المؤتمرنت - وكالات - اجتماع طارئ لمجلس الامن للوضع الكوري يجري مجلس الامن التابع للامم المتحدة جلسة طارئة لبحث الأزمة المتفاقمة في شبه الجزيرة الكورية.
وتقول روسيا، التي دعت المجلس الى الالتئام، إنها تريد من مجلس الامن ان يبعث باشارة الى الكوريتين الشمالية والجنوبية يدعوهما من خلالها الى توخي ضبط النفس.
وتصر كوريا الجنوبية على المضي قدما في اجراء تمارين عسكرية في الاسبوع المقبل قرب الحدود البحرية المتنازع عليها بين الكوريتين اذا ما سمحت الاحوال الجوية بذلك.
اما كوريا الشمالية، فقد استنكرت بشدة القرار الجنوبي اجراء هذه التمارين وهددت بالرد.
يذكر ان الكوريين الجنوبيين يصرون على اجراء هذه التمارين في جزيرة كان الكوريون الشماليون قد قصفوها بالمدفعية في الشهر الماضي لنفس السبب - اي بعد قيام الكوريين الجنوبيين باجراء تمارين عسكرية فيها.
وتهدد هذه القضية باحداث انقسام بين الدول دائمة العضوية في مجلس الامن، إذ تقول روسيا والصين إن على كوريا الجنوبية الغاء هذه التمارين، بينما تصر الولايات المتحدة على "حق" حليفتها كوريا الجنوبية في "تعزيز استعداداتها بوجه الاستفزازات الشمالية المستمرة" على حد قول الامريكيين.
"أزمة"
وفي العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول، قال مسؤول في وزارة الدفاع لم يشأ الافصاح عن اسمه إن تصميم كوريا الجنوبية على اجراء التمارين ثابت ولم يتزعزع.
وقال المسؤول: "لا توجد نية لالغاء التمارين، العامل الوحيد الذي يتحكم باجرائها هو عامل المناخ."
من جانبها، تهدد بيونغيانغ بالرد بقوة في حال مضت جارتها الجنوبية قدما باجراء التمارين في جزيرة يونبيونغ المتنازع عليها والواقعة قرب الحدود البحرية بين البلدين وعلى مرمى حجر من الساحل الكوري الشمالي.
وتقول بيونغيانغ إنها ستوجه "ضربة دفاعية لا يمكن توقع عواقبها" للكوريين الجنوبية، وان هذه الضربة ستكون اقوى واشد ايلاما من تلك التي وجهتها مدفعيتها للجزيرة ذاتها في الثالث والعشرين من نوفمبر / تشرين الثاني المنصرم بعد ان اجرى الجنوبيون تمارين عسكرية مشابهة.
وقد اسفر القصف المدفعي الشمالي آنذاك عن مقتل اربعة اشخاص.
في غضون ذلك، يواصل المبعوث الامريكي غير الرسمي، حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريشاردسون، مهمته في كوريا الشمالية حيث اجرى لقاءات بعدة مسؤولين في بيونغيانغ. وقال ريشاردسون في تصريحات نقلتها عنه شبكة سي ان ان التلفزيونية الامريكي بأن الوضع "متوتر للغاية."
ادلى ريشاردسون بهذا التعليق عقب اجتماعه بالجنرال باك ريم سو، القائد الاعلى للقوات الكورية الشمالية في المنطقة الحدودية مع كوريا الجنوبية. واضاف المبعوث الامريكي بأن الاجتماع كان "صعبا" ولكنه حقق "بعض التقدم."
واضاف ريشاردسون: "قال الكوريون الشماليون إنهم سيردون بقوة، ولكنهم عبروا في نفس الوقت عن املهم في ان يهدئ قرار يصدره مجلس الامن الوضع. انه لمن الواضح جدا ان الكوريين الشماليين غاضبون جدا من التمرين العسكري الجنوبي."
واقترح ريشاردسون استحداث خط هاتفي عسكري ساخن بين الكوريتين للتعامل مع اية حادثة قد تقع على الحدود بينهما.
وضع صعب
وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن جين اوبراين إن ادارة اوباما واقعة في مأزق صعب، إذ ان للامريكيين 28 الف جندي متمركزين في كوريا الجنوبية لا بد ان يشاركوا في اي قتال قد يندلع بين الكوريتين.
وتضيف مراسلتنا بأن الولايات المتحدة تحاول ان توفق بين تجنب اندلاع صراع مسلح بين الكوريتين من جهة والابقاء على تحالفها القوي مع سيؤول من جهة اخرى.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء عن قيادة الاركان في سيؤول قولها يوم السبت إن المدفعية التي ستشارك في التمرين العسكري في جزيرة يونبيونغ لن تكون موجهة صوب الاراضي الكورية الشمالية. الا ان بيونغيانغ تقول إن اية قذائف تطلقها القوات الجنوبية لابد ان تسقط في مياهها الاقليمية.
يذكر ان جزيرة يونغبيون يسكنها في العادة 1300 مدني اضافة الى المئات من عناصر مشاة البحرية الكورية الجنوبية، ولكن معظم السكان المدنيين نزحوا عنها مؤخرا ولم يتبق منهم الا حوالي المئة حسبما اوردت وكالة يونهاب.
|