسة بما يصون حقوق المرأة في الحياة العامة والخاصة ويرتقي بدورها كشريك اقتصادي واجتماعي وسياسي فاعل.
التأكيد على حق المرأة في تنمية صحية وفق برامج تراعي خصوصياتها واحتياجاتها وتوفير الخدمات المساندة في مختلف مواقع تواجدها.
تأكيد أهمية مشاركة المرأة العربية في تأصيل ثقافة بيئية وتنموية مستدامة.
إحداث جائزة لأفضل جمعية نسائية عاملة في مجال حماية البيئة بمبادرة من السيدة ليلى بن علي.
إحداث منتدى دوري للحرفيات العربيات وإرساء شبكة بين المؤسسات والخبرات النسائية العربية بما يسمح بالترويج لمنتجاتهن.
التأكيد على أهمية تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار الخاص ببناء السلام ومنع النزاعات.
وحذر المؤتمر في بيانه الختامي من الآثار السلبية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية على مسار التنمية وحرمان المرأة من الاستفادة منها باعتبار المرأة المتأثر الأول من النزاعات والحروب.
وأمام النجاح الذي حققته الجلسة الخاصة بالشباب العربي التي التأمت يوم السبت 30 أكتوبر في نطاق أشغال مؤتمر تونس، وبناء على الروية الحداثية التي برزت من خلال مساهمات الشباب حول دور المرأة وإسهامها الفاعل في بناء مسيرة تقدم مجتمعاتها، باركت السيدات الأول مقترح سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بإنشاء لجنة دائمة للشباب العربي صلب منظمة المرأة العربية بهدف مزيد تشريك الشباب العربي في تناول وتدارس قضايا أوطانه ومستقبلها.
كما باركت السيدات الأول مقترح السيدة سوزان مبارك بإحداث يوم عربي للشباب العربي يوم السابع من شهر يوليو من كل سنة يكون خير فرصة لمتابعة مشاغل الشباب العربي.
ومثلت رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية نقلة نوعية في تاريخ المنظمة على مستوى دفع مسيرتها والنهوض بآليات عملها ودعم تفتحها على محيطها الخارجي، حيث تم الحرص في هذا الإطار على ربط علاقات تعاون وتكامل مع عديد الأطراف على غرار توقيع الإستراتيجية الثقافية المشتركة بين منظمة المرأة العربية والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم.
كما تزامن احتضان تونس للمؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية مع صدور كتاب يحمل عنوان "الرئاسة التونسية لمنظمة المرأة العربية: مبادرات وانجازات" من تأليف مجموعة من الباحثين والأكاديميين والإعلاميين التونسيين والعرب. وأتت توطئة الكتاب الذي تضمن 142 صفحة بقلم السيدة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية التي أبرزت جهود ومنهجية الرئاسة التونسية لمنظمة المرأة العربية.
وقد شارك اليمن في فعاليات المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية بوفد مهم ضم كل من السيدة رمزية عباس الأرياني، رئيسة اتحاد نساء اليمن، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العربي رئيسة الوفد، السيدة فتحية محمد عبد الله، الأمينة العامة المساعدة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، السيدة فوزية أحمد محمد نعمان، مستشارة وزارة التربية والتعليم والسيدة نجود أحمد الردمي، المديرة التنفيذية لاتحاد نساء اليمن ومديرة مكتب رئيسة الاتحاد.
|