الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:50 م
ابحث ابحث عن:
اقتصاد
المؤتمر نت - "تجارة البن اليمني\" عنوان رسالة ماجستير هي الأولى من نوعها، طبعت مؤخّراً في كتاب للباحثة اليمنية أروى أحمد عبد الله الخطابي، وبإشراف الدكتور سيد مصطفى سالم الأستاذ بكلية الآداب بجامعة صنعاء.

الخميس, 16-ديسمبر-2010
المؤتمر نت- جمال مجاهد -
رسالة أكاديمية تحذّر من اجتياح أشجار القات لشجرة البن
"تجارة البن اليمني\" عنوان رسالة ماجستير هي الأولى من نوعها، طبعت مؤخّراً في كتاب للباحثة اليمنية أروى أحمد عبد الله الخطابي، وبإشراف الدكتور سيد مصطفى سالم الأستاذ بكلية الآداب بجامعة صنعاء.

ويقول سالم في تقديمه للكتاب الذي حصل "المؤتمر نت " على نسخة منه إن الدول الاستعمارية وخاصةً هولندا وانجلترا قد استطاعت الحصول على بعض أغصان البن اليمني لزراعته في مستعمراتها مثل جاوة والهند بل وفي البرازيل بعد ذلك، إلا أن البن اليمني ظل محتفظاً بجودته وبأفضليته عن باقي أنواع البن الذي أنتج خارج اليمن.

ويشير سالم في الكتاب الذي تم توزيعه خلال انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للبن العربي الطبيعي في صنعاء يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، إلى أن محمد علي باشا والي مصر طمع في احتكار تجارة البن اليمني فاحتل المخا، فأسرعت بريطانيا باحتلال عدن وبجذب تصدير البن من خلالها، ففقدت حكومة اليمن الاستفادة من وراء هذه التجارة المزدهرة.

ويوضّح سالم أن اليمن الذي ازدهرت بالبن وتجارته قد أحيت تلك الموانئ المحيطة التي كانت قد انهارت نتيجة تحوّل التجارة العالمية إلى رأس الرجاء الصالح مثل جدّة والسويس والإسكندرية وموانئ عمان وفارس مثل مسقط وبوشهر.

من جانبه يقول رئيس مجلس إدارة مجموعة الكبوس للتجارة والصناعة والاستثمار المحدودة رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة حسن الكبوس إن هذه الرسالة العلمية لملمت شتات أوراق البن في ثلاثة قرون من الزمن \"11- 13هـ- 17- 19م\"، مما يجعلنا نفكّر بجدية في عودة المحورية لهذا البلد المعطاء الذي ظل لقرون مصدراً صريحاً ووحيداً لهذا المنتج قبل أن يتوزّع دمه على مشارق الأرض ومغاربها.

ويضيف الكبوس "وما هي إلا خطوات جادّة حتى نصل ولو إلى بداية طريق الألف ميل من الريادة كما يقال. فالأرض لم تمت بعد والهواء والماء والبيئة المناسبة والمناخ اللازم لذلك، لم يتّخذ من الهجرة طريقاً إلى الهروب من المسئولية! بل هو بانتظار الخطوات الصادقة لعودة المجد من أوسع أبوابه\".


فيما تقول الباحثة أروى الخطابي إن اختيارها أحد مواضيع التاريخ الاقتصادي ليكون موضوع كتابها هذا، كان محاولة منها للكشف عن جانب مهم من جوانب تاريخ اليمن، وهو تاريخ تجارة البن اليمني الذي ارتبط به اسم البن الجيّد في العالم، ألا وهو "موكا كافيه" "COFFEE MUCHA\"، طيلة ثلاثة قرون من الزمن، ابتداءً من القرن الحادي عشر الهجري حتى القرن الثالث عشر الهجري الموافق من القرن السابع عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر الميلادي.

وتؤكّد الحطابي أن دافعها الأوّل والأخير لتناول هذا البحث هو ما شاهدته من اجتياح أشجار القات للأراضي الزراعية التي كانت تجود بزراعة البن، وانحسار المساحات المزروعة بالبن يوماً بعد يوم، وما ترتّب على ذلك من حرمان اليمن من مصدر دخل مهم، كان من الممكن أن يعادل في أهميته بعض السلع التجارية العالمية كالقمح والقطن مثلاً لو أن المزارعين والدولة أولوه اهتمامهم وعنايتهم.


وتلفت الحطابي إلى أن البن اليمني يعدّ من المحاصيل الزراعية النقدية المهمة التي حظيت بشهرة عالمية في مجال التجارة والاستهلاك، وهذا ما جعل اليمن تتحوّل إلى قبلة لكثير من السفن العربية والإسلامية والأجنبية. بل لقد أصبحت تجارة البن بديلاً لتجارة التوابل التي تحوّلت إلى طريق رأس الرجاء الصالح عقب الكشوفات الجغرافية التي أدّت إلى اكتشاف الطريق الجديد والمباشر إلى أوروبا، وهي الطريق التي أدّى اكتشافها إلى حرمان البلدان التي كانت تعتمد في عائداتها المالية على تجارة العبور للتوابل عبر مياهها وأراضيها إلى أوروبا من تلك العائدات.

وتشير الحطابي إلى أن البن استطاع فرض نفسه على ساحة التجارة العالمية بسرعة بالغة، وهو ما انعكس إيجابياً على توفّر مبالغ مالية كبيرة في أيدي الأئمة حقّقت استقراراً نسبياً في بعض الفترات من تاريخ حكمهم، خاصةً فترة حكم الإمام المتوكّل على الله إسماعيل، الذي تمكّن من بسط سلطة الدولة على كافة أرجاء اليمن. بل إن الإمام المتوكّل على الله إسماعيل تمكّن لأوّل مرة من توحيد اليمن من ظفار شرقاً حتى حدود ينبع شمالاً، وذلك نتيجة لقوّة البلاد الاقتصادية الناجمة عن العائدات المادية الكبيرة من تجارة البن.

وتنوّه الخطابي إلى أن الفترة الزمنية التي شملتها الدراسة طويلة نسبياً، فهي تغطّي مدة ثلاثة قرون من الزمن، وقد تم اختيار هذه الفترة لكي تغطّي المراحل المختلفة لتطوّر تجارة البن، منذ ظهوره وانتشاره وازدهار تجارته عالمياً، ثم مرحلة كسر احتكار اليمن لزراعته وتجارته، بسبب نجاح الهولنديين في زراعته في جاوة بأندونيسيا، ومن ثم تدهور تجارته في اليمن مطلع القرن التاسع عشر، وانهيارها بشكل شبه نهائي في القرن العشرين.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر