فيصل الصوفي -
عن «أحمد».. والحق يقال
الذين يستهويهم الحديث عن العميد أحمد علي عبدالله صالح يركزون على جانب واحد في هذه الشخصية يتخيلون صورة الرئيس القادم لليمن، ويستحضرون دائماً الى ساحة هذا المخيال جمال مبارك وسيف الإسلام القذافي، وهذا الحديث المتكرر الذي عجنته الشائعات يرد مورد النقد والمعارضة في الأساس، إلا أن أصحابه بلغوا من الحماقة مستوى لا يدركون عنده أنهم يهيئون المخاطبين لتقبل فكرة أن يكون «أحمد» هو الرئيس القادم.. وهي فكرة ربما لا تدور في رأسه ولا يخطط لها، رغم أن من حقه كمواطن يمني أن يسعى لهذا المنصب.. هم يرون أن كون الرجل أصبح قائداً للحرس الجمهوري والقوات الخاصة فمعنى ذلك أنه أصبح قاب قوسين من الرئاسة الى جانب أنه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الصالح للتنمية الاجتماعية ورئيس فخري لمجالس هيئات غير حكومية مثل جمعية المعاقين، ونادي التلال وغيرهما كثير.
يسقط هؤلاء من حسابهم الدور الحقيقي الذي يؤديه الرجل من خلال مواقعه الكثيرة تلك.. وأزعم أن ذلك هو المهم بالنسبة له، وكذلك بالنسبة للمجتمع، وهذا ما يتعين أن يكون مثيراً للاهتمام والتشجيع، بدلاً من الانشغال بشخصية «أحمد» بوصفه طامحاً لمنصب لا يسعى إليه.. وحتى الآن لم تبدر منه بادرة تدل على أنه يستخدم وظيفته أو مكانته لتحقيق مصالح سياسية.. ويسقط هؤلاء من حسابهم ايضاً مزايا إيجابية كثيرة لهذه الشخصية الوطنية.. خدمة الفقراء.. مناصرة المستضعفين.. مكافحة الإرهاب.. تقدير أهل الفكر والعلم والصحافة حق قدرهم.. بل إن الذين عثروا عثرات وأساءوا اليه عفا عنهم وأقالهم من عثراتهم.. وفي مناطق مختلفة من البلاد اجتاحتها جوائح مرضية سارع «أحمد» الى إقامة مخيمات ومشافٍ متنقلة تقدم خدمات صحية للمرضى، موظّفاً القطاع الصحي في الحرس الجمهوري توظيفاً انسانياً لتغطية الفراغ الذي ينجم نتيجة قصور الخدمات الصحية للمؤسسات المعنية بالصحة العامة.
وبعد النجاح الكبير الذي حققته اليمن في استضافة خليجي20 والشهادات التي سجلها شهود في الداخل والخارج بهذا الخصوص، ارتفعت معنويات بعض المسؤولين وخرجوا يتحدثون لنا عن أدوارهم.. «أنا قال أنا» بمن في ذلك المغمورون والمهزومون نفسياً الذين كانوا قبل أسابيع من موعد البطولة يقترحون تأجيلها لدواعٍ أمنية وعدم جاهزية الملاعب والفنادق كما زعموا حينها..
وبينما كان هذا هو حال المغمورين والمهزومين نفسياً والمتخاذلين، كان شخص واحد يعمل بصمت لتوفير ضمانات كافية لنجاح خليجي20، وبعد انتهاء هذه الاستضافة الناجحة من كافة النواحي ظل ذلك الشخص صامتاً، ويواصل العمل للحفاظ على مكتسبات خليجي20، مفضّلاً البقاء بعيداً عن الاضواء.. وهذا سلوك مشهور عنه، حتى أن الذين حاروا في البحث عن مثالبه لم يجدوا غير هذا المطعن.. يقولون إنه لا يقدم نفسه للآخرين رغم امتلاكه قدرة ونفوذاً على «مكبرات الصوت»..
ذلك الشخص هو العميد «أحمد» الذي وظف طاقاته وكل نفوذه لإنجاح الخليجي من كافة النواحي.. ثم توارى عن الأنظار تاركاً «الأنذال» يفاخرون بما ليس لهم.