-
خيار الشعب
شعبنا اليمني بوعيه تجاوز بعض القوى السياسية بمراحل - وحيث يتجسد ذلك في مواقفه الصائبة دائماً تجاه كافة القضايا الوطنية النابعة من إدراك عميق لمن قولاً وعملاً يحرص على مصالحه ويسعى جاهداً لأمنه واستقراره ونمائه وتقدمه وإزدهاره..
لذا فانه ومنذ أمد بعيد لا يصغي ولا يكترث بأولئك الذين جربهم وخبرهم في فترات مختلفة من تاريخه المعاصر وما سببوا له من معاناة وويلات.. وهم اليوم لم يغادروا ذلك التفكير الأهوج والمنطق العقيم المزوق بعبارات رنانة وشعارات جوفاء زائفة تخفي خلفها نزوعاً باطنياً يهدف إلى الدمار والخراب والفوضى.. وهذه مرامي وغايات يعرفها الشعب جيداً ولن يسمح بها.. وهبته الحقيقية ستكون في مواجهتها إنطلاقاً من إستيعابه لأجندتهم وما تحمل أضابيرها من مشاريع فتن وأزمات مفتعلة تحاول من خلالها الفرقة والتمزق والانقلاب على الدستور والديمقراطية.. ومثل هذه المشاريع اسقطها شعبنا في الماضي وسيسقطها في الحاضر والمستقبل.
ومن هنا فإن الذين يتحدثون عن الشعب هم أبعد الناس عنه وعن متطلباته وتطلعاته في الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد.. وقد اثبتت التجارب الماضية أن هؤلاء في كل ممارساتهم وسلوكهم السياسي لم يأت له منهم أي خير أبداً.. وهذا واضح وجلي في مواقفهم وافعالهم من كل القضايا الوطنية التي كانوا باستمرار يقدمون مصالحهم الحزبية والانانية عليها فنحوا في المسار المضاد للشعب ومصالحه فهم مع التمرد والتخريب والارهاب يدافعون عن القتلة والمجرمين وقطاع الطرق وحاملي ثقافة المناطقية والكراهية. في مواجهة الدستور والنهج الديمقراطي وترسيخ دولة النظام والقانون المؤسسية الحديثة.
وهكذا لم تكن هبة الشعب ولن تكون مع خيارات هؤلاء، بل مع من أثبت ويثبت اليوم أنه المعبر الحقيقي عن مصالحه.. وتأكد ذلك في الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية وسيثبته في الانتخابات القادمة التي يتجه إليها بهبةٍ أكبر من سابقاتها- وهم يعرفون جيداً ذلك.. ولهذا يحاولون استباقها بهبةٍ «دنكشوتية» في وسائل الاعلام تثير السخرية والاشمئزاز في آن معاً لا تخرج عن مسار زوابعهم التي ظلوا يثيرونها دوماً علَّهم يؤثرون ويعرقلون هبة الشعب صوب ممارسة حقه الدستوري في اختيار ممثليه عبر صناديق الاقتراع، منتصراً بذلك لارادته التي تعكس انتخابات تنافسية شفافة حرة ونزيهة سيتم اجراؤها على مرأى ومسمع الجميع، وفي ظل وجود رقابة محلية ودولية سوف تكون شاهداً عليها.
وبهذا لن يكون الخطاب الديماغوجي بديلاً للديمقراطية وإرادة الشعب الذي لن تثنيه الشعارات الفضفاضة الجوفاء عن المضي قدماً صوب انجاز استحقاقه الديمقراطي الدستوري الذي هو حق له وحده، لأنه صاحب الحق الأول والأخير في منح المشروعية لمن يحكمه من خلال ممارسة حقوقه الدستورية وانتخاب من يمثله في المجلس النيابي القادم وسيكون الشعب بالمرصاد لكل من يحاول إعاقة هذا الاستحقاق الدستوري الذي لا يمكن التفريط به مطلقاً وستكون هبته الحقيقية باتجاه صناديق الاقتراع.. وهذا هو الطريق لوحدته الوطنية القائمة على قاعدة راسخة من الأمن والاستقرار والتنمية والبناء، ولن يسمح لأي كان بالانقلاب على مؤسساته الدستورية المنتخبة وعلى اولئك الانقلابيين على الديمقراطية أن يعوا أن لا طائل مما يقومون به وأن المعبد الذين يريدون هدمه على رؤوس الجميع سيسقط على رؤوسهم وحدهم أما الشعب فقد حسم خياره وستجرى الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد وأي خيار خارج هذا السياق ساقط ولا مستقبل لحامليه.
*افتتاحية 26 سبتمبر